تلفزيون عدن بدأ البث في الحادي عشر من سبتمبر عام 1964م (ابيض واسود) والذي جاء عقب قيام ثوره الرابع عشر من أكتوبر المجيدة عام 1963م إي بعد قياه الثورة بعام
واقتصر الإرسال التلفزيوني عند التأسيس على تغطيه الأحياء الأهلة بالسكان في مدينه عدن (وذالك باستخدام جهازي إرسال قوة كل منهما 100 وات الأول في منطقه التواهي والأخر في جبل كريتر إضافة إلى جهازين تقويه فئة 10 وات في منطقه صلاح الدين وحي كريتر ). بعد تحقيق الاستقلال الوطني في 30 من نوفمبر عام 67م أولت حكومة الجنوب الوطن اهتماما وعناية خاصة لجهاز التلفزيون باعتباره واحد من أهم وسائل الإعلام الجماهيري نشرا للعلم والمعرفة وغرس القيم الجمالية الراقية . مرحلة تطوير التلفزيون:
أما المرحلة الثانية من تطور التلفزيون فقد تمت في يناير 1979م وتمثلت بالانتقال إلى المبنى الحالي بالتواهي مبنى الإذاعة والتلفزيون والذي تم تجهيزه (ابيض واسود) وضم 3 استوديوهات أكبرها مساحة 150 متر مربع ومجهز بالأجهزة الفنية .
وفي الثامن من مارس عام 1981م تم الانتقال التدريجي إلى البث الملون والذي مثل مرحله جديدة من تطور التلفزيون وجرت إعادة نظم العمل لبث البرامج الملونة وإعادة تجهيز الاستوديوهات بالأجهزة الملونة واستخدام أجهزة فيديو حديثه بمختلف أنواعها وأحجامها وكذا أجهزة المونتاج والتسجيلات داخل الاستوديوهات حيث تمكن التلفزيون من بث جميع برامجه المحلية بالألوان .
وفي يونيو 1981م جرى الانتقال للتعامل مع الأقمار الصناعية عبر المحطة الأرضية للاتصالات والتي وفرت الإمكانية اليومية لاستلام الأخبار ذات الطابع السريع حيث تمكن التلفزيون من نقل الأحداث والفعاليات العالمية . ومن التطورات الهامة التي شهدها التلفزيون إدخال عربات النقل الخارجي مما زاد من العمل الميداني للتلفزيون كما أدى ولأول مرة في عام 1981م بدء النقل الحي والمباشر للمباريات الرياضية وبقيه الفعاليات داخل الوطن. ونظرا للطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن تم في عام 1985م استحداث وسيله مؤقتة لتوصيل البث التلفزيوني لبعض المدن الرئيسية في عدد من المحافظات التي تبعد مابين 650-800كيلو متر عن المركز الرئيس للتلفزيون في العاصمة (عدن حينذاك) وهي توفر أجهزة إعادة البث بعد24ساعه من بثها في عدن حيث كان يتم بث المواد بما فيها نشرات الأخبار في مدن المحافظات الرئيسية حضرموت-شبوة-المهرة وهذه ألطريقه خدمت جمهور المشاهدين في متابعه بعض الأحداث المصورة ولو ليوم متأخر عن الحدث . وبعد حرب صيف 1994 أصيب تلفزيون عدن باسوأ تهميش عانى منه لعقود حيث تحول هذا التلفزيون إلى مبنى بائس وعانى موظفوه سياسة تمييز عنصرية لاتزال مستمرة حتى اليوم المزيد
في شهر يونيو 2005م وبعد عودتي من سوريا إلى صنعاء التي مكثت فيها نحو شهر قمت خلالها برفقة الزميل المخرج جمال امبادي والزميل المذيع نادر امين والزميلة المذيعة سونيا مريسي بعمل مونتاج للبرامج التلفزيونية التي انتجتها في دمشق واثناء وجودي في الفندق الذي نزلت فيه التقيت بالزميلة العزيزة المذيعة جميلة جميل التي كانت تنزل في نفس الفندق وتشارك في دورة تدريبية خاصة بإنتاج برامج الأطفال في معهد الإذاعة والتلفزيون وذات ليلة دعتني الزميلة جميلة جميل للقاء تعارف وتناول العشاء في مطعم الفندق مع الأستاذة المحاضرة في الدورة من قناة LBC اللبنانية واثناء اللقاء الطيب تناولنا كثير من جوانب وإشكاليات إنتاج برامج الأطفال في العديد من قنوات التلفزيون العربية واهميتها ودورها الثقافي والتربوي والتعليمي والأخلاقي وتناولنا تفاصيل تجربة تلفزيون عدن في إنتاج برامج الأطفال فأعجبت بتجربة مسرح (الأراجوز) الدُمى والرسوم المتحركة وقصص وحكايات الأطفال المصورة والإهتمام بالمواهب الواعدة في مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية التي كان يعتني بها الفنان الرائع المرحوم شكيب جمن وسررت بدعوة الأستاذة المحاضرة لمشاركتي في إختتام الدورة إلاَّ انني اعتذرت عن الحضور لإنشغالاتي العملية في محطة قناة اليمن بإنجاز برامجي التلفزيونية وإرتباطي بمواعيد محددة مع فريق العمل وتفهمت لظروفي وطلبت مني إعداد وكتابة ورقة عمل ورسالة مكرسة وخاصة بتجربة تلفزيون عدن في إنتاج برامج الأطفال لتلقيها الزميلة جميله جميل على المشاركين، ابديت إستعدادي ووعدتها بتحقيق طلبها شاكراً لها فرصة اللقاء المثمر والمفيد وفي صباح اليوم الثالث سلمت الزميلة جميلة جميل المداخلة التي كتبتها واعطيتها الحق في تلخيصها وإختصار ماتراه مناسباً ومفيداً للمشاركين وفيما يلي موجزاً لما كتبته في تلك المداخلة المقدمة : اهداف وشروط ومقومات نجاح البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال - التعريف بقيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعويدهم عليها - تعميق العادات والتقاليد والآداب والسلوكيات الحسنة والأخلاق العامة . - تنمية الروح الوطنية وقوة الشخصية والشجاعة لدى الأطفال . - غرس حب العمل والناس من حولهم . - توجيه الأطفال نحو الأنماط التربوية والسلوكات الخيّرة والمثلى . - أكتشاف ملكاتهم الذهنية ومهاراتهم ومواهبهم الجسمانية والإبداعية ... وصقلها وتطويرها . - تثبيت ورعاية قيم الحب والخير والجَمَالْ في نفوس الأطفال وعكسها في تصرفاتهم وسلوكياتهم . - تنشيط وتوسيع مداركهم وزيادة معلوماتهم المعرفية بما يحيط بهم في حياتهم اليومية . - البحث الدقيق عن طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم المستقبلية مع بقية الأطراف المعنية بما يكفل المساعدة على تحقيقها . - تسليتهم والترفيه عنهم وتحقيق رغباتهم الفكرية والروحية .. - لعله من المهم جداً إعادة قراءة وتأمل وبحث مدى قدرة التلفزيون على تحقيق وإنجاز ولو الحد الأدنى من تلك الأهداف والغايات الرفيعه . - السالفة الذكر - عقب كل دورة برامجية من دورات التلفزيون الفصليه .. - حتى لا نجافي الحقيقه ينبغي التأكيد في سياق هذا التناول - أن التلفزيون يحرص أيما حرص على تقديم وعرض المواد البرامجية الموجهة لأطفالنا الأعزاء والتي تحمل في مضمونها اهدافاً تربوية وتعليمية واخلاقية قيمة وهادفة ومفيدة للنشء بإعتبارهم صناع المستقبل المشرف والجيل الواعد الذي نعلق عليه آمالاً عظيمه . فإذا تفحصنا جيداً نوعية الماده البرامجيه الموجهة للأطفال من حيث المستوى والمضمون الثقافي والفني والتقني المنتجه في تلفزيون قناة عدن الفضائية سوف نلمس أن هذه النوعيه من البرامج التلفزيونيه الفئويه تستحق كل التقدير والإحترام والعرفان للجهود الطيبه والمثابره والمخلصه المبذولة من جميع الزملاء القائمين على إنتاجها من معدين ومخرجين ومقدمين وحرصهم المستمر على الإرتقاء بمستوى تلك البرامج التي يتولون صناعتها وانتاجها ومن اجل ضمان نتائج إيجابيه وتحقيق ذلك الإرتقاء المطلوب ينبغي على قيادة التلفزيون مضاعفة الإهتمام والدعم والمساندة المادية والمعنويه وتقديم كل أشكال التسهيلات اللازمه وإعتماد موازنات مالية للإنفاق والصرف بسخاء على كل مراحل العملية الإبداعية والإنتاجية لضمان تقديم برامج أطفال تلبي احتياجات وإغراض وأهداف السياسة الإعلامية للدولة وتخدم الخطط والبرامج التنموية التي تستهدف التنشئة السليمة لأطفالنا الأحباء فلذات أكبادنا ... وإذا تحدثنا بصراحة ووضوح فإننا لانذيع سراً عندما نقول أن ضروباً وانواعاً مختلفة من المعاناة والمشاكل والتعقيدات الإدارية التي يواجهها الزملاء المهتمون بإنتاج برامج الأطفال تسبب لهم متاعب وإحباطات كثيرة وتسهم في خلق عوامل الضعف والقصور في إنتاجهم فتأتي نتائج جهودهم برامج هزيلة وهابطة تولد لدى المشاهدين حالة من السأم والنفور والبحث عن برامج بديلة للمشاهدة في محطات تلفزيونيه فضائيه أخرى ... إن الحرص على إزالة مثل هذه المشاكل والصعوبات وتجاوزها سوف يخلق فرصاً عديدة لتجديد وتطوير برامج الأطفال والارتقاء بها نحو الغايات والأهداف المرجوة التي نتوخاها جميعاً ويوفر ساحات للتنافس الإبداعي بين الزملاء القائمين على إنتاجها وتحفيزهم لإبتكار أشكال وأساليب إبداعيه وفنيه وتقنيه تكسب برامج الأطفال التي يتولون إنتاجها عناصر التشويق والمتعة والفائدة التي ينبغي توفرها في الإنتاج البرامجي التلفزيوني . - وبالنسبة للبرامج المستوردة من شركات ومؤسسات إنتاج برامج الأطفال في العديد من الدول ومحطات التلفزه العربية والأجنبية، فأنها تحظى بإهتمام كبير وعناية فائقة عند اختيار أفلام وبرامج الأطفال المتنوعة والحرص على إستيراد وإنتقاء البرامج التي تساعد على غرس القيم والمفاهيم الأخلاقية والتربوية والتعليمية والفكرية وتعميق السلوكيات الحسنة في نفوس أطفالنا الأحباء، كما لا يغيب عن أذهاننا أن التلفزيون لا يستطيع وحده تحقيق تلك الغايات والأهداف العظيمة بعيداً عن الأدوار الأساسية التي ينبغي أن تؤديها الأطراف التربوية والتعليمية (الأسرة، المدرسة، المجتمع) فالتلفزيون بالرغم من قوة تأثيره وسحره وفاعليته وشغف الأطفال وحبهم الشديد لكل مايقدم لهم عبر شاشته الفضية إلاّ أن دوره يعتبر تكميلياً ومساعداً إلى جانب أدوار الأطراف الأخرى المعنية بتربية وتعليم أحبائنا الأطفال خاصة إذا ماعرفنا أن الأطفال أمانة في أعناقنا جميعاً وهم فلذات أكبادنا وعلى الجميع تقع مسؤولية التربية والتنشئة السليمة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع . *صحفي – معد ومقدم برامج – قناة عدن الفضائية ِ