ظللت لفترة ليست بالقصيرة مغمور بشعورٍ من الإعجاب بالزميل الإعلامي عادل اليافعي ، وهذا لكتاباته وحضوره الإعلامي المتفرد ، وكذا لحضوره المجلجل في المهجر في كل مايخص شأننا الجنوبي .. ويوم أمس - السبت 27 أغسطس الجاري - كنت اقرأ وأعيد مقالته المعنونةب ( الابتزاز ) والمنشورة في الغراء عدن الغد وانا في حالة من الذهول ، والسبب إنني قد عرفت يقينا من يومئ إليه في مقالته تلك ، واللافت أكثر في حجم القسوة البالغة في مفردات المقالة ! وعلى ماذا ياترى؟! على رجل قال كلمة حق وحسب !! يمكن ان اتفهّم خلفيات نزوع إعلامي مهاجر وتبرعه بمجاملة الدولة المضيفة له وما إلى ذلك ، ولكن هذا بالضرورة ان لايكون على حساب شخص / أشخاص خاضوا في مسألة واقعية وصحيحة 100% ، بل وتضمين مقالته تلك مصفوفة ومن الشتائم والتخوين والتوصيفات التي لايتخيلها عقل من زميل إعلامي !! فليقل لي زميلنا عادل من هذا الجنوبي الذي يجحد وينكر الأعمال الكريمة التي قدمتها وماانفكت تقدمها الإمارات لجنوبنا ؟! ومن هذا الجنوبي الذي ينكر شهداء الإمارات الذين قضوا في الجنوب واختلطت دمائهم بدماء شهدائنا وتربتنا الجنوبية ؟! ومن .. ومن..؟!
يااخينا عادل اليافعي لم يرتكب زميلنا الإعلامي صالح الجبواني ولاغيره إثما ولاجرما عندما يتساءلون عن خلفيات سعي دولة الإمارات الشقيقة الصدوق إلى تكوين التشكيلات العسكرية على أسس مناطقية ..وهذا واقع في حضرموت وشبوة وحتى في الحزام الأمني بعدن ، كما وليس الجبواني وحده من يضع مثل هكذا تساؤل ، كلنا نضع هذا التساؤل المحير بل المريب ونريد معرفة خلفياته ، وهذا طبعا على الرغم من حبنا الكبير وتقديرنا للإمارات وعطائها المخلص في الجنوب الذي لم ينقطع بعد .. فلماذا تشكل النخبة الحضرمية من حضرموت حصراً ؟! وهكذا أهل الواحدي وبني هلال وغيرهم وغيرهم ..لماذا هذه التشكيلات ؟!
إننا نروم إلى بناء قوات مسلحة وامن وطنيين ومن كل النسيج المجتمعي في بلادنا ، فكما نريد ان يكون الوزير حضرمي أو شبواني أو بدوي أو يافعي أو عدني أو من( أم الجن ) فلتكن تشكيلة وزارته من كل النسيج المجتمعي في البلاد ، وليس من أبناء محافظته أو قبيلته ، أو على الأقل المراكز الحساسة والهامة حصرا من نفس منطقته .. وكل جنوبي يريد ذلك ويحبذه ، فهل مجاملتك الفجة لأشقائنا في الإمارات ومن وضعية سيئة في بلادنا ستقربك أكثر أو ستجعلك الأكثر حظوة ..أو..أو..فهذا هو الابتزاز الحقيقي ..
لم اعرف الأخ صالح الجبواني ولم أره يوما في حياتي ولا اعرف حتى من إي منطقة هو ، ويمكن بيننا صداقه شكليه منذ أيام خلت في الفيس بوك وحسب، وهي لايعتد بها ، وقد قرأت مايتحدث عنه أخينا عادل على الفيس ، مع انه كان فعلا يدور في خلدي كما هو في صدور وعلى السنة الكثير من الجنوبيين بمختلف مشاربهم ، ومع العلم أيضا ان مثل هذا الاستنكار قد ورد مبكرا ومنذ فترة ، والسبب لأنه حقيقي ويشكل تهديدا واقعيا للنسيج المجتمعي الجنوبي ، إذ كفانا ماحدث لنا في يناير 1986م .. فعد إلى صوابك يا أخي وجامل بشيء أخر يستحق المجاملة ، لا في مسألة كهذه .. إذ لايعني الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبك ..و...و..هو تفخيخ مجتمعك بما هو اكبر من المتفجرة التي لن تبقي ولن تذر ، حتى وان كان ذلك من باب حُسن النية.. هنا على إخوتنا الإماراتيين إعادة النظر في هذه القضية الحيوية بالنسبة لنا هنا في الجنوب ، فلدينا مايكفينا من ويلات تجرعناها من هذا وذاك ، ومن الرائع ان من يسدي لك صنيعا طيبا وإنسانيا وأخلاقيا ان يكمله بما هو مبشر بالخير ، إلا إذا كان وراء الأكمة ماوراءها ، الله اعلم ..