شكراً يا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هذه المرة أيضا، على هذه اللفتة الطيبة والمباركة التي جعلت أرخبيل سقطرى أرضا وإنسانا في المكان البارز الذي تستحقه منذ زمنٍ بعيد، من خلال ترقية محافظ أرخبيل سقطرى العميد سالم عبدالله أبواسامه السقطري إلى رتبة لواء، وهو وسام على صدورنا جميعاً لما لهذه الخطوة الطيبة من رمزيةٍ خاصة في نفوس الشعب السقطري الذي طالما شعر بالتهميش واشتكى من الاقصاء على الدوام عن كافة ميادين الحياة السياسية في الدولة اليمنية سابقاً ولاحقاً، وهي خطوة تُعتبر إيذاناً بتدشين مرحلةٍ جديدة من العمل الوطني، يتبوء فيها ارخبيل سقطرى مكانة مرموقة على كل المستويات الادارية، والسياسية، والدبلوماسية، والعسكرية.. بعد أن جذبت هذه الجزيرة الهامة نظر العالم كله إليها، وشدت الدول الخليجية بشكلٍ خاص إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية وموقعها الاستراتيجي الهام، ليصبح لأبناء سقطرى اساهمات واضحة في العمل الوطني والمشاركة الفعالة في إدارة الدولة اليمنية الحديثة. وقد كان عهدك يا فخامة الرئيس فأل خيرٍ ويمنٍ على سقطرى وأهلها، ففي عهدك وحدك دون غيرك من حكام اليمن قديماً وحديثاً، حصلت سقطرى على درجة المحافظة بعد أن كانت مجرد مديرية تابعة لغيرها من المحافظات، كما أصبح من أبناء سقطرى الوزراء، والسفراء، ووالوكلاء، والمدراء، والقيادات العسكرية والمدنية الكبيرة، والمناصب التي لم نكن يوما لنتجرأ حتى على الحلم بتقلدها أو الوصول إليها، لأن الأبواب إليها كانت موصدة والدروب مغلقة في وجه الإنسان السقطري، حيث كنا نعيش خارج التغطية، وخارج الزمن، إلى الدرجة التي جعلتنا نشعر فعلا بأننا غير مواطنين في هذا البلد الذي نعيش فيه كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة أو أدنى من ذلك، وهي أبشع صور الظلم أن يشعر الإنسان بالغربة في عقر داره ووطنه وبين أهله وذويه. لذلك يحق لنا جميعاً أن نفرح ونستبشر خيراً بهذه الخطوات المباركة من قائدٍ عادلٍ ومحبّ لأبناء وطنه جميعاً أين ما كانوا دون تمييز أو تحيز، وأن نقول ألف مبروك أولاً لأبناء محافظة أرخبيل سقطرى، وثانيا لأبن سقطرى البار اللواء سالم عبدالله أبو أسامة السقطري على هذا الانجاز الكبير الذي يستحقه عن جدارةٍ واقتدار، لأنه كان تتويجاً لمسيرة العطاء المستمر والعمل الهادئ والنهج الذكي الذي سار عليه هذا القائد الشاب والمحنك منذ استلامه لزمام الأمور في محافظة أرخبيل سقطرى، حيث أظهر براعةً إداريةً نادرة، وذكاءً غير عادي في قيادته للمحافظة، وحسن التدبير في تعامله مع كل هذه الظروف التي كانت غاية في الصعوبة والتعقيد، وتداخلت فيها المصالح وتشابكت العلاقات الاقليمية والدولية التي أجتمعت جميعاً بصورةٍ أو بأخرى على أرض سقطرى، والتزم النهج الهادئ في التعامل مع كل هذه المعطيات الصعبة والمتسارعة بعيداً عن الانفعالات والشعارات وردود الأفعال السريعة والغير محسوبة العواقب. ولا يفوتني أن اتوجه بتحيةٍ خاصة للوكيل رائد الجريبي وكيل شؤون الجزر وباقي أخوانه وكلاء محافظة أرخبيل سقطرى الذين هم جنود مجهولة يعملون من وراء الكواليس بلا كللٍ أو ملل، وبعيداً عن أضواء الكاميرات، ويعتبرون إلى جانب معالي المحافظ الركائز الأساسية والقوية التي تحمل البيت السقطري المتوحد, وهي عبارة أستعيرها من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله ورعاه الذي قالها تعبيراً عن وحدة الشعب والحكومة والحكام في دولة الإمارات على نهج المؤسس الأول الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله لذلك نحن في أرخبيل سقطرى خاصةً وفي اليمن عموماً بحاجةٍ ماسة إلى أن نستعير هذا الشعار السهل والممتنع، ونتعلم من هذه الدولة الناجحة أسس المحبة والوحدة بين أبناء الوطن جميعاً من أجل بناء وطنٍ آمنٍ ومزدهر، والحفاظ على منجزاته من العبث، وتجنب كل أشكال الفتنة والفرقة والشتات. عويس القلنسي