لقد بات الأمن و الاستقرار في محافظة عدن هو الهاجس الوحيد والشغل الشاغل الذي بات يقلق بال كل مواطن في هذه المحافظة وذلك لإدراك الجميع بأهميته وأهمية تحقيقه ، الأمر الذي يستوجب على قوى التحالف والسلطة الشرعية توليه بالغ اهتماماتها وذلك على اعتبار انه يشكل أولوية قصوى لدى المواطن في هذه محافظة ، وأجزم انه لو سأل أي مواطن في بهذا الخصوص عن ماهية الأولوية التي ينبغي على السلطة الشرعية والتحالف الداعم لها أن يولوه اهتمامهم في الظرف الراهن ، لأجابك بسرعة توفير الأمن والاستقرار و دعم الأجهزة الأمنية لتحقيقه وتوفير والسكينة العامة للمواطن في المحافظة . إننا ندرك جيدا حجم الأعباء والتحديات التي أفرزتها الحرب الأخيرة ، ناهيك عن ما خلفه النظام العائلي الاحمري للمخلوع صالح والذي أمعن في تدمير عدن وتخريب كافة المؤسسات الأمنية و العسكرية و الخدماتية فيها منذ اجتياحه وعدوانه على الجنوب صيف 1994م بالإضافة إلى ما خربته الحرب الأخيرة التي قضت على ما تبقى من البنية التحتية للمحافظة ناهيك عن ما خلفته من الكثير من الماسي و الأحزان والعبث و الفوضى ، حيث ضل الخوف و الرعب والقتل يتسيد المشهد في هذه المحافظة في ضل عصابات المخلوع صالح وحلفائه من مليشيات الحوثي ، حتى بسطت المقاومة الجنوبية يدها على هذه المحافظة بفضل صمود ومقاومة أبنائها الأبطال الذي سطروا أروع ملاحم الصمود والمقاومة وذلك لعودة الأمن و الاستقرار و القانون وليس لعودة المليشيات والجماعات المسلحة التي تسرح وتمرح بكافة عتادها في وضح النهار كما هو حاصل اليوم . على الرغم من التحديات الجسيمة وخطورة الأوضاع التي تعيشها محافظة عدن كمحافظة خرجت من أتون حرب مدمرة ناهيك عن تعدد جبهات التأمر إلا أن الأجهزة الأمنية استطاعة وئد الكثير من بؤر العصابات الإرهابية العفاشية وحدة من تحركاتها محققة في ذلك إنجازات نوعية خلال فترة قياسية على الرغم من الإمكانيات المحدودة والبسيطة التي تمتلكها ، غير أن هذه الانجازات تعد غير كافية في ضل عدم وحدة الأجهزة الأمنية والعسكرية تحت قيادة السلطة المحلية في المحافظة الأمر الذي ينجم عنه كثير من ألاختلالات الأمنية يدخل العاصمة عدن في دوامة العنف و الفوضى جراء هذا الخلل القاتل . إن ما يتوجب على السلطة الشرعية والتحالف العربي إدراكه أن تشكيل أجهزة أمنية وعسكرية غير خاضعة للسلطة المحلية في العاصمة عدن و الاستمرار في حالة الاستقطاب و الرهان على دعم أشخاص لتشكيل مليشيات مسلحة بقيادة أبو فلان وأبو علان بمسمى حفظ الأمن كما هو حاصل اليوم يعد خطاء قاتل وثغرة أمنية ولا يسهم بتحقيق الأمن و الاستقرار في محافظة عدن، بقدر ما ينجم عنه من زعزع أمنها استقرارها ويعكر صفو مواطنيها ،و يربك الأجهزة الأمنية ويعرقل سير عملها ويسهم في إفشال خططها الأمنية الهادفة لحفظ الأمن و الاستقرار ، وملاحقة عصابات الإرهاب ، حيث أن ترك هذه الجماعات المسلحة التابعة لأشخاص وهي تصول وتجول في شوارع العاصمة نهارا وجهارا يعد الثغرة الأمنية القاتلة التي يستغلها المتطرفين و الارهابين لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية بحق المواطنين و الأبرياء وما العملية الإجرامية التي حدثت مؤخرا في حي السنافر إلا مثالا على ذلك . أن العملية الإجرامية التي حدثت مؤخرا ينبغي على السلطة الشرعية ومعها التحالف إعادة النظر في سياستهم الأمنية لمحافظة عدن ويجب عليهم سرعة التخلي عن سياسة الاستقطاب في الظرف الراهن، وينبغي أن يدركوا أن الأمن و الاستقرار لا يتحقق بدعم جماعات مسلحة بقيادة أبو فلان وأبو فلتان ولا على يد أجهزة غير خاضعة للسلطة المحلية ، بل ينبغي عليهم التركيز على دعم وتمكين السلطة المحلية من تنفيذ خططها الأمنية وعدم إرباكها بتشكيلات وكيانات موازية لها لا تفهم من الأمن و الاستقرار غير الاستعراضات المسلحة ما لم ستضل المفخخا ت و العصابات الإجرامية تمارس هوياتها بإزهاق أرواح الابراياء بدم بارد والسلطة الشرعية والتحالف هم وحدهم من يتحمل المسئولية تبعات ذلك ودمتم .