قبل زهاء عامين من اليوم وتحديداً عند سقوط عمران ومقتل القشيبي الذي لم ينجده أحد يومها! أطل مستشار قائد الفرقة الأولى مدرع والتي أكلت عقب أكل الثور الأسود بعمران! الدكتور عبدلله الحاضري أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في عدد يلفظ الأنفاس الأخيرة لصحيفة أخبار اليوم الممولة اخوانياً قبل أن تصادرها حركة الحوثيين! أطل الحاضري بمقال ناقوس الخطر محذراً فرقاء السياسة في شمال الشمال تحديداً وقد استشهد بالمثل الذائع الصيت الصادر من أبين خاصة والذائع الصيت في الجنوب عامة والأسوأ في تاريخ الشمال عموماً مثل"يا ويل عدن من صنعاء! ويا ويل صنعاء من دثينه!!"
وما هي إلا شهور حتى هرب قائد الحاضري ولم يكمل وجبة الغداء الأخيرة! وتبعه الحاضري بعد أن تسلل خفية وخيفة لينجح في الهروب ليستقر المقام بالأول في الرياض والثاني في أنقره! غير أن الحاضري لم ينسى ما حدث له ولقائده وحزبهما الاصلاح الذي هرع فور سقوط صنعاء ليوقع زيد الشامي عنه معاهدة السلام والاستسلام الراضخ مع محمد عبدالسلام!
وقد صب جام غضبه على الرئيس هادي وعلى الزمره كما يحلوا له وصف قيادات أبين التي كانت تحيط بالرئيس هادي وصنعاء تتداعى في السقوط بسواعد الفتية الذين إن أمروا المجد استجابا والعهدة لعباس الديلمي! وهم يجددون عهد الموت لأمريكا وإسرائيل!
ويرى الحاضري أنه لم تكن لتسقط صنعاء لولا تواطأ الرئيس هادي مع الحوثيين وصالح!
ويرى جازماً أن الرئيس هادي سبب رئيس في تفكيك الجيش الشمالي لأول مرة منذ ثورة سبتيمبر مؤيداً مذهب ما ذهب إليه مواطنه منير الماوري في أن هادي يطبق جذرياً تخصصه العسكري في تفكيك الجيوش على الجيش الشمالي!
وجاء حديث الحاضري المتلفز في مطبخ الجزيرة في الدوحة الذي شد الرحال لمحل إقامته في أنقره عشية بدء جولة مفاوضات الكويت مع خصومه أعدائه الحوثيين الذين مكنهم هادي من الاستيلاء على الدولة ومؤسساتها في سبتمبر 2014م والحديث للحاضري!
ويبدو أن الحاضري ومزاعمه المنطلقة من أيدلوجية العداء الشمالي الجنوبي جاءت في مرحلة كشفت سطحية الحقيقة التي غابت عن فكر وعقلية الحاضري وأقرانه من منظري الحركة الاخوانية وحزبها حزب الاصلاح بعد أن أضاع خفي حنين لحظة سقوط عمران وساعة فتح صنعاء وقياداته تهيم في الرياضوأنقره بالخارج! وتراوح مكانها عاجزة عن النصر واسترداد صنعاء في الداخل!
ولا أرى الحاضري إلا فاقد الوعي وأمثاله منذ الصفعة التي تلقوها في شتاء سبتمبر على أيدي الذين لن ترى الدنيا على صنعاء وصيا عفواً لن ترى الدنيا على أرضي وصيا والعهدة لمحمد النعمان كاتب النشيد الذي قلب أبجدياته كابوساً الرئيس هادي على اليمن والعهدة للحاضري!
بيد أن هادي ابن دثينه الذي خرج منها إلى من دمرها ويل صنعاءعدن! ولعدن في ذكريات هادي الكثير عاش فيها وتقلد أوسمة الوطنية فيها حارب لأجلها وناضل حتى صقلت منه رجل عسكري محنك وشاءت الأقدار أن تتبلور حنكته العسكرية فيما حلله وقيمه الحاضري والماوري بعد أن فكك هادي الجيش الشمالي وسبق السيف العذل! وخرج هادي من عدن وزمرة أبين ذات يوم في منتصف ثمانييات الألف وتسعمائة وعاد في تسعينات الألف وتسعمائة! إلا أن صنعاء طابت له مقاماً!
وقد أفاق الحاضري من سباته ليستشهد بأن الويل القادم من دثينه يتفجر حمماً في عاصمة الويل لعدنصنعاء على يد الكهل الديثيني!
وقد أحال صنعاء إلى ألسنة من نار! والجيش الشمالي آخذاً في التقزم إلى مليشيات! ومازال الكهل الدثيني ومازال ويل دثينه!!