ان تعرف ماذا تريد يجعل ماقد ظننته او تظنه صعبا ومستحيلا سهلا وميسرا ، كما هو في حياتك الخاصة هو ايضا في الحياة العامة ، حكمة كهذه سارية المفعول منذ اماد بعيدة ، ويسير عليها كثير من البشر.على الارض الا انه يبدو اننا نحن في هذه البلاد نكون الاستثناء في القاعدة العامة المتعارف عليها . ونحن هنا في الجنوب يتضح اننا قد فقدنا البوصلة الى تلك القاعدة الحكمة ، وتشبث بنا الاستثناء ، وبالتأكيد ذلك يدفعني دفعا للتساؤل لكي اخرج مما انا فيه من حيرة وامتعاض ؛ هل نحن اغبياء الى هذا الحد المهول من الغباء الذي يغشى ابصارنا وبصائرنا في عدم الامساك بامورنا العامة وتحديدا فيما يهم حياتنا اليومية لا لشيء الا من اجل ان نعرف الامساك بقضايانا الكبيرة واولها وعلى رأسها الجنوب الذي نراه متخبطا بابنائه تتجاذبهم امزجة واهواء غريبة وعجيبة طال بها المسار في مسارات اشبه ما تكون متاهة لانتوه فيها وحدنا فقط ،بل يتوه ويضيع منا الجنوب.
دعوني اصدقكم القول انه من بيننا كجنوبيين اناس احرار وشرفاء لا هم لهم ولاغاية المصلحة الجنوبية وهؤلاء نعرفهم وقد خبرناهم وخبرتهم الايام منذ التحرير والانتصار ، كما انه من بيننا ايضا اناس يعملون ضد المصلحة الجنوبية العامة ولا هم لهم ولاغاية الا المضي في التعطيل واختراق كل جهد طيب لاح او يلوح لهم فيستشعرون خطر زوال مصالحهم ويتحركون بدافع لا وطني ضد مصلحتهم في جنوب امن وقوي ومستقر.
اننا ومنذ اعلان الاخ القائد عيدروس الزبيدي ودعوته لتاسيس كيان جنوبي مستقل والتفاف غالبية الجنوبيين حوله.مباركة ومؤيدة بما فبها قيادات جنوبية رفيعة المستوى داخل الوطن تشغل موقع القرار وكذلك من خارجه على حد سواء برزت لنا على المشهد الجنوبي العام دعوة من هنا واخرى من هناك وكثرت المسميات وتنافست العناوين لا بل ورفعت الاقنعة عن وجوه وفئدة مريضة حاقدة تستثمر في كل عثرة وخطا وبلا حياء وكل جراءة نراها تنفخ في كير شق الوحدة الجنوبية ودق الاسفين القديم الجديد في اتجاه هدفهم الغالي عليهم وعلى اسيادهم وهو اجهاض الحلم الجنوبي المنشود ، وفي مهده.
تعددت اساليبهم من تعطيل للخدمات ومصالح الناس وتدهورها الى ممارسة الدس والوقيعة والتخريب والتشكيك واستغلال الوسائل الاعلامية على اختلافها بما في ذلك وسائل التواصل الاعلامي واصدار المنشورات والبيانات وغيرها في تحقيق مأربهم الدنيئة ، لهذا فاني احمد الله سبحانه تعالى حمدا كثيرا ان دعاة الفتن هؤلاء اصبح يشار لهم بالبنان وايضا بالاسم وسيمائهم على سجلاتهم الحافلة بالخيانات والعمالة للمحتل اليمني منذ العام1990م وما بعده.
اما ما يقلقني اكثر هنا ان بعض هؤلاء وهم مجموعة من الانفار البائسة ظنت في اوهامها انها تستطيع ان تمارس ذكائها في مواطنيهم الجنوبيبن من خلال توزيع الادوار فيما ببنها وفقا لما هو رسموه او ما رسم لهم من قبل السيد والشيخ والافندم في الجانب الاخر فنجده متحدثا في الهم الخاص والعام كجنوبي غيور ولا يعرف اننا اصبحنا نعرفه جيدا ونعرف حق المعرفة انه عميل مأجور وان نطق باسم الحراك كذبا وبهتانا.
نحن ايضا لانعفي انفسنا من بعض السلوكيات التي للاسف الشديد مهمة كل اولئك الخصوم وعلينا ان نفوتها عليهم باتباع السبل الصحيحة لمعالجة الاخطاء وللجميع اقول وبكل صدق : تيقظوا جيدا بني قومي جميعا ، ولندع الفتنة تنام الى الابد ... هذا اذا اردنا ان نستعيد دولتنا ونبنيها قوية وحرة من جديد.