حي العريش بمديرية خور مكسر هو المدخل الشرقي للعاصمة عدن كان خلال فترة الحرب مسرحا للعمليات العسكرية لقوات الغزو الشمالي على عدن ومحافظات الجنوب أذ مثلت العريش أهمية بالغه بالنسبة للغزاة بحكم قربها من أهم المنشأت والمرافق المدنية والعسكرية كمطار عدن ومعسكرات الصولبان وبدر وكونها مدخل رئيسي لمديريات خور مكسر وصيرة والمعلا والتواهي التي تحتضن قصر الرئاسة بمنطقة معاشيق ومقر السلطة المحلية بعدن وادارة شرطة عدن وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومقر الاستخبارات وميناء عدن وغيره. ومن منطلق أهمية العريش واستماتة الغزاة في السيطرة عليها شهد الحي الذي يمثل صورة حقيقية للفقر في عدن معارك شرسة ابلا خلالها شباب المقاومة الجنوبية من أبناء العريش بلاء حسنا وقدمت العريش خلال تلك الحرب القذرة زهى أربعون شهيد من خيرة شبابها وعشرات الجرحى. وتعرضت لتدمير كبير يدل على ضراوة المعارك التي دارت رحاها هناك طوال فترة الحرب وتبين بجلاء حجم العدوان الحوفاشي الذي ارتكب بحقها ومجمل اثار التدمير كانت من نصيب المواطنين الغلابا الذي دمرت منازلهم دون الحصول على أدنى تعويض حتى الآن على الأقل. عدن الغد زارت حي العريش بالعاصمة عدن واطلعت على أجزاء من الاضرار الناتجة عن الحرب والتقت بعدد من المواطنين المتضررين في محاولة منها لتحريك ملف إعمار عدن عبر الاستطلاع التالي:
استطلاع / احمد بوصالح
- صور دمار مؤلمه: فعلا حجم الدمار في حي العريش الذي طال منازل وممتلكات المواطنين وحتى المنشأت الحكومية كبيرا جدا ويفوق الوصف والخيال - بدون مأوى ولا تعويض: فعلى صعيد منازل المواطنين هناك العشرات من المنازل تضررت بشكل مباشر وبلغ مستوى ونسبة اضرارها بين ضرر كلي وضرر جزئي ونتج عنه عدم صلاحية الكثير من تلك المنازل للسكن مما دفع مالكيها الى استئجار مساكن لهم فيما البعض ولعدم قدرته المالية على استئجار منازل فضل البقاء من خلال بناء اكواخ خشبية على اطلال منازلهم والعيش فيها في صور مؤلمه جدا لم تتعاطى معها الجهات المسئولة حتى الآن. ومن حي العريش أو مايسمى العريش القديم نأخذ بعض النماذج لذلك الدمار ومأساة المواطنين المتضررين:
- لا مأوى ولا تعويض: المواطن احمد سالم سبيل تعرض منزله المكون من خمس غرف مع مرافق البيت الاخرى مبنيه بالبلك والاسمنت و جزء من المنزل مبني بالخشب (اكواخ) تعرض للاحتراق جراء سقوط قذيفة عليه فيما كانت الاسرة نازحه خارج العريش حريق قضى على المنزل كاملا بما فيه من محتويات منزلية ومواد مخزنه. المواطن سبيل تحدث ل عدن الغد بمرارة قائلا : عدنا بعد توقف الحرب ففوجئنا بما حل بمنزلنا من دمار اذ قضاء الحريق على كل شي الى درجة عدم وجود اثر للمنزل اللهم من بقايا جدران للغرف المبنية من البلك وتحول موقع المنزل الى مساحة مملؤه بالرماد وعليه سكننا في منزل آخر في نفس الحي (العريش) لعدة شهور قضيناها في انتظار التعويض الموعود الذي لم يأت حتى اللحظة مما اضطرنا الى القيام وبمساعدة البعض من الاهل والاصدقاء بناء غرفتين من الخشب (صنادق) وهانحن نقيم اسرتي واسرة اخي ووالدتنا في تلك الغرفتين التي لاتصلح سكن للآدميين ولكن ماذا نفعل فهذه قدرة الله أولا وأخيرا. مشيرا الى انه تم توزيع مبالغ مالية على بعض المتضررين يصل مقدارها لنحو خمسمائة الف ريال من قبل احدى الجمعيات الا انه تم استثنائه كمتضرر ولم يشمله ذلك التعويض على الرغم انه أشد تضررا من الكثير ممن تم صرف لهم التعويض المشار اليه. ختاما نناشد محافظ عدن والسلطة المحلية بسرعة تعويض المواطنين المتضررين خصوصا في حي العريش الذي يعد اكثر مناطق عدن تضررا من الحرب.
- السكن على اطلال منزل: المواطن محمد سالم العبرص هو الآخر ذاق مرارة الحرب ومخلفاتها اللعينه فهاهو منزله الذي قضى نصف عمره يجمع المال في سبيل بنائه يصبح بفضل قذيفة حوفاشية مدمرا ويتحول الى أثر بعد عين. العبرص رب الاسرة الفقيرة لم يمتلك من المال مايسمح له بإعادة بناء منزله المدمر أو أخذ سكن آخر بالإيجار الشهري فكل ما يمتلكه هو راتب شهري بالكاد يكفي لمواجهة متطلبات الاسرة اليومية لهذا لم يجد خيارا آخر امامه غير العودة لمسكنه واتخاذ من الجز الصغير المدمر ولكن جزئيا بعد ترقيعه سكنا له وأسرته المكونه من نحو عشرة أفراد فيما بقي الجزء الاكبر كما هو كشاهد حي على وحشية الحرب وحقد الغزاة وشاهد ايضا على أهمال الدولة الشرعية المتمثل في تجميد ملف إعمار عدن وعدم البث فيه أسوة بملفات أخرى لا تقل أهمية عنه . - إضرار كثيرة ومعاناة مريرة: حالات كثيرة مشابهة لحالتي سبيل والعبرص في حي العريش لامجال هناء ولاحيز للتطرق اليها واستعراض مأساتها كاملة ولكنها بدون شك تعاني نفس المعاناة وربما بمستوى أكبر. والخلاصة أن جميع المتضررين يتطلعون للجهات المسئولة ممثله في محافظ عدن أن تتحمل مسئوليتها الكاملة امام الله وامامهم والاسراع في تحريك ملف إعمار العاصمة عدن والعمل على طي صفحة معاناتهم من جراء حرب (الحوافيش) على عدن ومحافظات الجنوب الاخرى.
- العريش الجديدة دمار (شامل): العريش الجديد وضواحي العريش كالاسكان وغازي علوان والصولبان وغيره في تلك المنطقة تبدو مشاهد الدمار جليه بالعين المجردة وتبقى شاهدة على حجم ومستوى الحقد الذي اكتنزته قلوب الغزاة على عدن وسكانها المسالمين ممادفعها الى كيل كل تلك الكميات من القذائف والبارود القاتل على أحياء ووحدات سكنية كامله وقتل واصابة بعض سكانها وتشريد من تبقى على قيد الحياة منهم خارج منازلهم بل خارج مدينتهم ومحافظتهم والاتجاه صوب مناطق بعيدة حضرموت مثالا خوفا من جهل وحقد وعنف تلك العصابات وبحثا عن الامان.
- ثانوية العريش ..اندثار صرح تعليمي كبير : في حي غازي علوان يتواجد صرح تعليمي كبير كلف انشاؤه خزينة الدولة مئات الملايين من الريالات وهو بمثابة حلم عاش أمل على تحقيقه أبناء العريش طويلا وهو مدرسة العريش للتعليم الثانوي (ثانوية العريش) هذا المبنى الضخم لم تشفع له قدسية رسالته الانسانية من النجاة من مقذوفات الغزاة الذين استخدموه ابان فترة الحرب كمركز تجمع لمليشياتهم ومخازن للسلاح والذخيرة ومنه أطلقت تلك المليشيات مقذوفات الموت والدمار على كافة مدن وأحياء العاصمة عدن. طبعا المبنى (ثانوية العريش) تحول الى ركام ومع تحوله عادت معاناة طلاب وطالبات الثانوية بحي العريش والاحياء المجاورة أذ تطلب منهم لمواصلة دراستهم الذهاب الى مدارس عدن الاخرى البعيدة والتي يترتب على الدراسة فيها مزيدا من التكاليف المالية والجسدية. ملاحظة: مبنى ثانوية العريش لم تشمله المكرمة الاماراتية المتمثلة بتكفل الهلال الاحمر الاماراتي باعادة ترميم وتأثيث الكثير من المنشأت والمرافق التعليمية بالعاصمة عدن. - صور أخرى من الدمار: كما طالت ايادي الغزاة ومقذوفاتهم القاتلة المنازل والمرافق الاخرى في حي العريش بدورها ممتلكات المواطنين الاخرى تضررت هي الاخرى فشواهد ذلك موجودة ومتمثلة في السيارات المحترقة بجانب المنازل التي لم تسلم من مقذوفات الموت المنطلقة من دبابات ومدفعية وكاتويشا قوات صالح والحوثي والتي أنهمرت على كل حي في عدن وعلى رؤوس سكانها دون رحمة.
- وتدمرت البنية التحتية المنزلية: لم يقف تضرر حي العريش عند تدمير العشرات وربما المئات من المنازل والمرافق والسيارات فحسب بل وكما وقف الغزاة في ضفة القاتل المدمر وقف ضعاف النفوس على الضفة المقابلة ففيما كان اهالي العريش يبحثون عن النجاة في الاماكن الآمنه البعيدة عن ويلات الحرب والخروج من منازلهم وحيهم في موجة نزوح كبرى لم تعرفها العريش من قبل ابدا كان اللصوص يهيئون أنفسهم للانقضاض على المنازل الخالية من سكانها وسرقة كل مافيها من أدوات منزلية كشاشات التلفزيون والثلاجات والغسالات والافران وأواني الطبخ واسطوانات الغاز والفرش وكذلك الاغنام والدجاج وكل شي تقريبا تحتويه هذه المنازل وأكد مواطنون أن زهى 90٪ من منازل العريش تعرضت للسرقة كاملا وكان وقع الصدمة على السكان شديدا بمجرد عودتهم الى منازلهم ورؤيتها بتلك الحالة.
- مناشدة ببدء الإعمار والتعويض: في خضم هكذا دمار وهكذا معاناة بحثت عن بصيص امل يدخل المسرة في قلب كل مواطن تضرر من الحرب وماتزال أثار تضرره سارية المفعول حتى اليوم . سألت عن دور السلطة المحلية ودور الشخصيات الاجتماعية في متابعة ذلك الملف الشائك فتواصلت مع الشخصية الاجتماعية المعروفة في حي العريش وعضو المجلس المحلي بمديرية خور مكسر الاخ سالم محمد الاعسم الذي تجاوب معي موضحا: نعم أخي احمد وكما شاهدت فحجم الاضرار الناجمة عن الحرب كبيرة فلم يبقى هناء شيء لم تطله قذائف قوات صالح ومليشيات الحوثي فالكل يعرف أن العريش شهدت معارك كبيرة وطويلة وشرسة بين القوات الغازية من جهة والمقاومة الجنوبية من جهة اخرى حيث خاض شباب العريش ملاحم بطولية كبدو العدو خلالها خسائر كبيرة في الارواح والمعدات وخسرت العريش في هذا الشأن العشرات من ابنائها الابطال الذين استشهدوا دفاعا عن الدين والارض والعرض الجنوبي بالاضافة الى عدد من الجرحى الذين لم يحض البعض منهم باي رعاية واهتمام بكل أسف. وعودة الى موضوعنا فالمنازل المتضررة كثيرة وقد نزل فريق هندسي متخصص وعاين الاضرار وحصرها وتم الرفع بها ونحن في انتظار بدء مرحلة الإعمار التي للأسف تأخرت كثيرا في وقت المواطنين المتضررين يعانون الكثير كونهم يتخذون مساكن بالإيجار في مناطق مختلفة من العاصمة عدن. وكما شاهدت فالأضرار لم تنحصر في المنازل فقط فهناك اضرار اخرى منها سرقة محتويات المنازل والمحلات التجارية وتدمير العشرات من المركبات والسيارات المملوكة لمواطنين وعليه وعبر موقعكم وصحيفتكم عدن الغد اناشد قيادة المحافظة بسرعة تدشين العمل في مشروع اعادة إعمار عدن بما فيها حي العريش وتعويض المواطنين الذين تضرروا التعويض العادل.