في إطار اهتمام صحيفة «الجمهورية» بأوضاع المواطنين في محافظة عمران خاصة بعد أحداث العنف التي شهدتها المحافظة خلال رمضان الماضي، زارت الصحيفة قرية بني ميمون والتي أخذت نصيب الأسد من أحداث الدمار والخراب وانتشرت فيها رائحة الموت والبارود في كل مكان..قرية بني ميمون ترجع إلى قبيلة عيال سريح نسبة إلى سريح بن سهل بن صاع بن معان بن مرهبة الأكبر بن الدعام الأصغر ومن ثم إلى دومان بن بكيل و من ثم إلى همدان بن مالك بن زيد و من ثم إلى قحطان بن سبأ. لجان حكومية فما إن وصلت هذه القرية حتى استقبلني الأخ عبدالوهاب هادي مدير عام الاستحقاقات بجامعة عمران وأحد سكان القرية وطاف بي كافة أرجاء أحياء قرية بني ميمون، وشرح لي ما دار في أزقتها وحواريها من معارك طاحنة أجبرت كافة الأهالي على النزوح منها ، وقال شخصياً اضطررت إلى الذهاب للعاصمة صنعاء واستأجرت في أحد الفنادق حوالي شهرين تقريباً أنا وإخواني وأولادي وقد كلفنا ذلك الكثير خاصة أنه تم تدمير مزارعنا التي كنا نعتمد عليها كباقي سكان القرية، وصورت برفقته العديد من الأضرار التي أصابت الكثير من منازل سكان القرية وكذلك الحصن التاريخي والقرية القديمة التي انتهت بشكل تام.. مشيراً بأن اللجان الحكومية الخاصة بحصر الأضرار لم تأت إليهم نهائيا بالرغم أنهم سمعوا من مختلف وسائل الإعلام عن التوجيهات الرئاسية بسرعة تعويض كافة المتضررين من أحداث محافظة عمران. منازل مدمرة المنازل التي تعرضت للدمار كثيرة في القرية لكني حرصت على لقاء أصحاب المنازل الأشد تضرراً ومن هذه المنازل المتضررة بشكل كبير منزل الأخ مقبل الرمادي، من أهالي قرية بني ميمون دمر منزله بشكل كامل خاصة أن منزله كان مجاورا لمدرسة القرية، التي كانت من أبرز المواقع استهدافا أثناء المواجهات المسلحة، لذلك تعرض منزله للدمار بشكل كامل وأحرق كل ما في المنزل من أثاث ومن أجهزة إلكترونية وما إلى ذلك. وفي هذا الإطار يقول الأخ مقبل الرمادي الحمد لله تمكنت من الخروج مع أطفالي من القرية بالرغم من شدة المواجهات المسلحة التي لم نشهد لها مثيلا، لذلك عندما تم استهداف المنزل كنا خارج القرية عند أحد أقاربنا في العاصمة صنعاء، وما إن عدنا حتى شاهدنا المنزل بهذا الشكل ومع ذلك الحمد الله على كل شيء، مشيراً بأنه لم تتواصل معه أي منظمة أو جهة حكومية لمساعدته ولم تأت أي لجنة لحصر الأضرار لتعويضه وتعويض العديد من الأسر في القرية عما أصاب منازلهم من دمار وخراب، مؤملاً أن يكون هناك تفاعل جاد من قبل مسئولي المحافظة لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لتعويض كافة المواطنين المتضررين من أحداث العنف التي شهدتها محافظة عمران، خاصة أنه حالياً يسكن في منزل جاره وليس له أي منزل آخر. تعويض المتضررين أيضاً التقينا زوجة الحاج أحمد عبدالله ناجي والتي تعرض منزلها لخراب شديد جراء تعرضه لقصف عنيف، وتقول: لقد نزحنا من القرية كباقي أهالي القرية والذين نزحوا جميعاً بسبب اشتداد المواجهات المسلحة، لذلك الحمد الله لم يصب أحد بأذى من أفراد الأسرة، لكننا للأسف عند عودتنا للقرية بعد أن توقفت المواجهات وجدنا المنزل بهذا الشكل الذي تراه تعرض لقصف عنيف من عدة اتجاهات، الأمر الذي أدى إلى انهيار كامل لبعض الجدران وتشقق المنزل بشكل كامل، وكذلك احتراق الأثاث. وتضيف قائلة: حالتنا يا ابني حالتنا يرثى لها سمعنا بأن رئيس الجمهورية وجه بسرعة تعويض المتضررين من المواطنين لكن لم نجد شيئاً حتى الآن من السلطة المحلية في المحافظة أو من أي جهة. مدرسة القرية المدرسة الوحيدة في قرية بني ميمون التي يدرس فيها طلاب وطالبات المرحلة الأساسية أي من أول ابتدائي وحتى ثالث إعدادي للأسف تأثرت بشكل كبير من الأحداث التي شهدتها بني ميمون ومحافظة عمران عموماً، وذلك جراء القصف العنيف الذي تعرضت له المدرسة، وفي هذا الإطار يقول مدير المدرسة الأخ أمين هادي العقار بأن الكثير من الفصول تدمرت إلى جانب إدارة المدرسة ومحتوياتها، وكذلك الأثاث المدرسي والفصول الدراسية ومختلف مرافق المدرسة لهذا تحتاج المدرسة إلى إمكانيات كبيرة لإعادة تأهيلها. ويضيف قائلاً: ومع ذلك نحن عازمون بتعاون أهالي القرية ومكتب التربية بالمحافظة على استقبال الطلاب والطالبات للعام الدراسي الجديد وفق الإمكانيات المتاحة، خاصة أن عدد الطلاب كبير نسبياً حيث هناك أكثر من 650 طالبا وطالبة. أما بالنسبة لكشوفات أسماء الطلاب ونتائجهم للعام الماضي يقول أمين العقار بأن الكشوفات التي كانت في إدارة المدرسة أتلفت بسبب الخراب والدمار الموجود لكنه يحتفظ في منزله بنسخة مماثلة من الكشوفات والنتائج وهناك أيضاً نسخة مماثلة بمكتب التربية بالمحافظة. مشاريع المياه والمدرسة الوالد هادي العقار الذي يتجاوز عمره الخامسة والستين عاماً من وجهاء قرية بني ميمون يقول عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها قريته: في الواقع كنت شخصياً في رحلة علاجية بمصر الشقيقة استمرت حوالي شهرين سمعت ما يدور في عمرن وفي القرية من خلال الإعلام وتواصلت مع الأسرة بالهاتف وعندما عدت لاحظت أن القرية القديمة والحصن التاريخي قد تم تدميرهما بشكل كبير، هذه المنازل القديمة بالرغم أنها كانت مهجورة منذ زمن طويل غير أنها بقيت شامخة مع الحصن لمئات السنين شاهدة على عظمة الإنسان اليمني وتاريخه العريق، وحالياً تم تدميرها في غمضة عين إلى جانب خزان مشروع مياه الشرب لسكان القرية وكذلك المدرسة وهذه المشاريع سعيت في متابعتها شخصياً لسنين طويلة حوالي ثلاثين سنة وأنا أتابع تنفيذها حتى أصبحت أمراً واقعاً، وللأسف تعرض هذان المشروعان الوحيدان في القرية للدمار، ومع ذلك نقول الحمد لله على كل حال ومن الممكن تعويض كل هذه المشاريع بتعاون مؤسسات الدولة خاصة أن الرئيس هادي قد وجه بحصر وتعويض الأضرار سواء كانت للمواطنين أو مشاريع عامة، وقد بدأنا في ترميم الخزان الذي تعرض لقذائف المدفعية بشكل مباشر بتعاون من أهالي القرية، ونخشى أن يتهدم بفعل ضغط الماء ولكننا نتوكل على الله، وبالنسبة للمدرسة فالأضرار كبيرة وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة من الجهات المختصة في الدولة. معالم تاريخية تأثرت وأخيرا التقينا بالأخ محمد المعافى مدير عام السياحة بمحافظة عمران والذي قال :للأسف هناك العديد من المدن والمواقع والمعالم الأثرية والتاريخية السياحية التي تعرضت للكثير من الأضرار نتيجة المواجهات التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الأخيرة خاصة حصن بني ميمون التاريخي بعباءته السوداء والذي يوحي للزائر بأنه نسج من صخور بطن جبل أسود كحلت بها بيوت تراكبت فوق بعضها فسميت قرية بني ميمون وهذه هي القرية القديمة حيث تقع هي والحصن في الجهة الغربية لجبل ضين الشهير، للأسف كل هذا التراث تعرض للتدمير بشكل كبير إلى جانب العديد من المواقع الأثرية والسياحية مثل مدينة حوث ومنطقة عذر ومنطقة كأنط وناعط وظفار ذيبين ومدينة ريدة وكذلك مدينة الجنات التاريخية التي تأثرت بشكل كبير، ومدينة عمران القديمة ومدينة ثلا التاريخية وقرية وحصن بني ميمون وكذلك مدينة حبابة التاريخية، وقريباً سيتم رفع تقارير عن كل هذه الأضرار وبالتالي سنعمل بقدر الإمكان على إعادة تأهيلها وترميمها إن أمكن..