الازدحام التي تعاني منه مديريات عدن أصبح يشكل مصدرا ازعاج للمواطنين , وضجيجا لسائقي الباصات والسيارات , ورغم هذه الفوضى هناك من يحاول فرض النظام على من يريد خلق الهمجية والعشوائية للوصول بسرعة الى المكان المطلوب. رجال المرور...ينتشرون في شوارع عدن تحت حرارة الشمس وحر الصيف وتقلبات الأوضاع المخيفة لينظموا حركة السير والتخفيف من ضجة الشوارع لتسهيل عملية التنقل بكل سهولة ويسر. وعندما يقدم شباب في ظل البطالة المنتشرة في البلاد للالتحاق بشرطة المرور بناء على وعود مسؤولين بتوظيفهم , ولكن ذهبت وعودهم في مهب الريح وخلفوا ورائهم شباب دون توظيف أو رواتب أو حتى معرفة اخبارهم , فهناك من تعرض للأذى والإصابة وهناك من هو مهدد بالخطر في أي لحظة ألا يستحق هؤلاء الرجال لفتة كريمة من الجهات المسؤولة؟؟ وإصدار قرار انصاف لشباب وضعوا كل أمالهم في وظيفة اصبحت كالبحث عن إبرة في كومة قش؟؟ التقرير التالي يوضح حجم المعاناة التي يعيشونها المستجدين في شرطة المرور ونداءاتهم المتواصلة التي لم تجد أي استجابة...
تقرير : دنيا حسين فرحان
الشباب المستجدون وأكذوبة التوظيف رصدنا أراء بعض الشباب المستجدين في إدارة المرور حول هذه النقطة: يقول الشاب فياض سالم احمد علي (شرطة السير): نحن مستجدين شرطة المرور نعاني التهميش من قبل القيادة القائمة على الدولة فنحن أول من نزل لخدمة الموطن في الشارع وقد استمرينا بالعمل لمدة سنه ونصف برغم الظروف التي تمر بها البلاد وقد تعرضنا لتهديد وإطلاق الرصاص علينا في الجولات مما أدى الى سقوط شهيدين واثنين جرحى من الزملاء. وبرغم كل الصعاب التي نتعرض لها في الشارع إلا اننا مستمرين في العمل وسنستمر من أجل المواطن ونطالب القيادات النظر الينا ولو بأبسط حقوقنا وهي الترقيم والرواتب كوننا لمن نحصل على مستحقاتنا.
بداية المعاناة والتهميش: مازال التهميش والتقصير والسكوت يمارس ضد هذه القضية التي صارت مثل المرض الخطير الذي يهرب منه كل مسؤول في عدن بل كل حكومة الشرعية ليرميها كل مسؤول فوق الاخر . لمن لا يعرف تفاصيل هذه القضية اليكم مضمونها : بداية هذه القصة في صيف 2015 بالتحديد شهر 7 من ذلك العام حين كانت معظم مناطق عدن لم تتحرر من قبضة الحوثيين مما تسبب بازدحام المناطق الخالية من المليشيات بسبب النازحين اليها من الحرب فخرج شهيد الواجب المغفور له بأذن الله (العقيد مروان )ومعه مجموعة بسيطة من الأفراد لينضموا حركة السير ولكن كان العدد غير كاف مما استدعى وقوف بعض أفراد المقاومة معه لكي يعينوه على هذا العمل البطولي كون أن الحاجة تقتضي ذلك ومن بعدها جاء النصر لعدن برجالها الأحرار وحررت الأرض واستدعت الحاجة لتنظيم حركة السير لعدن بأكملها ولكن كان عدد الأفراد قليل لأن شرطة السير بعدن فيها أفراد من مناطق مختلفة وكلا عاد إلا مدينته والبعض لا يقوى على الوقوف كثيرا نتيجة كبر سنه: استدعت الحاجة لعناصر شابة ودماء جديدة في هذا السلك العسكري وهنا بدأ جوهر الموضوع : خرج شباب عدن من أجل أهلهم وارضهم وقاموا بتنظيم حركة السير بإمكانيات شحيحة وقام بتدريبهم بعض الأفراد الذين قام بالإشراف عليهم العقيد الشهيد مروان شهيد الغدر حين كان أنذاك مدير لمرور عدن والنائب مقدم صديق المعروف ابو مجاهد وصاحب الدور الأكبر عبدالله الجعرة. استمروا الشباب بتأدية الواجب بكل حماس مع علمهم بأن كل الوعود كاذبة مرت الأيام والأشهر وجاء موت زميلين لهم واصابة2 اخرين كالصاعقة عليهم ولكن هدا الحادث المؤلم لم يخيفهم ولم يثنيهم عن عملهم وبالمقابل لم يحرك قلوب المسؤولين المتحجرة في بلدنا ولم يقدموا حتى أبسط المساعدات إلا أسر الشهداء والمصابين وبالمقابل هناك أناس يتقاضون مرتب وهم في بيوتهم من غير عمل وهناك ناس التحقوا بالحزام الأمني وغيرها من المرافق ويتقاضوا 1000 الف سعودي. أين تكمن المشكلة ومن هو المسؤول عن هذا ومن له المصلحة في تأخير قضيتهم أننا نحمل حكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عن هدا القضية؟؟ متحدث باسم مستجدين مرور عدن (وجدي ناجي)قال : هناك عوائق كثيرة من ضمنها الحادثة المشئومة التي راح ضحيتها زميلين منا واصابة 2آخرين ,مطالبنا سرعة سفر اخونا عاصم ابكار قبل أن تتلف يده ودورة عسكرية لنا وضمنا الى السلك العسكري الى وزارة الداخلية وصرف أرقام عسكرية لنا ومرتبات مساواة بزملائنا في معسكر الصولبان ونصر وبدر وغيرها من مراكز الشرطة. قضيتنا صارت شائعة على الجميع لذلك نتمنى من إخواننا المواطنين مؤازرتنا في قضيتنا ونطالب الصحفيون والإعلاميون بنشر قضيتنا لمن لا يعرفون وإخواننا المسؤولين وايجاد حل لمشاكلنا. فقد اصبحنا نشعر اننا عاله على اسرنا فاغلبنا ترك عمله الخاص والتحق بالمرور لأننا وجدنا أن هذا العمل انساني ونريد خدمة عدن واهلها ولكن للأسف لم نجد أي لفته فمنا من هو متزوج وله منزل واولاد ومنا من يعيش في منزل ايجار ومن يكون العائل الوحيد لأسرته.
كيف تم التحاق الشباب ونداءات للجهات المسئولة يتكلم عن هذا (مدير الشؤون الإدارية شرطة السير عدن) الأستاذ عبدالله الجعرة: كل الأفراد المستجدين انظموا الى المرور عبر توجيهات من قيادة المقاومة ومن قيادة أمن عدن وتم توزيعهم في جميع مديريات محافظة عدن وجميع النقاط. قابلوا لجنة الفحص المكلفة من قيادة المحافظ وقيادة الأمن وتم استئجار مستودعات خاصة ونقل البدلات الى المستودعات وبعدها صرفت لهم بمجهود شخصي من قبل الشهيد مدير المرور مروان عبد العلي ومن مدير الإمداد اثير الصنعاني ومني شخصيا الى قيادة التحالف. وباشروا عملهم بجهد وإخلاص دون أي مقابل الى الآن وعملنا اكثر من إضراب وبعد الإضراب تمت الموافقة علي ارسال لجنة القبول والفحص وتم قبول جميع ال 800 فرد لكن للأسف الشديد الى هذه اللحظة لم يستلم الشباب المستجدين أي مستحق مالي أو حتى مبلغ للمصابين وأسر الشهداء. لا ننكر الدور الكبير الذي قام به مدير المرور جمال ديان تابع قيادة الامن وثم استخراج مبلغ مليون ونصف ونحن زودنا فوق المبلغ تسعمائة الف ريال ووزعناها للأفراد من 6000 الف ريال وايضا قام باستخراج ثلاثمائة وعشره سله راشن ويتم الآن توزيع للأفراد ولكن الكميه لا تكفي العدد الذي معنا والان نحن نواجه مشاكل من قبل الافراد. تعبنا من الاجتماعات والمطالبة جميع القادة وبما فيهم قيادة التحالف لعمل لهؤلاء الافراد دوره عسكرية وصرف لهم رواتب وارقام عسكريه مثل زملائهم من افراد المقاومة. ووعدونا بتحقيق كل هذا واتضح لنا انها وعود كاذبة الى الآن من جميع القيادات بدون استثناء. تحصلنا منذ فترة على تهديدات بتحويلنا من المرور أنا والشهيد مدير المرور مروان اذا استمرينا في المطالبة بحقوق هؤلاء المستجدين وانا ما زلت اتعرض للتهديد من العناصر الإرهابية الذين يطالبوني بالتخلي عن الشباب المستجدين وانا اقولها للجميع لن نتخلى عنهم حتى يحصلوا على حقوقهم ويتم توظيفهم وإنصافهم ولو كلفني هذا حياتي.
مناشدات للحكومة وأصحاب القلوب الرحيمة بعد الحادث المؤلم الذي حدث بتاريخ13\1\2016م في جولة سوزوكي والتي راح ضحيته شهيدان من شباب المرور رهيب وجدان غازي واحمد عبدالله سعيد ', واصابة وليد سالم علي وعاصم اذكار الذي تعرض لإصابة في مفصل يده أجريت له ست عمليات جراحية لكن الأطباء استدعوا سفره للخارج قبل أن تبتر يده. نوجه نداء عاجل للجهات المختصة والحكومة بالنظر لأسر الشهداء وتخصيص مبلغ شهري لهم والالتفات للمصابين وتعويضهم وعمل إجراءات شريعة لتسفير عاصم ابكار فما ذنب هؤلاء الشباب الذين قدموا خدمة وواجب للعمل دون أن يجدوا مقابل. ونناشد أصحاب القلوب الرحيمة والمواطنين بالوقوف الى جانب هؤلاء المستجدين ودعمهم بما عجزت قياداتهم عن القيام به.