قال تعالى : " { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة" . صّدِقً الُلُُه الُْعظٌيَمٌ .
لاشك ان ال5 من أكتوبر هو يوم المعلم العالمي World teacher day والذي صادف أمس الأربعاء ففي العالم تم الإحتفال بهذا اليوم من قبل المعلمين إلا هنا في اليمن بشطريه شمال وجنوب لم يحتفل بهذا اليوم بل وحتى لم يحسب لهذا التأريخ، نتيجة الظروف التي تعيشها البلاد عامةً والمعلم خاصةً نظراً لتأخر صرف المرتبات وبعضهم لم يستلم راتبه لأكثر من ثلاثة أشهر وأكثر وظروف الحرب التي تكتسح البلاد لأكثر من سنة ونصف.
عزيزي المعلم لا شك إنك تعيش ظروف إستثنائية وصعبة للغاية لأنك في مجتمع لا يقدر مهنتك برغم عظمتها وأهميتها . إليك أنت أخي وصديقي المعلم يامن كانت إشراقتك مضيئة لحضارات العالم .يطيب لي في ذكرى يومك العالمي بأن أسطر كلمات شكر وتقدير وعرفان لإخلاصك وتفانيك في تعليم أمتك ووطنك والنهوض به لتزيل عن مجتمعنا سدف الجهل وتبصرهم بنور العلم مبتغياً رضى الله عز وجل ممتثلاً أمره وأمر رسوله صلُى الله عليه وسلم القائل " العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. " وقال أيضاً " تعلموا من المهد إلى اللحد " صدق رسول الله.
أخي المعلم إخلاصك وتفانيك في تعليمك وتأدية الرسالة الملقاة على عاتقك يجعلك مثالاً يحتذى به وهادياً يرتجى ويهتدى إذا احلولك ظلام الجهل وخيمت عروشه، وأمتدت أيدي الناس تلتمس النور وتنشد الهدى، فليس لها بعد الله إلا العلم فهنيئاً لك هذه المكانة الرفيعة. فأنت من ترد الشارد وترشد الحائر وتعلم الجاهل وتبث اليقين إلى قلب المرتاب بالدليل الساطع والبرهان الظاهر، لأنك تعرف مكمن الداء وتملك بلسم الشفاء لكل مريض وما العلم إلا ذاك من تسود به الحضارات وترقى وتنتعش الحياة وتبقى، وبدونه تتخلف وتشقى فهو إكسير الحياة ومجدها لمن ابتغاه وقصده، والحصن المنيع لمن تحصن به، وأعلم أخي المعلم أن قوة هذا العصر في العلم، فلم تعد الخصومة بين الحق والباطل تحتاج إلى ساعدين قويين ولكن تحتاج إلى عقلين قويين.
أخي المعلم أنت من قال فيك أمير الشعراء أحمد شوقي أجمل الأبيات وهي :
لذلك أخي المعلم عليك الصبر والثبات في هذه المرحلة الحرجة فبصبرك سنتغلب على العدوا وسننتصر بإذن الله وتأديتك لواجبك في هذا الظرف هو جهاد بحد ذاته ورسالتك عظيمة فلا تساوي بها شيءً من أي حقوق فأنت من يتخرج وعلى يديك المزارع والطيار والطبيب ووووو....الخ. وهنا مثل بسيط حول تكريم المعلم حيث سِئلُ الإسكندر : لمِ تكُرم معلمك فوق كرامة أبيك؟ فقال : إن أبي سبب حياتي الفانية ومعلمي سبب حياتي الباقية . ومن علمني حرفاً صرت له عبدا.