قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، اليوم الأحد إن هناك تقارباً في وجهة النظر مع روسيا بشأن التعاون في سوق النفط. وأشار الفالح في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، والقطري محمد السادة، إلى أن "دورة الهبوط الحالية تشرف على الانتهاء، وأن أساسيات السوق من ناحية العرض والطلب بدأت تتحسن بشكل ملحوظ". من جهته، أكد السادة عقد اجتماع بين أوبك وروسيا، غداً الاثنين. وقال نوفاك، في وقت سابق قبل لقائه بالوزراء الخليجيين، إنه سيقدم مقترحات لنظيره السعودي بشأن إجراءات لدعم الأسعار قد تشمل تثبيت إنتاج النفط. وكان الفالح قد صرح في وقت سابق اليوم أن زيارة وزير البترول الروسي ألكسندر نوفاك للمملكة اليوم مواتية لاستعراض تطورات السوق وسيناريوهات العمل لإعادة الاستقرار إلى الأسواق البترولية من خلال التعاون بين دول أوبك والدول خارجها، وعلى رأسها روسيا الاتحادية. وأضاف الفالح أنه دعا نوفاك هذا اليوم إلى الاجتماع بوزراء الطاقة في دول مجلس التعاون في مقر الأمانة بالرياض "مؤكداً أن نوفاك أبدى ترحيبه بذلك، كدليل واضح على الرغبة الصادقة في استمرار التعاون والتنسيق بين الدول المنتجة والمصدرة للبترول سعياً من أجل مزيد من استقرار السوق". وأشار الفالح إلى أن الأسواق البترولية بدأت مؤخراً تسير نحو التوازن، مضيفا أن المملكة بدأت داخل منظمة أوبك وبالتعاون مع دول من خارجها مشاورات مكثفة من أجل اتخاذ الإجراء المناسب لإعادة التوازن إليه بشكل أسرع، وللتعجيل في عملية تعافي السوق أخذاً في الاعتبار تضخم المخزونات خلال الفترة الماضية. وأكد الفالح أهمية وثقل "دور مجلس التعاون اقتصادياً وبالذات في السوق البترولية حيث يبلغ مجموع إنتاجنا نحو 18 مليون برميل يومياً، ونمثل أكثر من 20% من الإنتاج العالمي". إيران وفنزويلا تدعمان من جهته، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، اليوم الأحد، إن إيران تأمل أن تستطيع روسيا غير العضو في أوبك، والسعودية أكبر عضو في المنظمة التوصل إلى اتفاق بشأن تنسيق إجراءات محتملة بسوق النفط العالمية. ونقل موقع أنباء وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن زنغنه وفقاً لوكالة "رويترز" قوله "آمل أن يستطيع الجانبان التوصل إلى تفاهم... وأن تتوصل روسيا والدول غير الأعضاء في أوبك إلى تفاهم بخصوص قرار أعضاء أوبك خفض إنتاج النفط." وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس السبت خلال لقائه بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن "إيران تدعم أي إجراء يتماشى مع استقرار سوق النفط، وسعر عادل ونصيب عادل (من الإنتاج)". من جهته، أكد مادورو خلال زيارته لأذربيجان وقبيل وصوله إلى طهران أن الدول الأعضاء بمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء "على وشك" التوصل إلى اتفاق بشأن تقييد إنتاج النفط. ونسبت وكالة أنباء أذربيجان الرسمية (أذرتاج) إلى مادورو قوله في باكو عاصمة أذربيجان "تحدثت مع رئيس (أذربيجان) إلهام علييف بشأن التوصل لاتفاقيات بين أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة. اقتربنا جداً من التوصل لاتفاقيات والتوقيع على اتفاق بخصوص هذا الأمر". موقف عراقي مغاير وفي العراق، قال وزير النفط جبار علي اللعيبي، إنه ينبغي إعفاء بلاده من قيود الإنتاج، بسبب الحرب التي تخوضها في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضاف اللعيبي، في لقاء مع الصحافيين، أن العراق يخوض حرباً شرسة، وأنه ينبغي أن يُعفى مثل نيجيريا وليبيا من اتفاق تثبيت الإنتاج. وقال فلاح العامري، رئيس شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، إن الحروب التي خاضها العراق منذ الثمانينيات قوضت حصته، مضيفا أن إنتاج العراق كان سيصل إلى تسعة ملايين برميل لو لم تكن هناك حرب. وتابع أن هناك دولا أخذت حصص العراق في السوق، وعزا رفض بغداد خفض الإنتاج إلى هذا السبب، مشيراً إلى أن العراق سيطرح الأمر على منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وسط أجواء هادئة لتفادي أي توتر. وحول إنتاج العراق من النفط، قال فياض النعمة، نائب وزير النفط العراقي، إن إنتاج بلاده في سبتمبر/أيلول الماضي شاملا إنتاج كردستان بلغ 4.77 ملايين برميل يومياً، لافتاً إلى أن العراق لن يخفض إنتاجه سواء بقرار من "أوبك" أو غيرها.
