من يتابع شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والصحف المكتوبة وماينشر فيها من كتابات مكررة، ويتأمل في حالنا وحال مايجري من حولنا في الجنوب ، سيجد انه لافرق بيننا خارج السلطة من نخب سياسية ومكونات ثورية، وبين حال مؤسسة رئاسة وحكومة السلطة الشرعية في الخارج أو الداخل وحال سلطات تحالف الحوثي وصالح المسيطر على صنعاء. الكل منا لايملك ناصية القرار الداخلي المستقل وان أدعى سيطرته على الأرض وشرعيته، ولا يستطيع ان ينفرد بحلول دون موافقة الإقليم والمجتمع الدولي المسيطر على ملف اليمن والجنوب،!! قد يقول قائل نحن في الجنوب كشعب قدمنا ماعلينا في الميدان فلماذا فشلت النخبة السياسية في استثمار هذا النجاح بإعلان القيادة الموحدة لقضية الجنوب وإعلان آلية عملها لتكون حاضرة في المشهد السياسي الإقليمي بدلا من انتظار ماسيتكرم به الخارج علينا؟ هذا طرح منطقي وواقعي،غير أن الإجابة علية باختصار ، تقتضي تحديد من هي النخب الجنوبية المعنية بالجواب والكل يعتبر نفسه ضمن القيادة؟ هل لدينا قيادات هي المعنية بسماع مانقول ؟ وهل هذه القيادات هي من قاد الجنوب للنصر في الميدان أم أن لكل حالة قادتها ولكل يوم دولة ورجال؟ باختصار كل ما يقال وينشر من كتابات أويتم في الميدان يتعامل معه الخارج على انه غير ملزم له، طالما لم يأتي ضمن سياق المشروع المخطط له خلف الكواليس، حتى الشرعية في الخارج حينما تجلس مع بعض من ينتمون لها لايعلمون ماهو الحل القادم غير المعلن في الإعلام! الجميع عمي صمي عن المشهد الخارجي.. ولذلك تظل النتيجة الفشل الملموس ومحاولة الهروب من مواجهة الواقع باختلاق أعذار ومبررات للفشل السياسي، لايختلف عن فشل تحالف صنعاء والمقاومة في الشمال أو نخب الرياض في إدارة الحرب التي تحولت إلى صراع طويل مجهول الحسم والنتائج. إننا ينبغي أن نعترف بما هو في الواقع ليس لزرع الإحباط بل لتصحيح الأخطاء وإعطاء دافع للجميع للخروج من هذا الملل اليومي والمشهد الرتيب الذي افطنه خصوم القضية الجنوبية، وتعيشه الشرعية اليمنية و تدركه قوى تحالف صنعاء ومراهنتهم على ان نخب وقوى الجنوب الثورية ستظل تدور في فلك الخلاف مع بعضها حول كيفية تشكيل قيادة سياسية وخلاف مع الشرعية والتحالف العربي حول أولويات القضية الجنوبية والتنمية والحقوق والخدمات . نعم الواقع يقول أننا أصبحنا نحدث أو نحاكي أنفسنا ولانجد من يتفاعل مع مايتم طرحه من رؤى لامن شرعية ولاقيادات ثورية، وانظروا هل حصل أن تم الاتصال بأي مجموعة فاعلة لمعرفة رأيهم فيما يجري ودعم جهودهم أم فقط يتذكرونهم وقت الحاجة؟وكم حصل من طلب لترتيب أوضاع ابرز الكوادر الوطنية القادرة على العطاء والإبداع في الميدان رغم استعداد البعض للقيام بدورهم في السلطة بصورة لم يحرصوا عليها بل ورفضوها في عهد نظام صالح والمشترك والحوثي قبل الحرب . كما انه بالمقابل يتطلب من النخب الواعية أن تترفع عن صغائر الأفعال وتثق ببعضها، فما من شخص إلا وفيه مقدار من الخير والصواب ومقدار من الخطاء والنقص ، وبالتالي لماذا يتم التركيز على النواقص وترك البحث عن الايجابيات ،؟ ولماذا نخشى البحث عن القدرات إذا كنا نبحث عن وطن مستقر.. و الخلاصة .. علينا أن نعترف انه لو كان معنا رئيس شرعي أو رؤساء معترف بهم في الواقع وقادة ثورة يلتزمون بعمل مؤسسي وبعمل تنظيمي غير عشوائي ويملكون السيطرة على الأرض والجمهور لما احتجنا للبحث عن قيادة تقودنا.
فهل سمعنا عن أي شعب ثائر يبحث عن قيادة ولديه قيادات يرفع صورهم في المهرجانات ويستمع لخطبهم في المنصات وعبر الفضائيات ثم يطالب بعد كل مهرجان بقيادة تقوده؟
فأما أن يكون من قبلوا من هؤلاء بأنهم قيادة للشعب قد فشلوا في أداء الأمانة وحسن القيادة وعليهم ترك مواقعهم مع كل التقدير ، أو أنهم يكذبوا على أنفسهم مع علمهم أن لا سلطة لهم على الجماهير، أواننا كنخب وقواعد جماهيرية نجاملهم لأغراض خاصة لنرفع صورهم في المناسبات ..
ولامخرج من هذا الوضع إلا بتغيير آليات عملنا وعادتنا اليومية التي جعلت اغلب القادة والنخب يفضلون الجلوس مع مجموعات معينة محببة إلى قلوبهم كل يوم وعبرهم يتابعون ويحللون دون سماع المخالف لهم... فمن أين سيأتي النجاح وكل رئيس أو وزير أو قائد مستسلم لروتين معين ولايسمع ويرى إلا ما يقوله له من يحيط به في مكتبه أو مجلسه ومقيله ، والله من وراء القصد