/ كنت أتابع الليلة الماضية كلام بعض المحللين المصريين في بعض القنوات الفضائية وهم يوّصفون ما يجري وما يحصل في اليمن ، البعض يبرر الغارات العدوانية من قبل السعودية وقلة فقط من ينتقد ولكن على استحياء .. والحقيقة أن العدوان السعودي ليس له علاقة بالعملية السياسية لا من بعيد ولا من قريب والشواهد واضحة و سوف أتحدث عنها في سياق الموضوع . وهنا تساءلت في نفسي هل النخب العربية وخصوصا النخب الثورية في مصر لا تعرف المشهد الحقيقي في اليمن من 2011 وما تلاها من سيطرة الإخوان المسلمين بأجنحته المتطرفة والتي كانت وراء العديد من العمليات الإرهابية من تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة استهدفت الشعب اليمني على امتداد الوطن والاغتيالات التي استهدفت على وجه الخصوص كوادر القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وكذلك استهدفت العديد من قيادات خصومهم السياسيين وكذلك استهداف الكوادر الوطنية من أستاذة قانونيين وصحفيين حيث كانت هذه الجرائم على مدار اليوم وبشكل جنوني باستهداف فردي و جماعي وجعلت عداد الموت في اليمن أسرع من عقار الساعة . أمام هذا المشهد لم يكن أمام الشعب اليمني وثورة 21سبتمبر التصحيحية من خيار سوى إسقاط هذه التنظيمات الإرهابية والإجرامية المستحوذة على السلطة ومؤسسات الدولة والتي ثبت تورطها بالوثائق التي وجدتها اللجان الشعبية الثورية في مقراتهم الرسمية وغير الرسمية بالإضافة إلى أدوات ووسائل الأجرام من مصانع للعبوات والأحزمة الناسفة والتي كان تدار عبر قيادات أخوانيه بشكل مباشر وخصوصا في مقر جامعة الإيمان التابعة للإخوان المسلمين في اليمني و كذلك معسكر الفرقة الأولى المدرع المجاور للجامعة السابقة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر ابرز قادة التنظيم في الجناح المسلح وقد كشفت العديد من التقارير المحلية والدولية عن دور جامعة الإيمان و معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقا في التعبئة والتدريب و الإعداد للعديد من العمليات الإرهابية في اليمن و خارج اليمن وخصوصا في أوروبا و أخرها في . هذا كان المشهد إلى أن تمكنت ثورة 21سبتمبر من إسقاط هذه التنظيمات في العاصمة صنعاء وملاحقة أغلب عناصرها الإرهابية في سبتمبر 2014 الأمر الذي حد من العمليات الإرهابية وعمليات الاغتيالات بشكل كبير جدا . ورغم تمكن اللجان الشعبية الثورية من الواقع الميداني في العاصمة لم يتجه الثوار لتغيير المشهد السياسي أو فرض خيارات سياسيه بعينها بقوة الميدان وكانوا واضحين مع القوى السياسية والشعبي ان اللجان الشعبية لم يتم تشكيلها إلا لسد الفراغ الأمني الذي تسبب بها ضعف مؤسسات الدولة نتيجة لكثير من الاستهداف والاختراقات التي تعرضت لها و ضمنت هذه المهام من قبل السلطة السابقة والقوى السياسية اليمنية دون استثناء في اتفاق السلم والشراكة بدمج اللجان الشعبية في الجيش و الأمن . وفي المقابل استمر الحوار وفق أجنداته وموضوعاته ولم يتم استحداث أي جديد في الحوار ولم يقصى احد من العملية السياسية إلا أن الأجنحة السياسية لتلك التنظيمات الإرهابية المتمثلة في حزب الإصلاح عملت على المماطلة والتهرب من استحقاق تشكيل الحكومة اليمنية وبعدها ملئ الفراغ السياسي بعد أحداث الرئاسة ،وكان الهدف من المماطلة هو خلق هامش زمني كبير يشكل فرص لإعادة تنظيم صفوف التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية و التي تمكنها من السيطرة عليها وفي نفس الوقت يعمل ذلك الحزب على إضعاف مؤسسات الدولة بإبقائها بدون قياده سياسية وحكومة . في 22 يناير 2015 قدم هادي المنتهية ولايته حسب المبادرة الخليجية استقالته ، وقبلها قدمت حكومة بحاح استقالتها ورفضت ممارسة مهامها في تسيير الإعمال و هذا جريمة قانونية لا تقل عن الخيانة الوطنية وكان الهدف ترك مؤسسات الدولة تنهار والمستفيد الوحيد من انهيار مؤسسات الدولة هي التنظيمات الإرهابية وقد تزامن مع هذه الاستقالات استقدام المئات من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش الأجانب عبر تركيا الى المحافظات الجنوبية ، وهذا ليس تحليل بل هي تقارير استخباراتية محلية ودولية نشرت في وسائل إعلام عربية ودولية . وبعد شهر تقريبا من الفراغ السياسي واستمرار الجناح السياسي للتنظيمات المتطرفة (الارهابية )في إفشال الحوار السياسي وبشهادة مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وحسب وصفه في مؤتمر صحفي في عدن بتاريخ 5 مارس من العام الجاري (أن هناك تقدما في الحوار القائم حاليا بين القوى السياسية )واتهم بن عمر خلال المؤتمر صحفي ذاته عقب وصوله محافظة عدن من سماهم " العناصر المتطرفة " بالسعي لإفشال الحوار الحالي.) وبعد ما فشلت مؤامرة انهيار ما تبقى من الدولة تم تهريب هادي إلى عدن وهناك قام بتشكيل مليشيات من إفراد قبيلته و استقدام قيادات إرهابية في التنظيم الإرهابية كأمثال الديلمي و الإرهابي حسن أبكر وغيرهم لتكون هذه المليشيات بديل عن الجيش والأمن الرسمي و هذا ما حدث وتجلى في استهداف المعسكرات في عدن وبعض المحافظات وطرد إفرادها وخصوصا من أبناء المحافظات الشمالية بل وقتل العديد منهم وبعض تعرض للذبح والسحل والدهس بالمجنزرات من قبل قوات شخص يدعي انه رئيس وقائد أعلى لهم وكان الهدف من ذلك واضح جعل الصراع يأخذ بعد مناطقي . وبالتزامن مع ذلك تم تشكيل التنظيم السياسي البديل عن نظام صنعاء بتعيينات لقياديين من تنظيم الإخوان في أجنحة التنظيم السياسي البديل وخصوصا الجناح العسكري الذي كان بقيادة عبد اللطيف السيد احد قياديي أنصار الشريعة سابقا حسب ما أعلن عنه ،و تعيين راجح بادي ناطقا إعلاميا وهذا احد قيادات الإخوان الإعلامية و لكم ان تراجعوا ارتباطاتها السياسية بتنظيم الإخوان في مصر، كما ان حزب الاخوان فرع اليمن هو الوحيد الذي أيد ويؤيد العدوان السعودي على اليمن تحت ذريعة الشرعية . أعيدوا قراءة المشهد الحاصل ألان في اليمن من جديد واعتمدوا على مصادر محايدة سوف تجدوا أن المستفيد الوحيد من هذا العدوان، والذي يمثل له أملا للعودة والسيطرة على السلطة عبر هادي هم الإخوان في اليمن، ليس تخويفا لأحد ولكنها الحقيقة وهذا يعني فيما لولا استطاع التحالف إرجاع هادي فهذا يعني أن المسيطر القادم على مفاصل الدولة ومؤسساتها هي التنظيمات الإرهابية التابعة للإخوان و طبعا إعادة هادي وتنظيماته الإرهابية إلى السلطة مستحيل ومؤشرات الواقع تؤكد ذلك والشعب اليمني قادر على حسم معركته السياسية والعسكرية والأمنية ولن يسمح بالعودة لمن دمر واغتال وفجر في الشعب و دمر مقدراته . في هذا السياق ما تقوم العمليات الجوية العدوانية السعودية ضد الشعب اليمني وضد جيشه البواسل يهدف فقط وهذا واضح إلى تدمير و إضعاف مؤسسات الدولة و إعاقة وعرقلة العمل الشعبي الثوري عبر اللجان الثورية التي تساند الجيش والأمن في بتطهير المحافظات الجنوبية من تواجد التنظيمات الإرهابية ،وهذا ليس له معنى إلا معنى واحد هو إنقاذ هذه التنظيمات الإرهابية المعروفة بالقاعدة وداعش و أنصار الشريعة المصنفة عالميا ومحلياً بأنها إرهابية وما يؤكد حقيقة دعم التحالف وإنقاذه لهذه التنظيمات هي التنسيقات معها وتجلى ذلك في الغارات العدوانية اليت استهدفت اليومين الماضيين معسكرات في محافظتي مأرب و شبوة تلاها محاولة اقتحام لتلك المعسكرات من قبل عناصر القاعدة الاهاربية الوافدة من خارج اليمن و المتحالفة مع بعض أبناء القبائل التي تتلقى دعم ماليا منذ السبعينات من السعودية للتخريب وكانت وراء العديد من عمليات تخريب الكهرباء واختطاف السياح الأجانب وضرب السياحة والاقتصاد اليمني . طبعا كلامي ليس من باب تخويف احد أو ابتزاز موقف من احد ولكنها الحقيقة التي لن يكتوي بنارها الشعب اليمني فقط فيما إذا لو فقط تمكنوا وحقق العدوان هدفه من إنقاذهم . وهنا سؤال لمعرفة حقيقة التحالف وهدفه... ما هو البديل لمحاربة القاعدة والدواعش الذين هم المسفيدون الوحيدون من التحالف بصورة مباشر ة وغير مباشرة في حال لو تم إضعاف وتفكيك الجيش الموالي ل (س) واللجان الشعبية التابعة لصاد والتي تقوم بملاحقة ودحر التنظيمات الإرهابية في اليمن وحققت نجاحات كبيرة وملاحم اسطورية ؟ البديل واضح هي عناصر القاعدة والدواعش الوافدة من خارج اليمن و التنظيمات الإرهابية التي يتم تجميعها الان وبصورة واضحة وعاجلة في المحافظات الشرقية والجنوبية تحت عنوان القوات المواليه لهادي ولكم ان تبحثوا في الموضوع ؟ فهل من مصلحة مصر دولة وشعب من تمكين التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية و من باب المندب الم يتعظ الشعب المصري من جرائم الإخوان في ليبيا بذبح مواطنين بسطاء ليس لهم ذنب فماذا لو تحكم الإخوان في باب المندب أو تواجدوا فقط بالقرب من سواحل الحر الأحمر الممر العالمي المرتبط بقناة السويس أهم شريان اقتصادي للدولة المصرية وما هي الضمانات الحقيقة بعد التغير المفاجأ -بعد موت الملك عبدالله رحمة الله عليه - في سياسية الأسرة المالكة السعودية وانحرافها باتجاه المشروع القطري التركي الإخوان الواضح . هذا طبعا في سياق معرفة الحقيقة على الأرض ولكن لو تسألنا عن القيم الثورية و الأخلاقية و العروبية والتاريخية لدى الشعب المصري والسلطة المصرية وحقيقة موقفه الداعم للعدوان السعودي على اليمن ارضأ وإنسان فهل من تلك القيم من تأييد المشاركة ودعم هذا العدوان وهل يشرف الشعب المصري أن يقايض بأموال الدنيا ما قابل هذا الموقف المخجل والمخزي والاصطفاف مع من هم خطر حقيقي على الأمن القومي اليمني و المصري بشكل رئيسي والعربي بشكل عام وخلفيات الصراع السباقة والحالية شواهده واضحة للجميع . سؤال للنخب التي تحلل و تشرعن وتبيح العدوان على الشعب اليمني الأصيل بمواقفه العروبية . في الختام نعرف أن الأنظمة العائلية التي تستثمر الإرهاب في الوطن العربي مستمرة في عدوانها اعتقادا منها أنها ستوفر بيئة لصراع داخلي طويل الأمد ولكن فقط هذا من باب إقامة الحجة وتوضيح الحقائق أمام الله والتاريخ ولتتحمل الشعوب مسؤوليتها التاريخية. بالنسبة للشعب اليمن معركة وجودية سوف يخوضها ولن يكتفي فقط بمواجهة الأدوات الإرهابية الإجرامية بل سوف تكون المواجهة مع العدو الحقيقي للشعب اليمني وهذه ليست أول معركة وجودية يخوضها فقد خاض معارك وحروب وجودية من قبل سواء ضد الاحتلال الأجنبي وضد قوات عربية معتدية في الجوار وما قبل الجوار ولقن كل معتدي دروسا لم ولن ينساها . الشعبي اليمني سوف يقدم ابلغ صور التضحيات ولكن الخاسر من سوف يقدم أبنائها وقد لحرب وعدوان ليس دافعه إلا المال البخس..