لازال جنوبنا الغالي يعاني من الكثير من المعضلات والمشاكل ووحدة الصف والكلمة ولعل من الأسباب الرئيسية في ذلك هو عدم وجود قيادة سياسية في الداخل تقود الجنوب بطريقة سليمة وتنتشله من الوضع الذي يعيشه شعب الجنوب وخاصة مشاكل انتشار السلاح والاغتيالات والاستقرار والأمن والحياة والعيش الكريم وإذا قيمنا الوضع الأمني فهو وضع هش في ظل غياب الكوادر التي تقود الأمن بكل اقسامه وانتماءاته ونستطيع القول هنا أن عصابات نظام عفاش لازالت هي المسيطرة على كل شيء وان الجنوب لم يتحرر وما تغير هو المشهد السياسي من عسكري إلى مدني باختصار تم خلع بدلة الميري واستبدالها بأخرى ووضعنا المعاش هو دراماتيكي هذه الحقيقة التي قد لا يستوعبها الكثير من الجنوبيين أو يقتنع بها وان كانت هي موجودة على الواقع المعاش والذي نتجرع مرارته في اكبادنا واكباد أطفالنا المحرومين من كل شيء ولأن القاتل والمقتول هو جنوبي فالصدمة التي تحدث كبيرة وفوق طاقة احتمالاتنا. ولعلنا ندرك أن الشعب الجنوبي بأسره يعيش على المساعدات والاغاثات من دول التحالف والخدمات غائبه في اغلب الاحيان فلا يوجد غاز أو وقود إلا من خلال الطوابير ويتحصل عليه المواطن بعد شق الانفس وبصعوبة شديدة وغياب الخدمات العامة او ضعفها أو الحصول عليها بسهولة وفي الوقت الذي لا نستطيع استثمار ثرواتنا الطبيعية التي لازالت تحت سيطرة الاحتلال ولم تتحرر هي الأخرى فكل شيء يأتينا من الخارج القرارات والتعيينات ولازالت هناك تعقيدات وفيها من العقد الكثير وهادي الذي رفضه الجنوبيين في انتخابات 2012 المشهورة هو يريد أن يكون رئيس شرعي وبمباركة الجنوبيين أنفسهم وقيادة المقاومة والرئيس الشرعي كلهم في الخارج إذن ماذا ننتظر من الخارج أكثر ما قدموه هل أصبحنا متطفلين في كل شيء . كفى وكفى استهتار بشعب الجنوب وشهداؤه وما قدمه من تضحيات جسيمة لأجل الجنوب كم نحسب من شهداء وكم من معاق وكم من جريح وكم من مفقود ومعتقل وما يتجاوب علينا وفعله في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية هو أن ننفض الغبار من على ثيابنا ونشمر السواعد ونقول نحن هنا فسيادتنا من سيادة الجنوب وحريتنا من حرية الجنوب .