ممارسة العمل الصحفي وفق فن الصحافة والالتزام بالموضوعية والمهنية والصدق أمرا مهم ..وهذا عمل يحترم عقول الجماهير والرأي العام. ممارسة العمل الصحفي (الخبر والتقرير والاستقلال والتحقيق والقصة الخبرية ....)عمل مختلف عن العمل الفيسبوكي..وشتان ما بين العملين. ومهما كان الإقبال على "فيسيوك"إلا انه يظل موقع تواصل اجتماعي غير ملتزم وغير مسئول ويخضع لمزاج وهوى المفسبك ..وبعض الأحايين يتحول إلى أشبه بمقيل الأكثر حضورا هو الأكثر كلام والأرفع صوتا!! المفسبك غير مرتبط بفن ومهنة معينة بينما الصحفي مرتبط بفن الصحافة والذي أصبح فنا مستقلا بذاته في قسم الإعلام وله التزاماته وشروط للالتحاق به أو مزاولته . أحب أن أنوه لأصدقائي المفسبكين أن هذه المقارنة لا تستهدف أحد بقدر ما هو الأمر إزالة اللبس وتوضيح للرأي العام حتى لا يتحمل الصحفيين وزر عمل لا ينتمون إليها ولا يقومون به. الصحفي وفقا لقانون الصحافة اليمنية"هو الذي يمارس أو يزاول مهنة الصحافة بشكل مستمر ويتخذ هذا العمل كمصدر للتكسب المشروع. يعني الصحفي قد يمارس فن من الفنون الصحفية (الخبر أو التقارير الخخخ ..)ويراسل وسيلة إعلامية أو يدير صحيفة أو موقع إخباري ..الخ يعني ملتزم بعمل صحفي يقوم بممارسته. عموما أن المفسبك غير مرتبط بفن معين وتخضع منشوراته لمزاجه وحالته النفسية وأصبحت (الفسبكة) متنفس لدى الكثير ممن يرتادونه؛ ويحرص المفسبك على جمع أكبر عدد من الإعجابات والأصدقاء والمتابعين للحصول على الشهرة ؛ولا يعني الحصول على أكبر عدد من الاعجابات يدل على أهمية المادة أو المنشور الذي قام بنشره المفسبك ،بقدر ما هو الأمر يتعلق بتوزيع ذلك مجاملات . يشذ عن ذلك الصفحات الخاصة بالمشهورين ورموز المجتمع من المفكرين والرؤساء والدعاة والسياسيين. قد يخرج من صفحات الفيس بوك بعض ما يمكن أن نسميهم (ناشطين)أو (اعلاميين)وقد تجد ان أدائهم يختلف غالبا عن أداء المفسبكين. في الآونة الأخيرة يخضع كثير من الناشطين للسلعة والتسليع الذائقي وتبني حملات تحريض وممارسة الشائعات والدعايات السوداء والبيضاء. ويشذ عن هذا الأمر بعض الناشطين وربما أصبح يؤدي دور محوري في خدمة الإنسانية. يحاول البعض الدخول إلى مهنة الصحافة من خلال الفسبكة وللأسباب الأنفة الذكر يمارس الفسبكة لتلميع زعطان أو فلتأن من أصحاب السلطات والنفوذ ضانا انه يمارس الصحافة !! لمجرد عاصفة عاطفية طارئة ترى المفسبك يناقض ما كتبه في منشورات سابقة ..ويشن جام غضبه ويخرج عن الأدب والحصافة في أكثر الأحايين. يصنع المفسبك في أكثر الأحايين معارك فيسبوكية لا تنبني عليها قضية بقدر ما يكون الأمر محاولة إشباع الانتشاء . يحرص المفسبك على السبق فيما يتعلق بنشر الأخبار فيقوم بنشر ذلك على صفحته دون التأكد من صحة الخبر من عدمه ،فيقوم أصدقاؤه بعملية النسخ والمشاركة. وخلاف ذلك تماما ما يقوم به الصحفي.. إنتاج الصحفي مئات والآلاف الأخبار والتقارير والاستطلاعات..الخ وإنتاج المفسبك مئات والآلاف من المنشورات والصور. إذا يظل الفرق كبيرا وشاسعا بين الصحفي والمفسبك!! ولا يمكن أن يرتقي المفسبك إلى دور الصحفي!!