"الفيس بوك في اليمن عاد الى الوراء تماشياً مع تدهور المشهد السياسي في البلد" هكذا علق أحد ناشطي فيسبوك على حالة التنقيب في المنشورات والصور القديمة "النبش". مؤخراً قام بعض نشطاء فيسبوك بالبحث عن صور قديمة لأصدقائهم من قبيل الدعابة والتذكير بالماضي وسرعان ما انتشرت هذه الحالة وتحولت إلى ظاهرة لدى المفسبكين بشكل عام.
وكشفت عملية "النبش" عن خفايا وأسرار بعض المفسبكين المشهورين حالياً إذ كانت منشوراتهم قبل عامين مثلاً تحصد إعجابات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، لقلة عدد مستخدمي فيس بوك آنذاك في اليمن.
وتباينت ردود الفعل إزاء هذه الظاهرة ففي حين لجأ بعض المفسبكين الى حذف صورهم ومنشوراتهم التي لا تروقهم حالياً أو على الأقل قاموا بتعديل الخصوصية بحيث لا يمكن لأحد البحث عنها وإعادتها الى الواجهة، قام البعض الآخر بالترويج لها واعتبار الأمر نوع من التوثيق للزمن على المستوى الشخصي.
الكاتب والأديب خالد العلواني عل'ق على هذه الظاهرة بقولة: هناك حركة نبش للإرشيف النائم. لا مشكلة لدي فكل منشور يأتي في سياق لحظة وحدث يكون ميلادة استجابة موضوعية لهما، ولم أكتب يوما غير قناعتي".
أما الصحفي سلمان الحميدي فذهب الى توثيق بعض منشورات بعض أصدقائه خلال السنوات الماضية وأتبعها بتعليقات ظريفة وساخنة. وأضاف الحميدي: بعد سنوات، سيتم النبش، وسيكون هذا المنشور فضيحة ،هكذا الحياة، تتطور دائمًا بأدق تفاصيلها.
فكرة النبش تعدت الصفحات الشخصية الى المجموعات، يقول علي عويضة - تخرج من قسم الإعلام بجامعة العلوم والتكنولوجيا ويعمل الآن مراسلاً لإحدى الوكالات الدولية- " قمت بإحياء "نبش" مجموعة خاصة بطلبة قسم الإعلام، بعد أن شهدت حالة جمود خلال الفترة الماضية، وتشهد المجموعة نقاشات ساخنة في تحليل وتقييم المشهد في البلد، ويستضاف فيها شخصيات سياسية مهمة، كما تعد الميدان الأول للطلاب في مسيرتهم الإعلامية".
تغير الآراء السياسية هو ما يزعج الكثيرين من هذه الظاهرة، خصوصاً مع التحولات المستمرة والمتسارعة في الحالة السياسية اليمنية.