في حكم المتعارف عليه اننا نشعر بالألم والوجع عندما يداهم أي إنسان نعرفه اولا نعرفه من سكة انسانية تفرضها الاخلاق والروح .. لمجرد سماع قصته وفقا للتفاصيل التي قد نرافقها عبر وسائل التواصل المتعددة اليوم. خلال الأيام الماضية وجدنا في قصة المواطن العدني أشرف السيد (علي بيضاني) وما يمر عبر هذه التفاصيل لدرجة اننا لم نشعر بألمه فقط بل سمعناه وتلقيناه بكل جوارجنا ، لأننا وجدنا فيه ما يستحق ان نرافقه .. المواطن البسيط كان أحد ضحايا الحرب الظالمة التي شنت على عدن .. فقد تعرض منزله في منطقة صيرة لصاروخين لم يبقيا شيئا فيه ، مما جعله عرضة لظرف صعب وجد فيه ملعب الحبيشي وغفره الفاضية ليكون ماوى لاسرته المكونة من ثلاث بنات وولد وامهما .. ارتاح شيئا بوجوده هناك لعله يجد في الدولة الإيفاء بالوعد بالترميم للمنكوبين ..وهذا المواطن منكوب كثيرا .. فمنزله ورأس ماله أصبح اطلال .. يزوره بين حين وآخر ليسترجع سنوات طويلة عاشها بأحداثها الجميلة. قبل ايام كان هذا المواطن يعيش سيناريو قاتل ومميت .. فقد وجد نفسه في دائرة مغلقة لم يجد فيها متنفس للعودة الى وضعه الطبيعي .. فبعد ان استدعته الجهات الامنية وطالبته بالمغادرة من مأواه في ملعب الحبيشي وفرض الطوق عليه اما بترك المكان أو أستخدام القوة وإخراجه .. ولأنه مسكين بحث عن سند له في محنته فترح البعض ونشر قضيته برسالة للمحافظ الانسان عيدروس الزبيدي .. للتدخل لانقاذ اسرة اشرف السيد من الشارع الذي سيكون ملاذه في ظرفه الصعب والخانق .. ساعات وقبل ان تشرق أشعة شمس اليوم التالي ..كان الأرهاب ينال منه بشكل اقسى حين تساقطت جدران بيته وماوآه في ملعب الحبيشي على رؤوس ابناءه بسبب التفجير الذي استهدف مبنى البنك المركزي في كريتر . تصوروا حال هذا الرجل الذي كان يفكر في الفكاك من كماشة الفرضية الأمنية عليه وكيف صار بعدما هزه صوت الانفجار الذي كان على بعد ستة امتار منه هو وعائلته التي كانت نائمة فتطاير كل شيء حولها وسقطت الاعمدة الخرسانية عليها فلطف الله بهم وسلمهم ..تصوروا نفسيات هذا الجنوبي المسكين .. وهو يقوم مفزوع يبحث عن اولاده بيد واحده ويحتضنهم ليقيهم ما قد يحصل .. فقد كان مفزوع ويفكر فقط في بناته وشقيقهن . بالله عليكم ارسموا سيناريو الامر ستجدوه صعب ومؤسف وموجع ومحزن وفيه كل ما يمكن ان تتخيلوه.. اعاقة وحزن ودمع وبينهم "قهر" جنبكم الله القهر وأوجاعه .. مشهد قاتل عاشه "اشرف السيد" الشهير بعلي بيضاني، يقتل أي شخص لولا إرادته وقوة إيمانه وصبره ودعاءه إلى الله ..نسفت السيارة المفخخة كل ما بقى فيه فسقط أرضا حاول أن يتماسك نفسه فأخرج اطفاله وأمهم... وبقى يتأمل المشهد الذي لم يتخيله ابدا وكيف يستطيع ان يخرج منه في وضعية كالتي نعيشها .. زرته صديقي اشرف السيد .. رأيت فيه وجع يسمع رغم محاولاته اخفاء ذلك امام كثيرين جاؤوه ليؤازروه ويشدوا من حيله ليواجه ما قدر الله عليه. في قصة المواطن العدني الجنوبي علي بيضاني اواشرف السيد .. سطور بحروف الألم لا يمكن ان يقف الجميع متفرجا عليها ، وهي التي تهد وتحطم انسان برفقته أسرة تتكون من خمسة أشخاص ..ولاني كتبت حين طالبوه بمغادرة ماواه في ملعب الحبيشي ... ها أنا اكتب مجددا بعدما تنآثرت جدران منزله المؤقت بعفل التفجير الاجرامي .. مجافظعدن الرمز عيدروس الزبيدي زار المكان وشاهد اضرار البنك الأهلي وأكيد أنه شاهد منزل البيضاني كيف أصبح وساءل عن سكانه وما وضعهم ومن هم خصوصا أننا قد تناولناها بالتفصيل. لهذا ووفقا لكل ما حملته السطور الماضية .. فأنني أتمنى أن لا تغيب إنسانية المحافظ وكل أبناء عدن مسئولين ومواطنين ونشطاء واعلاميين وزملاء واصحاب .. عن هذا الظرف الصعب الذي فرضته الأحداث على البيضاني الانسان البسيط . خلال يومين زاره الكثير وكتب عنه الكثير وتناول قضيته الكثير .. ويبقى أن عليناأن نواصل الأفعال ونحولها الى مبادرة حقيقة نقدم فيها قليل من كثير يحتاجه هذا الرجل لتعود معنوياته وتعود لروحه الحياة التي همها الاول بناته وولده وحرمه المصون . لن اطيل عليكم .. سطور الموضوع وما بينها تكفي لنكون برفقة المكلوم اشرف السيد ..وبس كفى !!