سبق لرئيس اتحاد الفلاحين السابق احمد عبيد بن دغر ان ارتجل قصيدة مدوية في سبعينيات القرن الماضي في قمة الزخم الثوري اليساري يقول مطلعها : ياشباب. العالم ثوروا.... يا عمال يا فلاحين حطموا الاستعمار....دمروا الامبريالية الخ الخ
اليس هو نفسه من جاء قبل عدة اشهر الى حضرموت ليقول بالمختصر : اجليم حضرموت مشروع تنموي واقتصادي ناجح ...فكروا بالأمر جيدا...فالمشاعر لم تعد نفس المشاعر اي مشاعر 1962 ولا 1967 !!!! هكذا حرفيا ... الا ان بن دغر ليس سوى نموذج واحد لتيار كامل يريد ان يقنع بريطانيا خصوصا انه يكفر عن اخطاء الانضواء في مشروع ثورة 14اكتوبر ويضم كتيبة من الساسة الذين نكصوا وانقلبوا عما كانوا عليه وغطست عيونهم في بركة من الكحل واحمر الشفاه لتتبدل وجوههم تماما عنها ايام المجد الثوري وادبيات الوحدة والنضال . لقد كانت الرصاصات التي اخترقت جسد "حريز الحالمي" المناضل الطاعن في السن مؤلمة جدا وكانت دماءه غزيرة لتطهر كل الوسخ الذي حاق بنفوسنا ..لقد كانت اغزر واكثر كثافة من سيلان لعاب البعض الذين فكروا بالبورصة والمشاريع الاستثمارية الناجحة وبالمثل يمكن لامرء بائس مثلي يراقب عن كثب ان يتساءل بالم شديد : هل مات علي عبدالاله الخويل وفواز باشراحيل من اجل مثل هذا الطرح الذي يسيل منه النفط ام من اجل الكرامة الوطنية والدولة الساكنة في خيالات الشرفاء؟
وليأت الان في هذه اللحظة من يقنعني ان اياد الخطيب باع نفسه رخيصة لوطن الاحرار ولم يبعها للشركات التي يبشرنا تيار" رقصني ياجدع" بقدومها لتمزيق الجغرافيا الجنوبية اربا اربا ومعها القيم العظمى لثورة شعبنا التحررية وتسليم رقابنا للتجار والمقاولين والمليشيات والغبار والدراجات النارية وفرق القتل المنظم؟ الا يحق لي اليوم ان اتساءل عن ماهية مشروع بن دغر وماهو رصيده الشعبي والوطني في الجنوب...وماهو الامر الذي يجب ان نفكر فيه جيدا؟ في مقابل مشروع الدولة الوطنية التي يسقيها الشرفاء بالدم كي تبقى حاضرة في الذهن الجمعي والضمير الوطني الجنوبي
تقاربت مكونات الصورة اكثر فاكثر في هذه الظروف لتشيء بان عقلية الاستثمار في الدماء اصبحت تجاهر بابشع سلوك يرمي بالإرادة الشعبية الى مهب الريح ويضع الحلول الارادوية الفوقية كحاكم وفيصل بعد انهار الدماء في حرب الاستقلال الوطنية العظمى 2015
وهو نهج سيلاقي الخسران الفادح وسيتصدى له الشرفاء الذين سيبقى صدى صوتهم يردد استقلال وطني و الجنوب للجميع !