لم يكن الذين كفروا بعظمة شعبنا ووطننا ووحدتنا وتاريخنا العريق سوى بقايا وجوه عفا عليها الزمن، وتحت ركام ماضيها الذي ذهب إلى غير رجعة ظلت خلايا نائمة تتكاثر في مستنقعات أوهامها المريضة في أن تشغل حيزاً من حاضرنا المشرق بغية الاستحواذ على طموحاتنا المستقبلية، ولكن عبثاً يحاول هؤلاء النيل من وطنٍ اسمه “البلدة الطيبة” التي بارك الله تراباتها ومن شعبٍ وصفه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بأنه رقيق المشاعر نقي العقل والفكر والبصيرة، بل عبثاً يحاول هؤلاء النيل من وطن ومن شعب توحدا أرضاً وإنساناً ليصبحا في عيون التاريخ والعالم أجمع حسبما وصفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم موطن الإيمان والحكمة “الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية” وأنى لوطن وشعب هذه صفاتهما أن يصبحا مرتعاً لذوي النفوس الضعيفة والأفكار الهدامة والرجعية المظلمة ومن أجل ذلك فإننا وفي ظل الأزمة الحالية التي تعصف بوطننا وتزهق روح الحياة عامة أو تحاول ذلك.. إننا أكثر وعياً بما يدور على الساحة خاصة من قبل “البقايا” المشار إليهم في مطلع المقال الذين تكالبوا على الوطن والشعب من كل حدب وصوب كافرين بكل ما هو سائد وثابت في واقع حياتنا المعاصرة والتي نعتبرها منجزات عظيمة نفخر بها عظيم الفخر والاعتزاز ولكنها من منظور الرؤى السوداوية(مجموعة من الآثام) ويجب إزالتها وبمختلف الوسائل (الفوضوية الانقلابية الدموية...الخ) لا يهم ذلك ما دامت تصل بأرباب العبث إلى غاياتهم المنشودة.. وما زاد هذا الوعي لدى الأغلبية العظمى من أبناء شعبنا في كل ربوع الوطن بكل ما يدور اليوم على الساحة هو تلكم القناعات التي زادت رسوخاً لديهم بأن “اليمن أغلى” من خلال السلوكيات غير المقبولة التي دفعت إلى تصعيدها بعض القوى التي ما زالت تعيش في دائرة أوهامها ولا تضع لغالبية الشعب أي اعتبار..وليس أدل على ذلك من استهداف الوحدة اليمنية المباركة والعودة بالوطن إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو90م..من أجل ذلك فإن بلادنا بكل ما على ترابها الطهور كائنات تنبض بالحياة تستقبل اليوم العيد ال21للجمهورية اليمنية بصورة استثنائية في الابتهاج فيها من المشاعر الوطنية العالية ما يكبح جماح الحالمين بتشطير جسد الوطن وفيها من الحس الوحدوي الكبير ما يجعل من الاصطفاف الشعبي الموحد قوة كبرى في وجه كل المخططات الرامية إلى تمزيق وحدتنا ووطننا وشعبنا الواحدي القدر والمصير...وفيها من الالتفاف حول قيادتنا الوحدوية المخلصة ممثلة في صانع الوحدة والديمقراطية وباني صرح الدولة اليمنية الحديثة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ما نقل إلى العالم أجمع أن عظمة الشعب من عظمة قائده وأن أصحاب المشاريع الصغيرة لا يصنعون تاريخ شعوبهم وأوطانهم لأنهم ليسوا بحجم طموحات الأجيال الممتدة حاضراً ومستقبلاً وليس من شاهد عيان على ذلك من “انجاز الوحدة اليمنية في ال22 من مايو 90 المجيد” الذي صنعته الإرادة الشعبية اليمنية المؤمنة بواحديتها الحياتية عبر الأزل، وصنعته كبرياء وطن أبى إلا أن تكون وحدته الفريدة في سجلات مجد الأوطان، وصنعته معهما ولهما روح يمانية الأصل والفكر والمواطنة هي روح الزعيم الذي هو “ثالثة الأثافي” في صناعة الحدث الوحدوي العظيم في تاريخنا المعاصر.. هذا الشاهد الذي وقف شرفاء اليمن في صف الدفاع عن الوحدة ووقف الآخرون في الاتجاه المعاكس ليتجلى على مرأى عيون الجميع انتصار الإرادة اليمنية الوحدوية التي قاد قافلتها الباسلة قائدنا الرمز علي عبدالله صالح وسطّر أبطال قواتنا المسلحة ملاحم للتضحية والفداء في سبيل الدفاع عن عظمة وحدتنا صوناً لكرامة شعبنا وعنفوان وطننا الموحد وليتجلى هذا الموقف البطولي الأصيل شاهداً لنا على هزيمة أعداء الشعب ووحدته وذهابهم فرادى وجماعات إلى مزبلة التاريخ عقب صيف 94م الذي ترسخت فيه مداميك الوحدة وتعمدت بدماء الشهداء الأبطال ليظل اليمن واحداً موحداً أرضاً وإنساناً وحياة.. وليظل بنيان وحدتنا الشامخة صلباً وقوياً تتكسر عليه كل العواصف والأعاصير والأزمات المفتعلة ولن تنال شيئاً من منجزاتنا الوطنية العظيمة مهما استفحلت شرورها وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه العزيز : “ فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.