عندما اشتعل الشعب فداء وتضحية وبطولة واستبسالاً في الدفاع عن وحدته الوطنية المجيدة كان بهذا الموقف اليماني الأصيل يصنع ملحمات شعبية من الصمود خلف القائد البطل في صفوف التحمت مع صفوف فرسان الكرامة من أبناء قواتنا المسلحة والأمن ليصبح صيف 94م ملتهباً .. ويأتي السابع من يوليو منه يوماً عظيماً في تاريخ وطننا المعاصر فيه أعاد شعبنا اليمني الواحد الموحد صياغة أبجديات الوفاء مع قيادته الوطنية الوحدوية الشرعية ممثلة برمز البطولة والإباء فخامة الأخ علي عبدالله صالح من أعلن الوحدة خياراً لامفر منه وإلا الموت.. فكانت الوحدة وكان فرار الجبناء من الوحدة ومن الوطن ومن ذاكرة الأجيال الموحدة وذاكرة التاريخ.. ومع الوحدة اليمنية المباركة «22مايو 90م» القدر والمصير الذي زاد من شموخ شعبنا إباءً وكبرياءً. ومع الوطن الذي ظل الشعب خلف قائده وحراسه الأبطال رهان الأتربة الممتدة من أقصاه إلى أقصاه وهي تثور في وجه خائنيها العملاء. ومع التاريخ الذي سطر حروفاً من نور الحرية والديمقراطية والقضاء وإلى الأبد على فلول الردة والانفصال والحكم الشمولي المهين. ومع ضميره الشعبي الذي كان النداء الخفي ولكنه الصارخ من الأعماق ملء المشاعر والحناجر والبيادر يزرع على الهامات فجراً ويفضح الوجوه التي خانت هويتها ووحدتها وتربتها وكل إرث اليمن تاريخاً وأصالة وحضارة وحياة معاصرة متطلعة. هكذا كان الشعب اليمني مع قائده وقيادته الشرعية وقواته المسلحة لحمة واحدة التحمت مع الوطن فكان الناتج المتلاحم «وحدة يمنية خالدة» سار في رحابها الوطن أرضاً وبشراً منذ يوم «7يوليو 94م» وقد سجل انتصاره العظيم على زمرة الحكم الشمولي ليذهبوا إلى غير رجعة وليبدأ اليمن نهضته التنموية الشاملة ولتتنفس الصعداء من يومها المحافظات الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص بعد أن عشعش الحرمان في ربوعها طويلاً حتى من أبسط الخدمات والمشاريع ليخسر الشموليون رهاناتهم في العودة بالوطن والشعب إلى نظام حكم شمولي عفى عليه الزمن بديلاً عن الوحدة اليمنية التي انتصرت لأبناء تلك المحافظات التي عانت كثيراً.. ومنذ الساعات الأولى من يوم السابع من يوليو ملأت أعراس الوطن القلوب والحقول والدور والشوارع بأهازيج أفراح العطاء والتنمية الشاملة والحياة الديمقراطية التي كسرت القيود الظلامية مثلما هدمت سجون الاعتقالات والظلم الذي كان سائداً لتشرق الحرية بالفجر الوحدوي الجديد ويأتي جيل الثاني والعشرين من مايو 90م وقد تعمدت آماله وطموحاته ووحدته بدماء السابع من يوليو الزكية وكان لهذا الجيل ما أراد إذ أن المحافظات الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص تنعم اليوم بالعطاء التنموي المتعدد المجالات الخدمية «التعليم والصحة والمياه والكهرباء والطرقات والتعليم» العالي والرعاية الاجتماعية والمشاركة الشعبية والتعددية السياسية ونهضة المرأة والاهتمام ببناء مقومات الحياة المعاصرة القائمة على مواكبة العصر والانفتاح على العالم وسيادة النظام والقانون والحفاظ على الثوابت الوطنية..إلخ». فهل كان النظام الشمولي السائد البائد يتحلى بأخلاقيات حقوق المواطنة..؟ وحتى بعد أن حقق الوطن وحدته المباركة في ال 22 من مايو 90م ألم يغلب طبع هؤلاء التطبع ولم تستجب فيهم شرورهم لنزعات الخير والفضيلة وحب الوطن والعمل على ترسيخ وحدته كإنجاز عظيم لليمن على امتداد تاريخه الحديث فأبت نزواتهم وشهواتهم المتجذرة فيهم إلا أن تفوح بروائح الردة والانفصال النتنة التي دفعت بالوطن إلى أتون الحرب التي خرجوا منها مذمومين مدحورين ليرتسم «7يوليو يوم انتصار للوطن» ؟. إن الاسئلة التي طرحت نفسها يومئذ في عقول المواطنين وعادت اليوم لتطرح نفسها من جديد هي: ماذا يريد هؤلاء المأزومون من الوطن؟ ومن الشعب؟ ومن قيادته ومنجزاته وحاضره ومستقبله؟ ألم يكف هؤلاء ماكانوا سبباً فيه من خسارة للوطن في النفوس والاقتصاد العام، ومن مدخراته وثرواته وأمنه واستقراره؟ لماذا الاصرار الممقوت من هؤلاء على العودة باليمن إلى ماقبل 22 مايو 90م؟، ألم يكن 7 يوليو 94م درساً كافياً لهؤلاء يعلمهم علم اليقين أن شعب اليمن يعشق ترابه ويذود عن وحدته ولايقبل الضيم مهما كانت الظروف. إن 7 يوليو مع كل ذكرى له يبدو على هام اليمن فجراً جديداً حديث الميلاد يشب عن طوق الصبا مع كل منجز تنموي وخدمي يتحقق على أرض الواقع ويرتسم على وجه الوطن لوحة انتصار يتجدد العزم على نشيدها الأزلي، على المضي قدماً في درب البناء والتنمية والديمقراطية والوحدة اليمنية الخالدة. فأهلاً بك يايوم انتصار الوطن ومع كل عيد بذكراه تتجلى عظمة شعبنا وقائدنا وقواتنا الابطال، وتتجلى عظمة شرفاء الرجال عظماء الولاء والوفاء وصدق الانتماء لليمن واحداً موحداً يسمو بأمجاده ويفخر بأصالته وحضارته ويصنع من عزائم حاضره تمرداً يمخر به عباب المستقبل المنشود. تحية لكل ذرة رمل على ترابك الموحد الحقول والسهول والجبال والوديان يا أيها الوطن اليماني الكبير. تحية لكل مواطن ودار في كل ربوع وطننا الحبيب مؤمناً بالوحدة قدراً ومصيراً. تحية لك ياصانع الوحدة والديمقراطية وياقائد النصر العظيم تحية إجلال وإكبار لك ياوحدة اليمن.. وليبق السابع من يوليو المجيد يوم انتصار للوطن.