مازال البعض من ساستنا في الجنوب للأسف متنحين في مربع العقلية المدمنة على الرأي الواحد ، والصوت الواحد ، والخطاب الواحد ، ومايخرج عن هذه الأحادية عند هؤلاء المتنحين يصنف وبشكل سريع على أنه خيانة وعماله ، وبيع القضية - والمقصود هنا القضية الجنوبية. .... هذا القاموس السياسي الشمولي للأسف الشديد ترك لنا آثار سلبية على مشهد قضيتنا الجنوبية العادلة وما أزمة القيادة الجنوبية التي نعاني منها في الوقت الراهن إلا دليل على ما نقول. ونعتقد ان هذه الإشكالية المزمنة في مشهدنا الجنوبي تمثل اكبر تحدي يواجه قضية شعب الجنوب خاصة وقضيتنا تمر في مرحلة مهمة وحساسة مرحلة تصنع فيها الحلول لمشاكل المنطقة ونحمد الله ان قضيتنا العادلة تطرح اليوم على الطاولة الدولية والإقليمية ولكن الأطراف الدولية لايمكن ان تتفاوض مع عدة أطراف بل تريد طرف جنوبي موحد تتفاوض معه ، إلا أن الأطراف الجنوبية للأسف الشديد مشتتة كما لو أنهم يعيشون في جزر متناثرة ، التعدد والتنوع في الرؤى ظاهره صحية خاصة عندما يدار التنوع بعقلية منفتحة على الأطراف الأخرى، ويقبل بالرأي الاخر وهذا مايجب أن يتوفر في حالتنا الجنوبية، حيث نجد أن حل قضيتنا الجنوبية تتجاذبها في الوقت الراهن ثلاث رؤى ، الأولى : من يطرحون التحرير والاستقلال المباشر للجنوب ، والثانية : من يطرحون الحل من خلال الدولة الاتحادية المزمنة لمدة خمس سنوات بعدها يمنح شعب الجنوب حق تقرير المصير. .... والثالثة : من يرون أن الدولة الاتحادية تمثل الحل للقضية الجنوبية لانها تمنح الأقاليم حكم كامل الصلاحيات يعني الجنوب سيديره أبناءه 100 % وستنتهي الهيمنة الشمالية على الجنوب. فهنا يجب علينا - نحن الجنوبيين - أن نقبل بكل الرؤى المطروحة ونخضعها للنقاشات دون أن نخون أي طرف أو حزب أو شخص لأن لغة التخوين دائماً ماتكون نهايتها كارثية ونحن في الجنوب دفعنا ثمن كبير وكبير جدا ..... نتيجة للتخوين والإقصاء ... وللأسف نجد أن البعض لم يستفيدوا من دروس الماضي ..!! اليوم تشن حمله على قيادي جنوبي لمجرد أنه قال رأي يدعوا فيه بقبول مخرجات الحوار ، والتعامل مع الشرعية بمرونة سياسية عقلانية تخدم قضيتنا على المدى المتوسط للوصول في نهاية الأمر إلى حل عادل يعيد للجنوب كيانه السابق إلى ماقبل عام 90م في الختام نقول أن الجنوب لكل أبناءه دون استثناء لأحد ، ومن يعتقد أن الجنوب ممكن يدار بعقلية الفكر الشمولي الأحادي فهو وأهم ويعيش أسير الماضي ونحب أن نذكر هنا قادتنا خاصة منهم المتعصبين لطروحاتهم بحكمة رائعة مفادها ( أن الإنسان الذي يستفيد من أخطائه فهو ذكي ... ومن يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فهو عبقري ومن لايستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فهو غبي. .....) نتمنى أن يغادر بعض قادتنا في الجنوب الغباء السياسي. ...