نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب الرابطة الجفري : ثورة الشباب سرقت وتنصيب رئيس جنوبي ليس حلاً لقضية الجنوب
نشر في عدن الغد يوم 15 - 02 - 2012

نقلا عن صحيفة الاولى حاوره : حمود منصر ونائف حسان :
- يتم تدريب منتسبين من الإصلاح من قبل قيادة المنطقة العسكرية الشرقية بحضرموت وأخرى تتم خلف "جبل شمسان" في عدن

- زملاء من الإصلاح لم ينكروا ذلك وقلت لهم: تدربون لمن، من الذي تريدون أن تُقاتلوه، أو تقتلوه؟!

- قالوا: بانجيب رئيس جنوبي، لكن نحن الجنوبيين لسنا أطفالا بايجيبوا لنا لعبة وبانتوكل على الله

- الوقت يمر، والأمور تحتقن أكثر، وسيأتي وقت قريب ستكون الفيدرالية مرفوضة في الجنوب

- اتفقنا مع البيض في تركيا على ضرورة أن يكون هناك إطار عام للجنوبيين لكن علي ناصر والعطاس استعجلوا في عقد لقاء القاهرة

- كان عندنا أمل في ثورة الشباب لكنا اكتشفنا أن هذا الأمل سُرق ولا أعتقد أن الحكومة الحالية ستحل مشاكل البلاد

:
أجرت صحيفة (الأولى) اليومية الصادرة في صنعاء حوارا ضافيا مع الأستاذ عبد الرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) ... "عدن الغد" يعيد نشر الحوار كما نشره موقع حزب رابطة ابناء اليمن رأي وفي ما يلي نص الحوار :

يسير عبدالرحمن الجفري في عامه ال69، وما زال يتمتع بصحة جيدة، رغم أنه أجرى عدداً من العمليات الجراحية. باكراً؛ بدأ نشاطه السياسي، وتعرف عن قرب على حياة المنفى؛ إذ عاش جزءاً كبيراً من حياته منفياً خارج البلاد. يتمتع بقدر كبير من الدماثة، وقدر أكبر من الود غير المفتعل.
هو شخصية مثيرة للجدل، ويتمتع بحيوية سياسية وذهن صاف. ومنذ ما بعد الوحدة؛ تمكن الرجل من تسجيل حضوراً شخصياً وسياسياً لافتاً رغم أنه يرأس حزب صغير. زرناه، الأحد قبل الماضي، إلى منزله في العاصمة المصرية القاهرة. كعادته؛ استقبلنا بترحاب ومشاعر ود صادقة. ومن صالة جلوسه المُطلة على النيل أجرينا هذا الحوار، الذي يتحدث فيه عن التطورات التي تعيشها البلاد.

* نبدأ من الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في فبراير.. ما رأيك بها؟

- نرحب بكم في القاهرة، وأشكركم على هذه المبادرة. في حقيقة الأمر ليست هناك انتخابات. من قال إن لدينا انتخابات؟! هذا تزييف لوعي الناس، هذا شبيه باستفتاء. الانتخابات يكون فيها تنافس، هذا أولاً. ثانياً؛ لا شك أن هناك مخاوف من إجراء هذا النوع من الاستفتاء، وإن سميتموه انتخابات فأنتم أحرار. أعتقد أن هناك أطرافاً كثيرة ستُحاول إفشال عملية الاستفتاء هذه، التي تسمونها انتخابات، بعض هذه الأطراف معها حق، وبعضها مناكفات. الذين معهم حق هم الذين لا يعتقدون أن هذه انتخابات حقيقية، والذين يدركون أن أصواتهم تحصيل حاصل في هذه العملية؛ إن ذهب هذا الناخب أو ذاك للانتخابات سيفوز الأخ عبد ربه منصور هادي، وإن لم يذهبوا سيفوز. المسألة محسومة. وهناك قد تكون مناكفات من بعض الأطراف التي في السلطة. قد تكون بعض هذه الأطراف لا تريد أن يحصل الأخ عبد ربه منصور على عدد كبير من الأصوات.
في الجنوب هناك أغلبية ساحقة ترى عدم خوض هذه العملية التي سُميت انتخابات. هناك في الجنوب أيضاً قيادات في السلطة تود أن تُثبت لقيادتها في صنعاء أنها قادرة على أن تُسير الانتخابات في الجنوب. هذا النوع من المماحكة أعتقد أنه لا يُساعد في إجراء انتخابات، ولا في استتباب أمن، ولا في المضي نحو بناء مستقبل أفضل. بالعكس هو يزيد الجراح. أيضاً؛ إخواننا في الإصلاح يُريدون أن تتم "الانتخابات" في الجنوب، لأنهم يريدون أن يثبتوا أنهم قوة، وأن بإمكانهم أن يُسيروا "الانتخابات".

* ما البديل عن هذه الانتخابات؟

- يا أخي [كان بإمكان] مجلس النواب ينتخب ويخلصونا؛ إذا أرادوا ذلك. دستورياً؛ كل ما يجري الآن خطأ، وما دام الأمر كذلك كان بالإمكان يتم إعلان دستوري لإلغاء هذا الدستور. لماذا هذا الإصرار على هذا الخطأ؟! خطأ حتى في الاسم؛ تقول انتخابات وهي ليست انتخابات. هذا تزييف لوعي الناس. الإنسان العادي عندنا يا دوب فهم الانتخابات، نقوم نقول له إن هذه كمان انتخابات؟!

* تمت عمليات تحريض واسعة في الجنوب ضد أبناء الشمال البسطاء الذين يعملون هُناك كعمال أو أصحاب محلات، ومع ذلك لم يتخذ أي منكم، القادة السياسيين للجنوب، موقفاً واضحاً لإدانة عملية التحريض.

- التحريض أمر مؤسف، وأنا ضده بشكل كامل، ونحن كان لنا موقف مبكر منه. لا يجوز التعبئة والتحريض، ونحن ضد الإساءة لأي إنسان في أي مكان كان؛ في الشمال أو في الجنوب، في الشرق، أو في الغرب. مسألة التعرض لأي أخ ينتمي للمحافظات الشمالية، أو الاعتداء عليه، جريمة لا يجب أن تمر، وهي مستنكرة من جانبنا بوضوح، وبلا تحفظ، أياً كان القائم بها.

* للأسف يبدو أن عملية التحريض الآن وصلت إلى اشتباكات مع عناصر تجمع الإصلاح في عدن، وهذا مؤشر خطير.

- يا إخوة؛ هناك إشكالية كبيرة دعونا نطرحها بوضوح وصراحة مطلقة، وهي أن حزب الإصلاح يعمل على تدريب مليشيات مسلحة في معسكرات في مناطق في الجنوب.
للأسف الإخوة في الإصلاح يتجهون إلى إقامة معسكرات تدريب في الجنوب. يُسيرون أشخاصاً من تعز، وإب، ومناطق أخرى، إلى معسكرات تدريب في الجنوب. يتم هذا بدون ثمن سياسي. وهذا، في نظري، هو في منتهى الخطأ السياسي. هناك احتقان في الجنوب، وأرى أن هذا يزيد الاحتقان، ويزيد الشق في النفوس. حزب الإصلاح حزب كبير وقوي، وله وجوده في الشمال والجنوب، ونحن لا ننكر هذا، لكن لم يكن هناك لازم لهذا..

* [مقاطعاً] ما مدى صحة هذا الكلام؟

- هذا كلام عبدالرحمن الجفري الذي تعرفه. نعم هذا صحيح، ولا يُنكر إخواننا في الإصلاح ذلك. أنا فاتحت زملاء من الإصلاح بمحبة، قلت: تدربون لمن؟! من الذي تريدون أن تُقاتلوه، أو تقتلوه؟!

* [مقاطعاً] وأنا فاتحت زملاء في الإصلاح بمحبة أيضاً ونفوا هذا الكلام.

- أنا اعترفوا لي. أنا أقول لك هذا الكلام وأنا مسؤول عنه، وأنا صادق في كلامي.

* الإصلاح يُدرب مليشيات وفي معسكرات في الجنوب..؟!

- نعم يُدربون مليشيات في معسكرات. أنا أقول في معسكرات. أنا أتحدث عن معلومات، وليس عن إشاعات شارع. هذا كلام مؤكد. وهذا الأمر يُضاعف الاحتقان وعملية التحريض الحاصلة في الجنوب. هذا كلام خطير ولا نوده، لأن الإصلاح كلهم أهلنا سواءً كانوا من الشمال أو من الجنوب.. يقول الناس هناك إن الإصلاح يُريد، وبقية القوى، أن يفرض عليهم الانتخابات بالقوة.. وهناك طرح في الجنوب يقول إنه إذا مرت الانتخابات في الجنوب، فهذا يعني إضعافاً للقضية الجنوبية.

* ألا ترى أن هذه المخاوف من الإصلاح مخاوف مُبالغ فيها؛ خصوصاً وأن عدداً من قيادات الإصلاح نفوا هذه الاتهامات المتعقلة باتجاههم نحو إقامة معسكرات تدريب لمليشيات تتبعه في الجنوب؟

- نحترم إخواننا في الإصلاح، ونحن في الرابطة لا نُكن عداء ولا خصومة لأحد، لكني أكلمك عن وقائع.

* ما هي هذه الوقائع؟

- أنهم استقدموا أشخاصاً على أتوبيسات.. الموضوع ليس سراً، ويتم عيني عينك. الموضوع لا يتم تحت الأرض، بل عليها.

* أتوبيسات نقلت أشخاصاً يتم تدريبهم كمليشيات في معسكرات في الجنوب؟

- لا هذا شيء آخر، الذين أعدوهم ونقلوهم ليسوا مليشيات. أنا لم أقل ذلك. الذين استقدموهم إلى الجنوب ناس عاديون، وليسوا مليشيات، لكن هناك تدريبات. تدريبات للإصلاح عيني عينك، ونعرفها، ونعرف أماكنها، بعضها تتم في معسكرات.

* أين بالضبط؟

- في حضرموت، في معسكر قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، هناك تدريبات. ولا ينكر أحد من إخواننا في الإصلاح، ذلك. أنا واجهت بعضهم ولم ينكروا.

* هل هناك تدريبات مشابهة في عدن؟

- في عدن هناك تدريبات تمت في جبل يقع خلف "جبل شمسان".

* دعني أكون صريحاً معك؛ هناك من يرى أن ما يُقال الآن عن الإصلاح، وعن قيادات في الحزب الاشتراكي، هدفه تشويه الإصلاح والاشتراكي، كونهما يُمثلان تكتلاً حقيقياً وكبيراً يعيق مشاريع قادة الحراك..

- هذا غير صحيح. أنا تحدثت معك عن وقائع مؤكدة، وأنا ضد أية حملات تشويه ضد أي طرف كان. الإخوة في الإصلاح والاشتراكي أصدقائي. مخاوف الناس حقيقية في الجنوب، وبإمكانكم أنتم أن تنزلوا وتسمعوا من الناس.

* هناك مخاوف من تفجر مواجهات بين الإصلاح، وقوى الحراك، والتطورات، التي تمت الأيام الماضية، على شكل اعتداء على مخيم الاعتصام في عدن، تُضاعف من هذه المخاطر..

- [مقاطعاً] بالضبط هذا ما نخافه..

* [مقاطعاً] كيف يُمكن امتصاص حالة الاحتقان الحاصلة اليوم؟ يرى عدد من الجنوبيين أن تجمع الإصلاح هو المُهدد الحقيقي لقضيتهم، إن كان لديهم قضية..

- [مقاطعاً] هناك قضية، وهي قضية واضحة، نحن نعترف بها، والعالم كله يعترف بها. هناك قضية في الجنوب، وهي قضية سياسية بامتياز. حقيقة ما جرى في الجنوب منذ 1994 وحتى اليوم، لا يقبله لا عقل ولا دين، ولا وطن، ولا شيء. وما يجري اليوم في الجنوب هو استفزاز يزيد الاحتقان.

خيارات استمرار الوحدة

* كيف يُمكن للإصلاح، بما يُمثله من قوة، أن يسهم في حل القضية الجنوبية؟ ولا ننسى أنه كان للإصلاح، ضمن تكتل أحزاب اللقاء المشترك، موقف لحل القضية الجنوبية..

- أنا لم أسمع موقفاً حقيقياً للمشترك كله تجاه القضية الجنوبية. هناك فقط مواقف معلقة منذ الوثيقة التي شخصنت القضية وأظهرتها وكأن علي عبدالله صالح إذا ذهب انتهى كل شيء، وهذا غير صحيح. كان يُفترض بنا كأحزاب أن نُوجه نقدنا ورفضنا للنظام ككل، النظام كإدارة ودولة، وعلى رأسها علي عبدالله صالح، الذي يُفترض أن يكون أول من يذهب. الأمر الثاني أنهم [المشترك] جاؤوا إلى القضية الجنوبية وعالجوها على استحياء. قالوا إما دولة بسيطة، أو حكم محلي، أو مش عارف أيش! أنتم أحزاب يجب أن تكون لكم رؤية واضحة.

* [مقاطعاً] هم طرحوا رؤيتهم، وقالوا إنها تحتاج إلى حوار وطني..

- [مقاطعاً] أيش من رؤية؟! أنت كحزب كبير ومؤثر، ماذا ترى الحل للقضية الجنوبية؟

* [مقاطعا] قالوا إن الحل يجب أن يتم الوصول إليه عبر حوار وطني..

- [مقاطعاً] هذا ليس حلاً، هذه آلية لنقاش الحلول.

* أعتقد أنه ليس هناك طرف طرح، في هذه المرحلة، حلاً كاملاً للقضية الجنوبية..

- [مقاطعاً] هذا كلام غير دقيق. هناك حلول طُرحت، لكن للأسف أنتم يا إعلاميون، تشوفوا الكبار، ونحن تعتبروننا صغاراً لا تشوفونا، ونحن كبار بإذن الله وبمواقفنا. نحن طرحنا حلاً لمعظم هذه المسائل، وبالتفصيل. طرحنا حلاً للإصلاح الشامل بالتفصيل ضمن 450 صفحة، عام 2005، ثم حلاً للقضية الجنوبية بتفصيل.. لماذا لا يُمكن أن أطرح الحل إلا في الحوار؟! المفروض أني أُناقش الحل في الحوار، أُناقش مشروعي للحل في الحوار، أناقش رؤيتي للحل في الحوار. ما الذي يمنعني من إعلان رؤيتي للحل؟! هل هي سر؟! يا إخواننا نحن في عصر الشفافية. أسرار في التكتيك، لكن في رؤيتك ليس هناك أسرار. الحوار هو مكان لنقاش تلك الرؤى، أما الكلام المبهم فهو الذي يزيد الاحتقان [في الجنوب]. يُفترض أن يكون للمشترك رؤية تفصيلية بدلاً عن الآراء الغيمية والهلامية. القضية الجنوبية مزمنة. والمشترك قدم 3 عناوين، وليست حلولاً لها، وهذه العناوين غير معروفة تفاصيلها.. الآن هم قوى تحكم، ويفترض أن تكون موحدة الرأي، وإذا استمرت بتلك الآراء والحلول الغيمية، وهي في الحكم، فهذا أمر سيضاعف المأزق. كان يُفترض أن يكون لهم رؤية تفصيلية بشكل أكبر. أي رأي، أو موقف غيمي سيُفسر بسوء نية، والواقع أن الذين يضعون آراء غيمية هم سيئو نية. كيف تتصور آراء الناس في الجنوب؛ عندما تجد قوى تحكم وتُقدم 3 آراء هلامية؟

* تقع العناوين المطروحة للحلول من قبلكم، وزملائكم في قادة العمل السياسي الجنوبي، ما بين فك الارتباط، والفيدرالية، لكن المجموعة الإقليمية والدولية طرحت أن يكون حل القضية الجنوبية في ضوء المبادرة الخليجية، ومؤخراً أكدت الدول الإقليمية، والدول الكبرى، أنها مع حل هذه القضية "شريطة أن يكون تحت سقف الوحدة اليمنية"..

- هناك قضايا كبيرة في بلادنا، منها القضية الجنوبية، منها قضية الحوثي، منها قضية القاعدة، ولا يُمكن أن تُطرح هذه القضايا في سلة واحدة، لأن أسبابها مختلفة، والرؤى التي ستُطرح لحلها يجب أن تكون مختلفة. قضية الجنوب هي قضية بلد كان فيه دولة. ومنذ قيام الوحدة أعلنا، يوم 22 مايو، أن الوحدة تمت على استعجال، وكان يُفترض أن تتم قبلها مصالحة ووحدة وطنية في الجنوب. في الشمال كان هناك المؤتمر الشعبي العام، بغض النظر عما يُمكن أن نقول عنه، إلا أنه كان يضم كل الأطراف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بينما الجنوب جاء إلى الوحدة كطرف واحد، هذا أولاً. ثانياً؛ ما حصل بعد حرب 94..
هناك مؤتمر عُقد، مؤخراً، في بيروت، تحت عنوان "اليمن الذي نريد"، حضره حوالي 85 شخصاً، أغلبهم من الشمال، وهذا شيء طبيعي. تقريباً كان 90 في المائة منهم من الشمال، لكنهم قالوا كلاماً رائعاً عن القضية الجنوبية، أنا شخصياً لم أكن أتوقعه. هم طالبوا الشمال، بكل قواه، وبالذات التي شاركت في حرب 94، بأن يُقدم اعتذاراً صريحاً وواضحاً للجنوب. طالبوا بحل القضية الجنوبية، وقالوا إن ذلك يجب أن يرتبط بالقوى الجنوبية. على القوى التي شاركت في الحرب أن تُقدم اعتذاراً علنياً للجنوب.
إذن، حل القضية الجنوبية لا بد أن نُناقشه جميعنا. نحن في الرابطة طرحنا رأينا بوضوح، طرحناه في صنعاء، وهو يتمثل في فيدرالية على إقليمين [بين شمال وجنوب]، وطرحنا كيف تكون هذه الفيدرالية، وكيف [يتم توزيع] الثروات. وتضمن رأينا أن يكون في كل إقليم فيدراليات فرعية، وهذا كان كلاماً جديداً. قلنا بأن يتم بعد ذلك استفتاء في الجنوب بعد 3 إلى 5 سنين.

* على أي أساس يُطرح الاستفتاء..؟

- نطرح الفيدرالية إما أن يوافقوا عليها، أو يُقرروا أن يذهبوا إلى دولة مستقلة. هذا حق، هذا حقهم [أبناء الجنوب]. نحن طرحنا رأينا هذا، ونحن نعتقد أنه لو أُخذ برأينا من زمان، لم نكن اليوم في هذه المشكلة، لكن للأسف تم تجاهل هذا الموضوع من قبل القوى الأخرى في الشمال، من قبل السلطة، وكلهم أصبحوا اليوم في السلطة، ما عدا نحن الذين بقينا الحزب المعارض الوحيد من الأحزاب الرسمية. كله تجاهل للقضية الجنوبية. نعم هناك دعاوى لفك الارتباط. نعم فك الارتباط بوضوح، رغم أني ضد حتى سماعها، لأنها تعني عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 22 مايو 1990، كسلطة.
اليوم الوقت يمر، والأمور تحتقن أكثر، وسيأتي وقت قريب ستكون الفيدرالية، بأي نوع، مرفوضة في الجنوب. قلنا من زمان، عندما طرحنا، عام 2008، مشروع الوحدة ضمن 5 أقاليم، وشتمونا، وقلت أنا لعلي عبدالله صالح سيأتي يوم تلهث خلف ما نطرح ولن تجده، وهذا الذي نحن فيه اليوم. نشعر نحن، في رابطة أبناء اليمن، أن معظم الناس في الجنوب يرفضون رأينا. أنا أقر لك هنا بذلك، ومافيش حزب سيُقر لك أن رأيه مرفوض. رغم أننا في الرابطة نرى أن رأينا هو الصحيح، لكن معظم الجنوب يرى اليوم أن هذا غير صحيح.

* [مقاطعاً] يريدون ما هو أبعد من ذلك..

- [مقاطعاً] بالضبط، يريدون دولة مستقلة، هذا واضح، وأنا إنسان صريح وصادق. نحن نقول لهم يا إخوة دعونا ننطلق من فلسفة بسيطة جداً؛ هذا البلد جرب دولتين شموليتين، فنفر الناس منهما، واتجهوا إلى الوحدة، جربوا وحدة ضمن دولة بسيطة، فنفر معظم أهل الجنوب من الوحدة، فيما نفر معظم أهل الشمال من النظام. الناس نفروا من شيء جربوه، طيب يا إخوة جربوا وحدة فيدرالية، ثم انفروا أو اقبلوا، أما أن تنفروا من شيء لم تُجربوه، فمنطقياً مش صح. هذا ما سنطرحه نحن في رابطة أبناء اليمن.
للأسف، وأنا سأكرر ذلك، نحن لم نجد من إخواننا في المنظومة السياسية، التي كانت معارضة وسلطة، رأياً واضحاً حتى اليوم.

الخلافات داخل الأطراف الجنوبية

* هناك خلافات داخل الأطراف الجنوبية نفسها، هناك من يُحاول احتكار تمثيل الجنوب، وهناك خلافات واسعة تجلت في مؤتمري بروكسل والقاهرة، حيث انعقد الأول بقيادة علي سالم البيض، وانعقد الثاني بقيادة علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس..

- نعم هناك خلافات، خلافات في الشمال، وخلافات في الجنوب، وخلافات في كل حزب. هذه مسألة لا يجب أن يُراهن عليها أحد. أنصح كل من يُريد حلاً حقيقياً للقضية الجنوبية، ألا يُراهن على شيء كهذا. هؤلاء المختلفون هم متفقون على الرؤى. إما متفقون على فيدرالية، أنا اختلفت معهم في مؤتمر القاهرة، رغم أنهم نادوا بنفس ما نادينا به في الرابطة. رفضنا حضور مؤتمر القاهرة، لأننا اختلفنا معهم على أسلوب إدارة الغير، أسلوب الطريقة القديمة: أنا أُدير كل شيء، وأنتم تعالوا ضيوف.

* أنت دعوت إلى عقد مؤتمر موسع لأبناء الجنوب، يتولى الجميع الترتيب، وكررت موقفك هذا في اللقاء الذي جمعكم، مؤخراً، في تركيا، بعلي سالم البيض، وقيل إنكم اتفقتم على ذلك. ما الذي خرجتم به من لقاء تركيا؟

- اجتمعنا 8 أشخاص في تركيا. حاول بعض الإخوة أن يذهبوا إلى الأستاذ علي سالم البيض لإقناعه بالمشاركة في مؤتمر القاهرة، بدعوى ضرورة أن يتوحد الناس في مؤتمر. كان هؤلاء الإخوة عندي هنا [في القاهرة]، فقالوا إنهم سيذهبون إلى البيض، وقلت لهم إذا احتجتم أن أحضر، ورأيتم أن أُعِين، فأنا مستعد، اتصلوا بي وسأحضر، وفعلاً اتصلوا بي وذهبت. حينها؛ اقتنع الأخ علي سالم البيض بكل ما طرحناه. اقتنع بضرورة التنوع، وبضرورة أن يكون هناك إطار عام يجمع الجميع، وأنه في أي إطار موحد، أو جبهوي، يجب أن يكون هناك تنوع في الرؤى، لا يمنع التعاون والتنسيق بين الناس. لكن الإخوة هنا استعجلوا على مؤتمر هم رتبوا وحضروا له، الله يهنيهم، ونحن رفضنا، لأننا نرى أن المؤتمر يجب أن يحضره الطيف الجنوبي كله، أو الرئيسيون في الطيف الجنوبي، ويجب أن يُشارك الجميع في التحضير له.

* هل تواصلتم، كأطراف جنوبية، بعد لقاء تركيا؟ وما الذي يُعيق الترتيب لعقد مؤتمر عام واسعاً طبقاً لما طرحتم؟

- التواصل مستمر. وما يعيق عقد مؤتمر عام واسع هو ما قلت لك: الترتيبات. لا تعتقدوا أن الخلاف على رؤى. الخلاف كان حول كيفية إدارة المسألة، لأن إدارة ترتيبات أي مؤتمر هي أساسية في نظرنا، لأنها تُعطينا وجهة نظر عن العقليات كيف ستدير.. إذا لم نقبل بعضنا في التحضير، بحيث تُشارك كل الأطراف في التحضير.. نحن كرابطة ليس لدينا مشكلة، لأنه لا أحد يستطيع أن يتجاهلنا، وسنُشارك في التحضير لأي مؤتمر، لكننا نريد أن تُشارك جميع الأطراف الأخرى من الألف إلى الياء، أما أن يتولى طرف أو أطراف التحضير، ثم يدعو الناس للحضور..!

* [مقاطعاً] الحاصل أن هناك أيضاً خلافاً حول الرؤى بينكم، طرحك أنت مختلف عما يطرحه البيض، أو ما يطرحه علي ناصر والعطاس. البيض متمسك بفك الارتباط..

- [مقاطعاً] الخلاف في الرؤى لا يعني عدم التعامل. أنا أقول لك، وأقولها للجميع: الخلاف لم يكن حول الرؤى، نحن لم نُناقش الرؤى حتى نختلف عليها.

* دعني أكون صريحاً معك؛ قوى تختلف على إدارة مؤتمر، كيف ستستطيع أن تتفق على مشروع..؟

- لم نختلف على إدارة المؤتمر. كلامي كان دقيقاً. نحن لم نصل إلى مؤتمر كي نختلف على إدارته. لم نختلف على من يُدير ومن لا يُدير، أبداً. نحن اختلفنا على الكيفية. الموضوع يتعلق بالعقلية.. أنا أدعو الناس لحضور مؤتمر على شيء جاهز، أو أدعو الناس للمشاركة في الترتيب.. يتعلق الموضوع بضرورة استيعاب الجميع، وجعلهم يُشاركون بشكل فعلي في عملية الترتيب. أما مسألة إدارة المؤتمر فهي سهلة، ويُمكن لأي شخص أن يقوم بهذه المهمة، وكما قلت لك فنحن لم نصل إليها كي نختلف حولها.

* لكن الآن الموقف الدولي يقف على النقيض لمطالبكم. السفير الأمريكي في صنعاء، وبقية سفراء الدول الأوروبية، أكدوا أنهم مع حل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة.

- صحيح، غير أن المواقف السياسية ليست ثابتة، كما أن الخيار اليمني مؤثر. العالم يبحث عن مصالحه، ولا يهمه عواطفنا مع الوحدة، أو عدم وحدة. لا يهمهم عواطف الذين مع الوحدة، ولا يهمهم عواطف الذين مع الانفصال. المسألة حسابات مصالح. إذا كانت الوحدة ستُحقق مصالحهم سيقفون معها، وإذا كان انفصال الجنوب سيُحقق مصالحهم، سيقفون معه.

* من الواضح أن هناك أيضاً خلافات قائمة اليوم بين الجنوبيين حول من يُمثل الجنوب. برأيك من يُمثل الجنوب؟

- شعب الجنوب هو من يُمثل نفسه. لكن هناك قوى تُمثلهم. من يُمثل الشمال؟

* تمثيل الشمال ليس واضحاً كخلاف، ولا يتجلى كخلافات على تمثيل. في الجنوب هناك خلاف ظاهر حول مسألة التمثيل. وهناك مشكلة في ما يتعلق بمسألة تمثيل الجنوب، فهناك شخصيات جنوبية تُحاول الظهور كممثل للجنوب، فيما هناك أحزاب كبيرة، كالإصلاح والاشتراكي، تقف على النقيض، ويجري استبعادها رغم ثقلها الشعبي في الجنوب.

- هل تريد أن تقول إن الإصلاح لا علاقة له بالقضية الجنوبية؟ [نضحك].

* لا..
- لا يدعي أحد، ولا من حق أحد أن يدعي أنه يُمثل الجنوب، أو يُمثل الشمال. الأمر نسبي. قد يفوز حزب في الانتخابات، ويكون ممثلاً لمن انتخبوه، لكنه يتصرف أيضاً كخادم لمن انتخبوه. هذه القاعدة. ومن يقول إنه يُمثل الجنوب، أو الشمال، قبل الانتخابات، فهذا كلام فاضي.


* مؤخراً أعلن علي سالم البيض عزمه القيام بمساعٍ واتصالات دولية بشأن القضية الجنوبية.. هل هناك تواصل بينكم؟ وهل تبذلون أنتم أيضاً مساعي في الخارج من أجل ذات القضية؟

- نعم، التواصل مستمر بيننا جميعاً، ونحن نجري اتصالات مع أطراف خارجية بشأن القضية الجنوبية.

خصوصية القضية الجنوبية تقتضي أن يُعالجها أبناء الجنوب

* ما المانع أن تُشارك جميع هذه الأطراف والقوى الجنوبية في المؤتمر الوطني الذي دعا له المشترك؟

- أولاً كان الغرض أن تتفق القوى الجنوبية على كيفية إدارة القضية، وليس على الرؤية نفسها. وقد قلت لهم؛ إما نتفق على رؤية نتوصل لها بعد نقاش وحوار، أو نختلف في الرؤى، وهذا لا يعيب بل يُثري، ونُشكل هيئة تنسيقية عليا هي التي تقود وتُنسق بين الرؤى المختلفة.

* هل هذا يعني أنكم تشترطون قبل الذهاب إلى مؤتمر الحوار، أن تظل القضية الجنوبية في إطار الشخصيات الجنوبية..؟

- نحن لم نُقرر حتى الآن الذهاب إلى مؤتمر الحوار. ما زال الموضوع يُناقش. ونحن كحزب لم نصل إلى قرار في هذا الموضوع.

* لكن كيف يمكنكم عند مناقشتكم للقضية الجنوبية، أن تُبرروا لأعضائكم في قواكم السياسية من أبناء الشمال، أن هذه القضية خاصة بكم، وليس مسموحاً لهم الاشتراك في نقاشها؟

- نحن في الرابطة، وهذا أحمد ربي عليه، لم تصدر عنا رؤية إلا باتفاق كافة قيادة الرابطة، ونصفها شمالية. عندما تبنينا الفيدرالية على إقليمين، نوقش الموضوع، وأنا كنت غائباً، كنت عملت عملية لظهري. الحمد لله نحن ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع. أنا أستطيع أن أتفهم ما تقولون، لكن أسألكم: هل القضية الجنوبية لها خصوصية أم لا؟

* لها خصوصية.

- دعونا نقول بوضوح إن القضية الجنوبية ليست قضية مظالم ولا حقوق، بل هي قضية سياسية لها خصوصية، لهذا فمعالجاتها لها خصوصية. علينا أن نفهم هذا الكلام. وطالما نحن متفقون أن هذه القضية سياسية ولها خصوصية، فعلينا أن نقبل أن الجماعات الجنوبية في الحزب، أي حزب، هم الذين يُعالجون القضية الجنوبية باتفاق مع زملائهم.

* هذا الأمر قد لا يُحدث مشكلة عندكم في الرابطة، لكنها ستُحدث مشاكل في أحزاب كالاشتراكي، والإصلاح. الأول يتبنى توجهات أممية، والثاني يتبنى توجهات إسلامية.. وما تطرحون يضع هذين الحزبين في حرج أمام قواعدهما في المحافظات الشمالية والجنوبية..

- أولاً أنا لا أعتقد بأن الحزب الاشتراكي ما زال يتبنى قضية أممية. وأنتم أدرى [نضحك]. أعتقد أن الإخوة في الاشتراكي قد تركوا الأممية، ولم يعودوا لا ماركسيين، ولا شيوعيين..
* [مقاطعاً] نحن نرى الاشتراكي حزباً وطنياً كبيراً..

- [مقاطعاً] أنا لا أُنكر ذلك، أنا أتحدث عن الأممية وعن اللاأممية يا أستاذ [نضحك]. معك حق، نحن لا نمنع أن يُعالج الإخوة في الاشتراكي القضية بطريقتهم، والإخوة في الإصلاح يُعالجونها بطريقتهم. نحن يهمنا أن نعرف تصورهم للحل.

* لو طرح المشترك رؤية لحل القضية الجنوبية، وقدمها في مؤتمر الحوار الوطني، ألن تتهموه، حينها، بأنه صادر آراء الآخرين، وحاول أن يفرض رؤيته عليكم؟ المشترك دعا الجميع إلى الجلوس إلى طاولة للحوار..

- [مقاطعاً] هم لم يدعوا أحداً. لا تحملوهم فوق ما يُطيقون. ليس المشترك هو من دعا للحوار. من قال هذا الكلام؟!

* دعوا لذلك، وهذا وارد ضمن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية..

- هم قالوا إنهم أُجبروا على هذه المبادرة، فهم أُجبروا على هذا. هنا سنختلف، هذه البابوية: أنتم دعوتم، أنتم لم تدعوا أحداً.

* قد يكون المشترك أُجبر على بعض البنود في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، لكن قضية الحوار..

- [مقاطعاً] هم لم يدعوا أحداً. أنت قبل قليل قلتها بشكل لاإرادي.. نحن الأرباااااااااب، وظهر في حديثكم كما لو أنهم دعونا، وتكرموا علينا بالدعوة. هذا لم يحصل منهم أولاً. ثانياً؛ نحن لم نتهم أي إنسان أتى برؤية مهما اختلف معنا. المفروض أنت تأتي زيك زيي في الحوار، ولا تأتي إلى الحوار باعتبارك بابا.

* صحيح.

- لكن كلامك هذا يعني أنك تفضلت عليّ بالدعوة. شوفوا؛ هذه إشكالية كبيرة في العقلية، وهي نفس الإشكالية التي اختلفنا حولها مع زملائنا هنا، هي مشكلة الإدارة. أنت ستحضر الحوار زي ما أنا سأحضره، إن قررنا نحن حضور هذا الحوار. نحن مدعوون، طبقاً للمبادرة، إلى هذا الحوار. رأيك أنا سأحترمه حتى لو كان مختلفاً تماماً، وبشكل جذري، مع كل ما أقوله. هذا رأيك، وأنا مش جاي عشان أصادر رأيك، بل كي أدافع عن رأيي.

* هل تشعرون أنكم لو حضرتم مؤتمر الحوار الوطني ستجدون حلولاً أو رؤى جاهزة ستُفرض عليكم..؟

- لن يفرض علينا أحد شيئاً، ولن نقبل أن يفرض علينا أحد شيئاً.

* [مقاطعاً] هل لديكم مؤشرات تقول إن هناك رؤى جاهزة ستُطرح في المؤتمر؟

- نحن لدينا رؤية جاهزة، ومن حقي أن يكون عندي رؤية جاهزة، وأتمنى أن يكون لديكم رؤية جاهزة تعلنونها للناس قبل المؤتمر.

نهب الجنوب وجدار الكراهية مع الشمال كبشر

* اليمن تعيش الآن في حقل ألغام، وتحتاج وقتاً لمعالجة المشاكل المزمنة التي خلفها النظام.. تعرف أن الوضع صعب، والبلاد بحاجة إلى الوصول إلى يوم 21 فبراير، وتعرف أن العاصمة تعيش حالة توتر وانقسام حقيقي.

- الأزمات ليست جديدة على اليمن. من متى كان اليمن ليس فيه حقل ألغام؟ أعطني يوماً كان فيه اليمن بعيداً عن حقل الألغام. وإذا جعلنا هذا كمبرر لتأجيل الحسم في قضايا أساسية كالقضية الجنوبية، أو قضية صعدة، أو قضية القاعدة، فهذا أمر غير صحيح، وسيُضاعف من هذه الأزمات، وحالة الاحتقانات التي خلفتها.
تاريخنا اليمني كله تاريخ انقسام، في الشمال والجنوب. كان هناك فترات تاريخية يحكم الشمال 3 أئمة، أو إمامان. كانت دول بلا حساب في الشمال، كانت دول بلا حساب في الجنوب. نحن مررنا بجهل مطبق في علم السياسة، وفي علم الاجتماع، وفي علم الاقتصاد. جهل مطبق. أقمنا وحدة اندماجية، أو وحدة في دولة بسيطة، في ظل أوضاع انقسامية، وقلنا امشي يا وحدة غصباً بالعواطف! لا يزعجني في القضية الجنوبية أن تقوم دولة في الجنوب. هذا لا يزعجني. الذي يُزعجني هو جدار الكراهية الذي زُرع بين الشماليين كبشر والجنوبيين كبشر. هذا هو المهم والخطير، أما مسألة قيام دولة.. كان [في اليمن] دولتنن. الجنوب كان فيه 22 دولة.
كلما مر يوم والقضية الجنوبية بهذا الإهمال، فتأكدوا أن جدار الكراهية يرتفع بين الشمال كبشر، والجنوب كبشر. ولحل هذا الأمر علينا أولاً أن نُحضر الغائب. لا نجيب سلة خاصة بتحضير الأرواح، بل نُحضر الغائب على الأرض، وهو الموقف الشمالي من القضية الجنوبية. ويجب أن يكون للإخوة في الشمال موقف واضح وعلني وحقيقي من القضية الجنوبية. في الأول كنت تنكر وجود هذه القضية، ثم قلت إنك اعترفت بها، لكن ما نوع هذا الاعتراف؟ وما الحلول التي قدمتها لها؟ لا يُمكن الاكتفاء بالتعاطف، وقت التعاطف انتهى. أنا أتحدث هنا ليس عن أشخاص، بل عن قوى سياسية. هناك قوى سياسية اشتركت في حرب 94، ويجب أن يكون لها موقف واضح اليوم من القضية الجنوبية، وعليها أن تعتذر للجنوب.. حتى اليوم ينكرون الفتوى التي أطلقوها في الحرب، والفتوى أنا مسجلها بنفسي، وليس شخصاً آخر. أنا سجلتها مباشرة من إذاعة صنعاء وقت بثها. ليس عيباً أن تخطئ، ونحن ناس عاطفيون، وإذا اعتذرت باجي أبوس على رأسك.

* ألا تشعرون أن ثورة الشباب التي تمت ضد صالح ونظامه، يُمكن أن تنتصر للقضية الجنوبية، سيما وفيها نوع من التضامن مع هذه القضية؟

- أولاً أريد أن أؤكد أني أتحدث هنا، بشكل صريح معكم، عن موقف كثير من أبناء الجنوب حيال ما جرى ويجري. أعرف أن هناك مظالم كبيرة في الشمال. في الحديدة الظلم جرى ويجري بشكل مخزٍ. أراضي الناس في الحديدة نُهبت. كثير من المظاليم في الشمال يتضورون جوعاً وأراضيهم نُهبت. أعرف هذا الكلام. لكن لا تطلب من شخص آخر عايش ظلماً، أن يسكت ويقبل الظلم بحجة أن هناك آخرين يعيشون هذا الظلم أو أسوأ منه. الذي لديه مرض في بطنه أو قلبه يحس بألم، ولا ينظر إلى آلام الآخرين. ثم إن ما يُعيب هو محاولة البعض تجاهل القضية الجنوبية. الجنوب تعرض حتى لمحاولة ضرب هويته..

* [مقاطعاً] لكن ما جرى في الجنوب هو نهب أراضٍ وإفساد لا علاقة له بالهوية..

- [مقاطعاً] لا، افهم كلامي. كلامي مختلف، ليس عن نهب الأراضي فقط. أنا أتحدث عن نهب الجغرافيا. الجنوب تعرض لعمليات نهب واسعة للأراضي، نُهبت حتى بيوتنا. لكن الأخطر هو أن الجنوب مرقم بلوكات، وإذا أتت شركات تُريد التنقيب يُقال لها: حق فلان! افهمني؛ البحر كله مقسم، السواحل كلها مقسمة. وحتى تم تغيير أسماء عدد من الشوارع والمدارس. اليوم أصبح البحر مؤمماً، والسواحل كذلك. تم تأميم أرزاق الناس. وأصبح ممنوعاً على أبو إنسان من الجنوب أن يُقرر، أو يعترض، لأنهم سيأخذونه إلى الأمن.

* [مقاطعاً] لماذا لا نعمل على حل القضايا ضمن عملية التغيير التي ستُحدثها ثورة الشباب..

- [مقاطعاً] أنا أؤمن بهذا. افهموا كلامي. أنت تريد أن تتحدث معي كرئيس رابطة؟ إذا أردت ذلك فأنا أقول لك إننا الحزب الوحيد الذي أيد الثورة من أول يوم. ليس هناك حزب آخر، حتى اليوم، أيد الثورة كما أيدناها نحن. نحن قلنا لا حوار مع النظام، وقلنا إن السبيل الوحيد هو الرحيل. وأقنعنا الحراك بألا يُطالب بفك الارتباط، وقلنا إن الآن لدينا هدفاً واحداً.

* ما الذي لا يجعل الثورة الحالية كفيلة بحل القضية الجنوبية ضمن حلها لأغلب المشاكل الرئيسية التي تعيشها البلاد؟

- كان عندنا هذا الأمل، لكننا اكتشفنا أن هذا الأمل سُرق..

* كيف؟

- تحول إلى حكومة، ولا أعتقد أن هذه الحكومة ستحل قضيتنا. لا أثق أنها ستحل قضية لا في الشمال ولا في الجنوب، لا في الشرق، ولا في الغرب.

* البلد الآن يقوده جنوبيان..

- [نضحك] هذا كلام جميل نحترمه، ونحترم الشخصيتين، لكن أنت تعلم، وأنا أعلم، وهناك واحد ثاني يعلم. تعرف من هو؟ الله. جميعنا نعلم أن الحكومة الحالية، أو السلطة الحالية، لن تستطيع، بصورتها الحالية، حل المشاكل اليمنية. نحن الجنوبيين لسنا أطفالاً، بايجيبوا لنا لعبة وبا نتوكل على الله! يجي جنوبي، يجي شمالي، هذه ليست القضية.. وللعلم فهذا الكلام لم يُثرني كرابطة، بل أثار الناس في الجنوب. با تجيب لهم رئيس جنوبي! يعني أنت الذي باتجيبهم، وباتشيلهم. هكذا قالوا: بانجيب رئيس جنوبي!

مراكز القوى ما زالت قائمة

* [مقاطعاً] كلامك صحيح، لكن هذا يُعطي مؤشراً عن تغيير بنية النظام التي حكمت البلاد، طوال العقود الماضية. يعطي مؤشراً إلى أن مركز السلطة انتقل جغرافياً، وهذا أمر مُبشر، سيما والسلطة ظلت مُحتكرة..

- [مقاطعاً] يا سيدي مراكز القوى ما زالت قائمة. النظام الذي يُدير المرحلة الحالية ما زال قائماً على ذات مراكز القوى التي تقول إنها احتكرت السلطة. نحن نتكلم عن بنية حاكمة، عن نظام حاكم، وليس عن أشخاص.

* لا نريد أن نظهر كما لو أننا نُدافع عن النظام القادم، لكن علينا أن نمنح هذا النظام فرصة، ولعل العامين القادمين سيُظهران بشكل واضح طبيعة النظام القادم وتوجهاته.

- نحن طرحنا من 3 إلى 5 سنوات ضمن نظام فيدرالي، وفيدراليات فرعية في كل إقليم.. خونونا، قالوا إننا نريد أن نُقسم اليمن! من يقول إن علي عبدالله صالح هو عمل وحده هذه الجرائم كلها، أنا لستُ معه. علي عبدالله صالح [كان] على رأس هرم نظام ارتكب هذه الجرائم. جميع الذين في السلطة اليوم شاركوه في هذا. الجميع..

* [مقاطعاً] بما فيها شخصيات من الجنوب..

- هل قلت أنا لا؟! يا أخي أنا قلت جميع من في السلطة اليوم، وعلى رأسهم جنوبيان. الذي استباحهم، ومنع الماء عن عدن [أثناء حرب 94] هم الذين في السلطة اليوم. الذي كان يقصف عدن هو في السلطة اليوم. في حرب 94 كان هناك "يوم حر" لقصف عدن. كانوا يوجهون أصحاب المدافع بضرب عدن، ومش مهم فين يضرب، ومن سيسقط جراء ذلك! هذا مسجل. كانوا يطلقون عليه اسم "يوم ضرب حر"، هكذا! حاصروا عدن، وشرب الناس من البحر.
تريدون أن تقولوا لنا إن علي عبدالله صالح هو الذي ارتكب كل تلك الجرائم ضدكم يا جنوبيون؟! علي عبدالله صالح راح، وانتهى.

* لم أقل هذا.. أنا قلت إنه من الظلم أن نُقيّم تجربة الوحدة من حكم شخص واحد. علينا أن نُجرب نظاماً آخر ثم نحكم.

- أنا معك؛ لكن معظم الذين في النظام اليوم هم من نظام علي عبدالله صالح.

* أبديت، في حوار تلفزيوني أجري مؤخراً معك، خوفك من تفجر قتال انتقامات بين أطراف الصراع في العاصمة صنعاء، ودعوت إلى أن يُغادر اليمن أطراف الصراع لفترة حتى يتم بناء دولة، ثم يعودوا إلى البلاد..

- ما يجري في صنعاء جريمة. أصبحت العاصمة مقسمة، والصراع تجاوز القتال إلى جرح في الألسن. تمت شخصنة الصراع، وأخشى، بالفعل، أن تشهد العاصمة انتقامات. يُمكن للناس أن يتقاتلوا ثم يتصالحوا، لكن جرح الألسن لا ينساه الناس، ولا يتجاوزونه بسهولة. نحن جربنا الغربة، لهذا نحن ضد أن يُمنع الناس من العودة إلى بلدهم. غير أن الوضع في صنعاء لا يحله، في نظري، إلا خروج الأطراف ال3 للصراع من اليمن، لفترة، حتى يتم بناء دولة حقيقية، ثم يعودوا.

* من هم الأطراف ال3؟

- معروفون.. هم علي عبدالله صالح وجماعته، واللواء علي محسن وقياداته، والإخوة أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومراكز قواهم. أنا موقفي هذا واضح، وسبق وقلته. الإخوة في الخليج سيستضيفونهم، ولا أعتقد أن دولة خليجية ستمتنع عن استقبالهم في سبيل حقن دماء اليمنيين.

* هل تعتقد أننا سنصل إلى 21 فبراير؟

- يا رب نصل. أتوقع أن نصل وقلوبنا على أيدينا. لكن لا يجب أن نُخطئ ونعتبر أن الوصول إلى 21 فبراير سيكون نهاية القضية. ما بعد 21 فبراير سيكون هو الأخطر. مع ذلك؛ أخشى ألا نصل إلى 21 فبراير.

* على ماذا بنيت خشيتك هذه؟

- على ما ذكرته سابقاً؛ شخصنة القضية. أنا أسألك: على ماذا يتم الصراع في صنعاء؟ لم يكن الصراع المسلح على أهداف واضحة من قبل أطراف الصراع ال3. الصراع أصبح مُشخصناً، وصار هذا يشتم هذا، وهذا يشتم هذا! وهذا أمر لم يكن موفقاً. حصل جرح في العمق من جميع الأطراف، وليس ضد علي عبدالله صالح فقط. والمشكلة أن هذا الصراع لم يُحسم، ولم تحدث تسوية فيه. المبادرة الخليجية لم تحسم إلا الأزمة السياسية بين المشترك والسلطة، وهي أزمة كانت قائمة من قبل الثورة. جاءت الثورة والمشترك مسكون بالحوار، فوصل إلى هذا. أنا أتحدث عن الصراع المسلح، الذي لم تتعرض له المبادرة نهائياً. وكما قلت لك فالصراع المسلح لم يُحسم لصالح طرف، ولم تتم تسوية فيه. وهذا الصراع ليس أمامه إلا 3 خيارات: إما أن يُحسم، أو يتم الوصول إلى تسوية فيه، أو ينفجر. هل هناك شيء غير هذا؟

* أنت قلت في بداية هذا الحوار إن هناك أطرافاً في المؤتمر الشعبي العام ستسعى إلى إفشال الانتخابات في الجنوب.. لماذا؟

- أنا قلت إن هناك أطرافاً في المؤتمر، أو حتى من الطرف الآخر، ستسعى إلى ذلك. والسبب في ذلك أنهم يريدون أن يصعد عبد ربه إلى الرئاسة بأصوات قليلة، كي يبقى ضعيفاً.

قناة الجزيرة وقناة العالم

* ماذا بشأن ما جرى ويجري في صعدة؟

- لابد من حل قضية صعدة. لا يُهمني من بدأ، سواءً بدأ الحوثي، أو السلفيون، أو غيرهم. الآن هناك واقع ويجب أن تتم معالجته، ويجب أن يُحفظ حق كل إنسان أن يُعبر من آرائه ومعتقداته، ويُمارسها بحرية. ومسألة تكفير الآخر هي سبب كل البلاء.

* يجري الحديث اليوم عن دور إيراني في اليمن.. ما رأيك أنت؟

- الإيرانيون أذكياء، وهم يتحركون الآن في كل اتجاه. أنا لا ألوم الإيرانيين، على الإطلاق. لو أنا ممسك بالدولة في إيران كنت سأعمل هذا الشيء. سأورد لك مسألة عن ذكاء الإيرانيين. افتح قناة العالم ستجد أنها لا تستثني أحداً، وافتح القنوات العربية وستجد الفرق. قناة الجزيرة لا تبث إلا ما يوافق توجهات الإصلاح! تجري أحداث ويتجاهلونها لأنها لا تُعبر عنهم، ولا تعكس رؤيتهم! [بداية الثورة] بدأت ساحة في شبوة، وكانت الجزيرة تتجاهلها، حتى جاء الإصلاح، بعد شهر ونصف، وعمل له ساحة لوحده، وأصر أن يكون منفصلاً عن الآخرين، بعدها بدأت الجزيرة تُغطي أخبار ساحة الإصلاح. في عدن هناك ساحات وفعاليات أكبر، لكن الجزيرة لا تُغطي إلا ساحة الإصلاح! في المقابل؛ افتح قناة العالم، وستجد فيها كل الاتجاهات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.