منذ اللحظة الاولى وقفت الامارات الشقيقة مع القيادة الجنوبية وحققت حضورا رائعا في نفوس ابناء عدن والجنوب ورغم تداخل المشاريع المتعددة لقوى دولية واقليمية بقيت الامارات العربية المتحدة اللاعب الاهم على اعتبار وجود حاضن اجتماعي وشعبي لمساعيها دعم الاتجاه نحو تطبيع الحياة الامنية والاقتصادية في مدن الجنوب واشاعة الاستقرار والنماء بديلا للفوضى والاقتتال . مايعطي الامارات الميزة الاهم هو ملف الاستثمار الواعد في عدن والمبشر بنقلة هائلة على كل الاصعدة بمايليق بموقع المدينة الاستراتيجي وسمعتها الدولية التي اضمحلت طوال سنوات الاحتلال الصريح للوبي المخلوع صالح والذي يعاني سكرات الموت ويحاول عرقلة سير شعب الجنوب نحو انتزاع حريته واستقلاله طيور الظلام تستخدم كل الاساليب في اتجاه تعكير صفو مناخ الاستقرار النسبي الذي حققته المقاومة الجنوبية بقيادة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير الامن شلال شائع فقد اغاظها التجانس والتناغم الذي تبديه القيادة الاماراتية والجنوبية في مواجهة التحديات الماثلة وقدرة امن عدن على استئصال شافة التنظيمات المتطرفة وملاحقتها . الرغبة الاماراتية في مساندة الشعب الجنوبي تستند الى اسس واقعية اهمها قدرة المقاومة الجنوبية على حسم الامور في محيطها الجغرافي في معركتها مع عصابات صالح والحوثي ثم قدرتها على ملاحقة عناصر مايسمى القاعدة المدعومة من صنعاء واجهزة المخابرات التابعة للمخلوع بلا ادنى شك في محافظاتلحجوحضرموت بينما فشلت المقاومة في تحرير اي محافظة في الشمال مع الاسف هذا التوافق والتنسيق مؤشر يجب البناء عليه لتحديد خيارات مستقبلية بالنسبة لنيل الجنوب حقوقه الكاملة بمافي ذلك حقه في استعادة وبناء دولته في وقت تؤكد القيادة الجنوبية على الارض وقوفها الى جوار الاشقاء في الامارات والسعودية في حماية الامن المشترك للجزيرة والخليج حيث وقف الجنوب سدا منيعا ولازال لحماية امن الجيران وطرق الملاحة الدولية . ان الرؤية الاماراتية والقراءة الواقعية للحالة في الجنوب هي الاقرب والاكثر نجاعة بمايدعمها من معطيات تفيد بادلة قاطعة صوابية هذا التوجه وضبابية بقية الرؤى فمن الصعب ان تتجاهل شعبا يعلن مطالبة بالاستقلال عن الشمال وتعمل على دعم مطالب قلة قليلة على ابعاد حضرموت عن محيطها في الوقت الذي يرفض ابناء المحافظة انفسهم هذا الطرح. اليس هذا تناقض فادح في التعامل الدولي مع القضية الجنوبية