الجوال كيري في جولته الأخيرة سقط في مسقط وظهر وكأنه وزير خارجية إيران لا وزير خارجية الشيطان الأكبر . كيري في الوقت بدل الضائع من مسيرته السياسية , ظهر مثل حكم مباراة دولي عليه كثير من علامات الاستفهام المعلقة على رقبته , بفعل أداء منحاز ومشترى الذمة يحاول أن يحتسب هدف تسلل للفريق الذي يشجعه سراً في آخر تحكيم له قبيل الانعزال إلى مزبلة التاريخ .
كيري بن بات إيران !!! .. ترك قضايا شعوب العالم على طاولة ترامب الملتهبة , ترك العراق تحت حد سيوف الحشد الشيعي يذبحون أبناء السنة , بل ويقتلون براءة الطفولة , ثم يسحقونهم تحت جنازير الدبابات الأمريكية, كما في ذلك المشهد المروع الذي ظهر للعالم المنحط بالصوت والصورة , ولم يتفاعل معه أحد , والذي لا نستبعد أن المصدر الذي سرب ذلك المشهد الرهيب هو مصدر مخابراتي معد عنوة ومحترف.
كيري ترك الهزة الأرضية التي أحدثها فوز( ترامب ) وعبر الأجواء فوق حاملة الطائرات الروسية كوزنيتسوف التي تدمر ما تبقى من سوريا , وترك الاتحاد الأوروبي الحليف الذي يقف وزراءه على أمشاط أصابعهم أربعة أيام متوالية يدرسون مستقبل ( عصر الترامب الجديد) .
ثم سقط ممثل الدولة العظمى في مسقط , وظهر منشرح الصدر يحتضن أصحاب كهف مران في حضرة الرقيم !!!! في مشهد جد انتهازي مخزي بل وكأنه يؤدي دور كومبارس في آخر مشهد من مسرحية عفاش والحوثي .
دور يتماهى مع المخطط الإيراني على طريق تمكين عصابة الحوثي من اليمن كصورة طبق الأصل من حزب الله في لبنان , وبالتالي تحضر إيران بحرسها الثوري ومؤامراتها الصفوية , للسيطرة على باب المندب وبحر العرب , وحصار الجزيرة العربية من الجهات الأربع . كل ذلك وأكثر وكيري يعرف وزنه الخفيف اليوم , وما هذه الصرخة التي دوي بها , إلا صرخة في خواء سياسي مفلس , ولعله كان تحت تأثير ( روحاني ) اختلط بما تردده ابنته من صرخات مع بعلها الإيراني تضامناً مع أم الحبيب إيران .
فلا غرابة من صرخة وليد كيري الذي كان نتاج لقاءات حميمة بينه وبين ممثلي العصابة الحوثية , في منتجع المخابرات الإيرانيةمسقط وما أدراك ما مسقط , ولعلها المخبرات الإيرانية هي التي نصحته أن يسقط وليده بعد 24 ساعة في أبو ظبي . لكنه كان وليد مشوه برأس حوثي عفاشي , معمم بعمامة إيرانية , له بطن منفوخة , وبدون أطراف , حاول أن يدثره كيري بالعلم الأمريكي .
فكيري يصرخ صرخة الوداع المدفوعة الثمن , قبيل أن تختم مسرحية إيران في اليمن ختامها التراجيدي المرتقب قريبا إن شاء الله , وتسحق تحت سنابك قوات التحالف ورجال المقاومة . . فلا أظن أن حسابات كيري المفلسة وصرخته الأخيرة التي هي وفاء ( لمخرجات الحوار الأمريكي الإيراني ) , تنطلي على قيادة وقوات التحالف العربي وعلى الرئيس عبد ربه منصور وشرعيته إلا إذا .. إذا .. كانت كرامة الرئيس عبد ربه وحلفائه على المحك !
أما عن رذاذ البخاخ بحاح في مقابلته الأخيرة : فيا لطموح القرد في زعامة الغابة والتربع على عرش الغضنفر, ويا لنقيق الضفادع في ليل صيفي حار , ويا لثغاء البقر أيام التخصيب , عداه العفاف وامتطاه العيب .
ولكن باختصار وعندما نضع النقاط على حروف بحاح : يتضح لنا الدور الذي أسند إليه ليس إلا فهو في الحقيقة بخاخ مضغوط برائحة عفاش النتنة , وبخاخ ملون بأيدي أطفال مران يكتب به الصرخة على جدار مسجد سني قبل أن يهدموه .
بحاح بكل سفه يبخ رذاذه لإرضاء أسياده لا غير , ولم يتعظ بمن أصبحوا ورق كلينكس بأيد المخلوع !!! ومصيره على أبواب حمام العار مضغوط بالهيانة وفي متناول رواد حمام الهناء , يعاد تعبئته كلما أفرغ .