لايمكن لحدث ما ان يتأتى الا من خلال رسم السياسات العامة والخاصة للهدف السياسي المنشود تحقيقة . وقد تتعدد طرق واساليب ووسائل تطبيق السياسة وفقا للظروف الموضوعية والذاتية للحدث . وفقا للاحداث الجارية في اليمن والتخبط العشوائي الحاصل للاحداث فقد استصعب على اعتى المحللين السياسيين قراءة المشهد وعجز رجال السياسة عن فهم الصورة الحقيقية للاحداث .
فالمرحلة الراهنة مرحلة ملخبطة الى حد التموية وعشوائية الى درجة الضبابية .. ولكنها في علم السياسة احداث متزنة وخطوات مدروسة ونتائج طبيعية لافعال متوقعة فلايمكن ان تكون هذة الاحداث محض صدفة ولايمكن لكل هذا السقوط البنيوي لمفهوم الدولة وهذا الدمار لمؤسساتها ان يتم الا لغايات اطراف ارادت من خلالها هدم الدولة وبناء دولة جديدة على نمط دولة ولاية الفقية .
فالحوثيون الذين يعتبرون ويتم تصنيفهم على انهم اعداء النظام السابق نظام عفاش باتوا اليوم الحليف الاول لة بل وفي احيان كثيرة اصبح على عفاش يدهم التي يخبط بها اعدائهم ويغلفها بلباس مدني بعد رفع الصرخة الحوثية وخلع لوحات السيارات التي تتبع المعسكرات التي تتبع عفاش واظهارها وكانها من انصار الله .
ان هذة العلاقة التي اصبحت بين ليلة وضحاها علاقة تجاذب بعد ان كانت علاقة تضاد مردها الى المصلحة وعلى كل محلل سياسي ان ينطلق في تحليلة لاي حدث ما من هذا المفهوم اولا ومن الترابط الديني ثانيا فالحركة الحوثية هي بالاصل حركة زيدية ولكنها نحت منحى متشدد فتحولت الى حركة شيعية اثناعشرية تحمل في ايدلوجيتها ابقاء نظام الحكم في اليمن بيد الحوثيين وبيد الزيديين للوظائف الاخرى غير السيادية وهو ماوحد اعداء الامس ليصيروا على قلب رجل واحد وان كان كل طرف منهم يضمر للاخر شرا في نفسة . المهم ان يبقى نظام الحكم وتبقى منظومة الحكم الزيدي هي المسيطرة على مفاصل الدولة والسلطة في اليمن .
كان الغرض في الاساس اضعاف الرئيس الشرعي عبدربة منصور هادي واظهارة بمظهر العاجز وارباك المشهد من قبل انصار المخلوع عفاش واركان حكمة والذي بقى منها جزء كبير يأتمر باوامر عفاش حتى بعد خروجة من الحكم لانة بنى نظام حكم اقرب مايكون الى نظام عصابة بتحالف مصلحي مادي وترابط اسرى معقد .
استطاع الرئيس المخلوع بتحالفة مع انصار الله من اصابة الدولة بحالة من الشلل التام وذلك بالايعاز الى رجالة المتبقين في اجهزة الدولة بعدم تنفيذ اوامر هادي وفي احيان كثيرة يأمرهم بتنفذ اوامر الحوثيين وحشر الرئيس هادي في زاوية ضيقة باعتبارة جنوبي لايملك اي قبيلة جنوبية قريبة من العاصمة صنعاء وباعتبارة شخص شاذ في جسد المحافظات والسلطة الزيدية .
ولان الرئيس السابق عفاش ادرك متاخرا ان انصار الله الحوثيين انما كانوا يستخدمونة كمطية وكورقة كلينكس لعزل هادي حتى يتم التفرغ لة فيما بعد .فبعد ان تم الزام الرئيس هادي بتنفيذ اوامر انصار الله ورفضة لذلك طلبوا منة تقديم استقالتة ومن تم ابقاءة تحت الاقامة الجبرية هنا شعر الرئيس عفاش بأن شوكة الحوثيين بداءت تقوى وبالتالي سيتم التفرغ لة . ولذلك لايساورني الشك مطلقا ان خروج هادي جاء بناء على خطة وبمساعدة مباشرة من انصار الرئيس عفاش من اجل ابقاء الصراع السياسي قائما بين انصار الله من جهة وبين القوى السياسية الاخرى بقيادة الرئيس هادي من جهة اخرى حتى يتخلص الرئيس المخلوع من سطوة وقوة ومكر انصار الله وحتى يتم ابقاء التحالف السياسي معهم لا ضدهم حتى يتقي شرهم باشعال مواقد نار اخرى لمواجهتهم .
لم يكن الرئيس المخلوع يشك مطلقا بأن الاطراف الدولية والاقليمية ستقف الى جانب هادي والقوى السياسية الاخرى ولكي يضمن بقاء الحوثيين في مركز القوة فقد اتفق معهم على تسليمهم بعض المعسكرات المؤثرة على المشهد العام وتم اخراج مسرحية هزلية عن اشتباك محدود لم يقتل فية احد وان كانت بعض وسائل الاعلام قد تداولت بعض الاخبار عن بعض القتلى الا ان هذة الاخبار مفبركة ولذلك سعى عفاش الى تسليمهم معسكر القوات الخاصة في صباحة وبعض المعسكرات في بعض المحافظات ومكنهم من الاستيلاء على بعض قوات خفر السواحل الموجودة في الحديدة من اجل اقلاق الاقليم على منفذ باب المندب واظهار الحوثيين وكأنهم قوة عسكرية لايستهان بها .
ان عفاش طغى في اليمن يستعبد طائفة منهم ويضرب بعض اليمنيين ببعض ويجب على الاقليم ولمجلس الامن ان يقرر الغاء المبادرة الخليجية وانشاء محاكم لمحاكمة عفاش واركان نظامة .
لقد لعب الحوثيين ومن والاهم على اذكاء الصراع الطائفي والمذهبي ففي الوقت الذي يتهمون فية قبائل مارب وابين وشبوة والجوف بموالاتها للسعودية يقومون هم باحضار طيارين عسكريين ايرانيين وعملاء مخابرات ايرانية ومقاتلين من حزب الله وخبراء عسكريين من ايران على اساس مذهبي وطائفي ويتم تعيين الموالين لهم من ال البين في مناصب سيادية واذكاء خلق مجتمع قائم على اساس سادة وعبيد لايمت للدين الاسلامي باية صلة في الوقت الذي يدعون فية انهم من نسل ال البيت وهم بالاساس يعملون كما عمل ابالهب .
ان وصف الحوثيين لمليشياتهم المسلحة بوصف اللجان الثورية لايخرجهم عن كونهم مجموعةمن الهمج يأتمرون باوامر زعيم عصابة تلحفت وتغلفت باسم الدين واتخذت من طهر ال البيت رضي الله عنهم شعارا ينجسونة ويشوهون بة ليل ونهار وال البيت منهم براء . فلو كان الطهر بالانتساب لكان ابالهب سيد الشرفاء