ماتزال لحظة زيارة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عام 77 تقريبا لابين وتحديدا منطقة الحصن . واحدة من اكثر اللحظات حضورا ورسوخا في الذاكرة قياسا لمكانة وسمعة الرجل على المستوى العالمي كواحد من أشهر رؤساء العالم ومما أتذكره ان تامين ميدان الاحتفال اقتضى تأمينه بأفراد المؤسسات العسكرية والمليشيا الشعبية والطلابية . ومنذ الصباح الباكر توافدت جموع كبيرة من الحشود الجماهيرية الى امام منصة الاحتفال لتحية الزعيمين كاسترو ورفيقه سالمين جاء موكب الزعيمين طويلا باسطول من سيارات فارهه يتقدمه موكب الدراجات النارية في تشكيلة مراسيم متعارف عليها وحين حانت لحظة خطاب كاسترو ساد الصمت كل ارجا الاحتفال لسماع كل كلمة ينطقها الكمبنيرو كاسترو ومما أتذكره انه قال بعد ان حرص الرئيس سالمين على زيارته لمدرسة مبنية من القش (الاثل والخسع) :لقد زرنا اليوم مدرسة من عيدان القش وهذا ليس مهما ان تكون مبنية من القش بل ماذا تقدم هذه المدرسة في مضمون رسالتها التعليمية والتنويرية . المهم ان رسالة كوبا التعليمية أثمرت اثر هذه الزيارة في تأسيس كلية الطب في جامعة عدن ورفدها بطاقم تعليمي من كادرات طبية رفيعة تشهد عن جودة خريجيها بما يبعث على الفخر والاعتزاز ومع شريط ألذكريات نتذكر فيديل كاسترو الزعيم الكوبي والعالمي معا وقد غيبه الموت مأسوفا عليه بعد حياة حافلة صاخبة مثيرة متعددة المحطات والاطوار . كان مع كل هذه جدير بتجاوزها وتأمين مسار طريق بلاده رغم كل التحديات والخطوب والمؤامرات . معها تفولذت إرادة الرجل مسنود بالتفاف شعبي وسمعة عالمية منقطعة النظير ابهر الاعداء قبل الاصدقاء قال عنه الرئيس الروسي بوتين في برقية العزاء للقيادة الكوبية ان كاسترو رمزا للتاريخ المعاصر اما الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند فقد وصفه بشخصية القرن العشرين ومن سوء حظ كاستروا وبلاده كوبا اوحسن حظه ربما ان قدر الجغرافيا والديموجرافيا أوقعته وبلاده على مرمى حجر من اعتى نظام رأسمالي عالمي ناصبه العداء منذ اول وهلة اطاح بها الشعب الكوبي بنظام باتيستا العميل بامتياز لامريكا . معها واجهت الثورة الكوبية وزعيمها المحامي الشاب كاستروا ورفيق دربه تشي جيفارا سلسلة موجات متلاحقة من العواصف والمؤامرات .لكن كوبا رغم كل انواع الحصار المفروض عليها قرابة السبعين عاما خرجت منتصرة متعملقة مرفوعة الرأس بفضل ربان سفينة اذهل العالم بقدراته وتحدياته وطموحه الوطني جعل هذا الجار اللدود يذعن و يسلم بعد طول بعظمة كوبا ورسوخ تجربتها الثورية حتى كسرت اطول حصار في التاريخ الحديث توج بزيارة الرئيس الامريكي اوباما وفك الحصار عنها . قبيل عامين خلت . والمتتبع لسيرة جمهورية كوبا الااشتراكية يخلص الى ان هذا البلد لم تثبط همته اوتنكسر إرادته بل قدم نفسه بزعامة ذلك البطل القادم من جبال سيرامسترا ليحقق اعلى معدلات الرعاية الطبية في العالم بمافي ذلك امريكا ويحقق نجاحات وانجازات علمية في مجال الهندسة الوراثية شكلت ثورة علمية بكل المقاييس حد الابهار والاعجاز وكل هذا برعاية خاصة ومتابعة شبه يومية للزعيم كاستروا كما اوضح مدير معهد الهندسة الوراثية الكوبي ذات مرة . كما ان كوبا ظلت على مدى عقود قلعة ثوار العالم ومحط احترام العدو قبل الصديق . كدولة فرضت نفسها بقوة واقتدار في بناء قدرات الانسان الكوبي في شتى المجالات والى جانب نجاحها في مواجهة مؤامرات امريكا بل وصمدت حتى اليوم رغم انهيار مثيلاتها الاشتراكيات في اوربا وبقية دول العالم عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ورغم كونها محسوبة في معسكره الاان فطنة ذلك القيادي الفذ كاستروا ونصائحه الثمينة لجورباتشوف التي لم يعمل بها الاخير أظهرت حسن تدبير الرجل وجميل قراءاته لتلافي اخطا اقرانه بوقت كاف لم يجنب كوبا مهاوي السقوط بل والقدرة على الصمود الاسطوري والثبات وتحقيق نجاحات مستمرة كانت مثار اعجاب العالم وتقديره