بعد أن حلّت علينا الذكرى التاسعة والأربعين للاستقلال الوطني ال 30 في نوفمبر _ تشرين الأخر المجيد، في يوم الأربعاء الفائت في ساحة العروض "ساحة الحرية والشهداء" بخور مكسر بعدن، ذلك اليوم الذي ارتسمت فيه طموحات وتطلعات ثوار أكتوبر _ تشرين الأول المجيد، وبدأت خيوط شمس الاستقلال تشرق في سماء جنوبنا الحبيب معلنتا غياب شمس المملكة التي لا تغيب شمسها، طاوية مسيرة (129) عامًا من عمر المحتل البريطاني لجنوب الوطن، ليعبر الجنوب بفضل ثواره الأشاوس وثورتهم المنطلقة أفوهها من قمم جبال ردفان الشماء، نحو غد خالي من العبودية والأذلال، وملبيًا لكل تطلعاتهم التي سطرت بدماء شهدائهم الأبرار الذين حملوا أكفانهم بأيديهم، جاعلين من أجسادهم الملتهبة شرارة أذاقت المحتل ويلات العذاب . وها نحن اليوم نقف في ساحة العروض بخور مكسر بعدن، وقفة إجلال لأرواح شهدائنا الافذاذ مجددين لهم العهد والوفاء "إنا على الدرب ماضون، وفي طريق الحرية سائرون"…
حلّت هذه المناسبة الوطنية الخالدة على شعبنا الجنوبي العظيم، في ظل متغيرات سياسية وثورية جنوبية، فرضتها تضحيات ونضالات أبناء الجنوب في معارك كفاحية أظهرت فيها عدن وأخواتها من المحافظات الجنوبية، كأول المدن المنتصرة على المد الحوثعفاشي في الجزيرة، ليبّهر أبناء الجنوب العالم أجمع، بتضحياته، وكفاحه الوطني…
وليثق الشعب الجنوبي أن قضيته ستظل القضية العصيّة على كلّ القولبة والتطويع من قبل اي طرف كان، وعلى العالم أجمع، وبدون حلها فلن تنعم الأمة العربيّة والإسلامية بالأمن والأمان، وهذا ما نلاحظه جليًا في الواقع المحاك…
وهُنا، تجولنا في ساحة العروض، وأخذنا بعض الآراء عن هذه المناسبة العظيمة، والتي سنتحدث عنها في هذا التقرير المتواضع .
آراء لقادة وسياسيين وأثناء تجوالنا في ساحة العروض، ألتقينا بالقيادية في الحراك الجنوبي، المناضلة / زهرة صالح، التي قالت بأن الجنوبيون تواجدوا في عدن والمكلا من أجل إرسال رسالة للمجتمع الدولي، يرفض فيها مشروع الأقاليم، ويرفض الوحدة، ويريد فك ارتباطه من الجمهورية العربيّة اليمنية… أما بشأن تجاهل وسائل الإعلام للشعب الجنوبي، ولقضيته العادلة كعدالة السماء فوق رؤوسنا، فقد قالت: أن هنالك تخاذل كبير من كلّ وسائل الإعلام، ومن التحالف العربي أيضًا، بشأن القضية الجنوبية…
أما مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الملاح بردفان، الأستاذ/ عبدالحكيم أحمد فضل، فقد قال بدوره: لقد شاركنا في احتفالية 30 نوفمبر مع أخواني الاحرار من أبناء الجنوب في ساحة العروض، الذين اتوا للمشاركة من كل ارض في الجنوب، من المهرة الى باب المندب، وهذا يدل على ان ابناء الجنوب تواقين للحرية والاستقلال مواصلين ناضلهم حتى تحقيق هدفهم المنشود وهو التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب الابية… وأضاف قائلًا: مثلت هذه الاحتفالية نوعيه مميزة، من حيث الحضور والكلمات المعبرة عن الوفاء للشهداء ولتضحياتهم والتأكيد على السير على نهجهم… فيما قال بأن الرسالة التي وجهها شعب الجنوب في هذه الاحتفالية هي "التأكيد على استمرار النضال وعدم التراجع عن اهداف الثورة، وان القرار الاول والاخير هو قرار شعب الجنوب صانع الانتصارات وصاحب التضحيات…
أما القائد الميداني في جبهة مسيمير لحج "يُسري عبيد حازم"، فقد نوه إلى الكثير من البطولات النضالية التي قدمها أبطال المقاومة الجنوبية في معاركة الدفاع عن الدين والأرض والعرض والشرف، مُناشدًا رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" وكل قيادات الدولة العسكرية إلى تمكين أفراد المقاومة، وخصوصا المتواجدين في الجبهات الأمامية في كرش ومكيراس وبيحان وجبهة حبيل حنش الحدودية مع مديرية ماوية، بالسلاح والقوات الكفيلة بردع القوات الحوثعفاشية… وأبدى القائد العمري استعداده لتلبية طلب القيادة، حتى وان كان الزحف نحو صنعاء وتحرير ما تبقى من الوطن من القوات الحوثعفاشية…
أراء مواطنون مشاركون في الهرجان أما المواطن "المعاق" عبدالكريم قاسم اليافعي، الذي أباء إلا أن يكون متواجدًا لإحياء ذكرى 30 نوفمبر _ تشرين الأخر المجيدة، رغم اعاقته، –والتي أُصيب بها في حرب 94م، الظالمة، من قبل نظام علي عبدالله صالح آنذاك، أثر إنفجار لغم–، فقد أعرب عن فرحته بهذه المناسبة العظيمة، قائلًا: أنها ثورة ابائنا وأجدادنا، الذين ضحوا واستشهدوا من أجلنا نحن، فكيف لا نأتي لنحتفل بها؟؟؟ وفي ذات السياق طالب بتأمين الحدود الجنوبية، ووجه كذلك رسالة للرئيس "عبدربه منصور هادي"، بضرورة تحرير صنعاء، حسب قوله…
فيما تحدث الطالب في كلية الهندسة "أصيل ثابت الردفاني" بحماس كبير، ومُطلق النظير قائلًا: نحن نحتفل اليوم بالثورة المجيدة على قلوب كلّ الجنوبيون، ونحن شبه دولة واحدة، هي دولة الجنوب، كما قال : يجب على كلّ القيادات الاصطفاف، والتوحد، والسير نحو نهج استعادة الدولة، وأضاف أيضًا: يجب علينا أن نضع شيء في الحسبان، هو أن معانا ألاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن الغالي هذا، ويجب علينا الحفاظ على هذه الدماء الطاهرة، التي أرتوت بها أرض الجنوب…