في الذكرى 49 للاستقلال وجلاء المستعمر البريطاني نتذكر انجازات دولة المواطن الفقير الصياد الكادح الذي تمكن في فترة قصيرة من التعليم ومحو الامية التي كانت قاصرةً على اولاد الذوات او بواسطتهم ، وكذلك كيف تمكنت الدولة الوليدة القضاء على الامراض وبناء المؤسسات ... الخ . كان لنا قادة كبار ( رجال دولة بمعنى الكلمة ) يعيشون ألم المواطن منذ ولادته وحتى تخرجه من الجامعة وزواجه ، باختصار وطن أعطى كل شيء للمواطن وأستمر ... ومن هنا من عدن الباسلة من مدينة الصمود والنضال من مدينة السلام أتقدم باحر التهاني لكافة أبناء شعبنا الجنوبي البطل وأتقدم للأخ الرئيس علي ناصر محمد بتهنئة خاصة بهذه المناسبة وكنتم جزء رئيس في تحقيقها وسعيتم الى ان يكون الجلاء صفحة جديدة تسطرون فيها تطوير المنطقة والخروج بها من نفق المرض والجهل والأمية والبطالة ... فقد تحقق اثناء قيادتكم الكثير من اماني شعب الجنوب واهمها الرفعة والكرامة والشموخ للمواطن شاطرها القضاء على الامراض والاوبئة التي كانت تفتك بالريف والمدينة وذلك بتوفير سبل العلاج عبر المؤسسات الطبية الحكومية ( عمل صحي اكاديمي ) وسجلات منظمة الصحة العالمية خير دليل على ذلك ... ففي سعيكم تمكنتم من القضاء على الامية وسجلات اليونيسكو اكبر دليل ، بل بعثتم المعلمين للريف وصرفت لهم مبالغ تشجيعيه وكذلك رواتب لطلاب الجامعات تشجيعاً للعلم فكنتم المربي والمعلم قبل الوزير والرئيس وتدركون انه بالعلم تبنى الاوطان وكانت فكرتكم آنذاك قد سبقت السقوط المدوي للأنظمة في الدول الاشتراكية ... وكل ذلك لا يساوي شيئاً امام الامن والاستقرار الذي كان ينعم به المواطن ، فقد أسستم وبنيتم جيشاً وطنياً اختصاصياً درس في افضل الاكاديميات الحربية في العالم وأهلتم الكوادر لبناء مؤسسات الدولة المدنية بل وحاربتم المناطقية في سبعينات القرن الماضي حيث يسجل الاسم رباعياً في بطاقات اثبات الهوية دون ذكر اسم المنطقة او القبيلة ليعيش جل سكان الجنوب في نسيج اجتماعي متجانس لا يعرف المواطن من اي منطقة جارة . حقيقةً كان للرئيس علي ناصر محمد بُعد نظر غير عادي رغم أن الحقبة كانت تنازعها الكثير من الصراعات الدولية القائمة ( المعسكر الرأسمالي والاشتراكي ) وانقسام الفكر القومي العربي بين المعسكرين .. ما كان للأفكار السوفييتية أن تنتصر وتتيح مجالاً ومساحة كبيرة للنزق السياسي وتأجيج دورات الدم ... خوفاً من رؤية التيار المعتدل الرامي إلى بناء دولة المدنية والحداثة الذي يمثله الرئيس ناصر ... والتي اخافت وتخيف من استأثر بالسلطة منذ الاستقلال 1967م وجعلت التيار النزق والمغامر المستأثر بالسلطة والذي يمنن ومزق الجنوب أن يتهم العقلانية بالتراجع عن الأفكار التقدمية لحساب الفكر الرجعي . علماً بأن أبو جمال استشعر بانهيار المنظومة الاشتراكية قبل بدء بروستريكا جورباتشوف وكتب ( ورقة العمل ) في بداية الثمانينات والتي كانت بمثابة خارطة طريق للجنوب ، والانفتاح على دول الجوار وشهد الجنوب ازدهارا غير عادياً في الاعوام 1983_1985م ، مما أدى إلى إزعاج واستنفار كافة القوى اليمنية التي كانت لها أجنداتها الخاصة لتشعل فتيل الحرب بين الاخوة ورفاق السلاح ، فتغيرت المعطيات بانهيار الاتحاد السوفييتي عبر البروستريكا والتخلي عن الكثير من دول العالم الثالث والموسومة دول التحرر الوطني الديمقراطي . ونحن نقول للرئيس ناصر أن كل تلك الانجازات العظيمة في تلك الحقبة الزمنية الجميلة لا ينكرها إلا من يريد ان يمرر مشروعات خاصه ونزقه على حساب آنات شعب ... وإننا نناشدكم بالوقوف مع شعبكم والخروج به من النفق المظلم الى ساحات السلام والتنمية وإعادة بناء الانسان ، ومتأكدين أن لديكم القدرة لما تملكونه من حب وثقة المواطن الجنوبي عبر تاريخكم لامتلاككم الفكر الجمعي لجمع شتات الأمة والخروج بها من نفق المشروعات الجهوية والمناطقية ... نجدد التهنئة ومتمنين لكم دوام الصحة والعافية .