من الواضح ان حاكم عدن كبرى مدن الجنوب عيدروس الزبيدي يسير بخطى واثقة على كل الاصعدة محتميا بشعبية جارفة من عموم شرائح المجتمع الجنوبي في مواجهة من يصفهم الشارع الجنوبي بانهم خصوم فيما يصر الرجل على انهم شركاء لديهم رؤى مغايرة كنوع من السعي لايجاد مناخ قابل للتباينات الهادئة. وفي قراءة المشهد العام في جنوباليمن المختلف جذريا عن الشمال الذي يقع تحت سيطرة تحالف الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثي الدينية فان الزبيدي يحاول جاهدا الالتفات لتحسين القطاعات المدنية بعد ان سحق بشكل شبه كلي مجاميع القاعدة التي اثارت الفوضى طوال الاشهر المنصرمة الا بوادر مزعجة تلوح مابين وقت واخر من اطراف جنوبية تتحدث بنفس اللغة اي استقلال جنوب البلاد لكنها تفتقر للحضن الشعبي المنحاز كليا لسلطة عدن وجهازها الامني الذي شاب اخر يدعى شلال هادي المتحالف مع المحافظ كما انه من مؤسسي حركة النضال ضد شمال اليمن.
وخاضت الجماعات غير المنظمة للحراك الجنوبي حربا ضاريا ضد قوات الشمال طيلة العام الفائت واستطاعت تحقيق انتصارا نوعيا تكلل بالسيطرة على عدن المعقل الروحي للحراك وعاصمة دولة الجنوب ما قبل ايار مايو 90م .
تقع عدن على البحر العربي وهي من اهم الموانئ العالمية وكانت تقع تحت الحكم البريطاني الى منتصف القرن الماضي حين استطاعت فصائل الكفاح المسلح في الجنوب اجبارها على المغادرة.
الا ان الدخول في وحدة مع الشمال تسبب في تهميش الجنوب واسقاط دولته بعد اربع سنوات من الوحدة لتاتي الحركة الاحتجاجية السلمية لتعيد قضيته الى طاولة النقاش
ويعتقد محافظ عدن ان الهدف الرئيسي ليس السيطرة على الوضع الامني في عدن بل ان اقامة دولة الجنوب هو ضمان لأمن الشعب في الجنوب ودول الجوار
ومؤخرا ظهرت دعوات يبدو انها ممولة من رجل اعمال مقرب من اروقة صالح يدعى الملياردير احمد العيسي الذي تشير بعض التقارير الى تورطه في ملفات فساد
ويفصح احد النشطاء عن ان تمويل التكتل الجديد كبيرجدا ! الا ان مراقبون كثر يعتقدون ان هناك حالة رفض شعبي لتفتيت اطر المقاومة التي بدات تلتئم شيئا فشيئا كما ان البعض يعتقد انها ورقة اخيرة بيد صالح ازاء دعوة المحافظ لتشكيل كيان جنوبي موحد
ورغم ان ضجيج الاطراف المناهضة لسلطة عدن يتصاعد بين الحين والاخر الا انهم فشلوا في استقطاب دعم شعبي لمحاولاتهم المتكررة
وربما تدخل سلطة عدن مرحلة جديدة تتغير فيها الاولويات في حال اتفقت الاطراف اليمنية على خارطة السلام المقدمة من المبعوث الاممي
ورغم دعوات دولية تحث جميع الاطراف على ايقاف الاعمال العدائية والعودة للحوار وفق مخرجات الحوار اليمني الا ان عدن شهدت مهرجانا شعبيا دعت اليه قوى الحراك لتعلن تصميمها على الاعتراف الدولي بدولتهم كخطوة اولى لحل شامل
وفي كل الاحوال لازالت الاضطرابات تعصف باليمن والاقتتال الاهلي مستمر في ظل رفض جماعة الحوثي الموالية لطهران تسليم السلاح والانسحاب من المدن في شمال اليمن .
وجنوبا يبدو ان الاغلبية الساحقة من السكان يعتبرون ان الوحدة مع صنعاء قد اصبحت من الذكريات الماضوية الاليمة .