لقد آن الأوان اليوم لعمل وطني صادق ومخلص ، لوضع الأمور في نصابها لاستكمال النصر على الانقلابيين ، ولضمان وضع حد للإرهاب والفوضى والفساد ، من خلال التفكير الجدي في إعادة بناء المؤسسات العسكرية الاستخباراتية والأمنية ، وعودة الكوادر الجنوبية إلى مواقعها الطبيعية ، والتعين وفق الكفاءات والاختصاص والمؤهل والنزاهة والولاء الوطني ، بعيداً عن المحاباة والمجاملة ، والانتماءات الحزبية والمناطقية المقيتة. لهذا فإن الظرف الأمني الذي تعيشه الجنوب يتطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يدرك بأن الكادر الجديد المعين معظمه حديث التجربة ، وبعضهم من أذناب عفاش ، فاسدين ومعرقلين لأي عمل وطني يهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب والعاصمة عدن بالذات. أن تفعيل وتوجيه الطاقات الجنوبية المجمدة والمركنة في البيوت أمراً في غاية الأهمية.. ولعل في مقدمة ذلك اتخاذ قرار سياسي سريع بعودة وتسوية وضع الكادر الدبلوماسي والعسكري والأمني الاستخباراتي ، على طريق إعادة بناء مؤسسات الدولة ، والعمل على تفعيل الأجهزة الاستخبارية ودمجها تحت جهاز و قيادة واحدة ، لمواجهة الإرهاب المصدٌر من المركز المقدس إلى العاصمة عدن ، مدينة السلام والتعايش. وكذلك سرعة إعادة عمل المؤسسة القضائية وتفعيلها وما يتبعها من أجهزة الضبط القضائي الجنوبي ، لتتمكن أجهزة الدولة من العمل ومكافحة الجريمة والإرهاب ، ومحاربة الفساد والإفساد ، هذا السرطان الخبيث الذي نقله لنا البعض من تلك المناطق الموبوءة بهذا المرض الخطير الذي أصبح يهدد حياة الناس والمجتمع . كما يتطلب دمج المقاومة الجنوبية ، والتشكيلات العسكرية والأمنية الأخرى بمسميات أبو فلان وأبو علان ، وتوحيدها في إطار الأمن والجيش الوطني ، وعدم بقائها كمليشيات خارج سيطرة الدولة ، قد تكرر نفس التجربة الليبية لا سمح الله، وتدخل البلاد في فوضى تهدد الأمن والاستقرار في الجنوب واليمن والمنطقة بشكل عام. إن الحملة المغرضة التي تقوم بها اليوم بعض العناصر المريضة نفسيا ضد اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن واللواء شلال علي شائع وبعض القيادات الأخرى تهدف إلى تشويه هذه الهامات الجنوبية المخلصة في أدائها وواجبها تجاه الوطن ، ومواقفها الصلبة في مواجهة التطرف والإرهاب ، لتثبيت الأمن في الجنوب ، وعودة الحياة الطبيعية للعاصمة . تلك الابواق الغوغائية التي توجه أقلامها السامة والتهم ضد شرفاء ومناضلي الجنوب الصناديد يجب التصدي لها وعدم السماح لتمرير مشاريعها الخاصة على حساب الشعب وأمنه واستقراره ، وعلينا كشفها وتعريتها واسكاتها. أن الجنوبيين حريصون كل الحرص على استمرار التعاون الكامل مع التحالف العربي في تنفيذ استراتيجيته في اليمن، وأن دعم الجنوب في بناء مؤسساته في الوقت الحاضر (أي الجنوب القوي ) سيكون عامل مساعد لبلوغ تلك الاستراتيجية والهدف.