في الأمس طوينا عام 2016م واستقبلنا العام 2017م والذي نتأمل ونتفاءل ان يكون عاما" ليس كغيره من الاعوام يحمل بين طياته أمل بمستقبل أمن واستقرار وعزه وشموخ وطي مرحلة سيئة مقيته من تاريخ الجنوب مثلت اسوى مرحلة بتاريخه تحت ابغض احتلال عاشه العالم باسم القومية العربية حيث شهد الجنوب طيل 23سنة عجاف تكالب الجميع عليه. تارة باسم العروبة وتاره باسم الدين وتاره باسم القومية العربية واخيرا" باسم عودة الفرع الى الاصل . أتت حرب 2014م فكانت فاصله بين الحق والباطل خاصة وانه ظل ابناء الجنوب منذ نهاية 2006م يستقبلون الموت بصدور عاريه فكان 2014م القشة التي قصمت ظهر البعير خرج الجنوب من حالة الضعف والاستضعاف الى القوة انطلاقا" من ايمانهم بحقهم في الدفاع عن ارضهم حيث فجر ابنائه براكين غضب ضد ذلك الاحتلال الصلف ليتوج بالنصر المبين فكان النضال لأجل ايجاد الوسيلة للحفاظ عليه .
انطوت صفحة 2016. م ونتمنى ان تطوى معها كل الاحداث التي شهدتها الجنوب مؤشرات في غاية الخطورة يروج لها البعض ويحاول اصحاب الدفع المسبق صب الزيت على نارها والمستفيد الوحيد من كل ذلك هو من لا يريد للجنوب استعادة قواه والحرص على ابقائه. مفرقا" مشتتا" وقد استطاع الشعب التخلص من هذه الظاهرة رويدا" رويدا" شكلا" ومضمونا" حين قدم عامة القوم المصلحة الوطنية العامة على الثأر .
روح مصلحة الوطن هي التي غابت عن البعض حين جعل من المناطقية والتقوقع خلف جهة او عصبه او قبيلة او منطقة معينه حماية له لتمرير مصالحه الخاصة ومشاريعه الصغيرة لملء الجيوب ليكون مثل هؤلاء خطرا" يهدد أمن ومستقبل الجنوب.
غابت روح التشتت والفرقة والمناطقية منذ سنوات طوال وبان التصالح والتسامح بأرقى صوره حين رأينا اختلاط الدم الجنوبي في جبهات القتال وبرزت واضحة جليا" حينذاك حين رأينا الحضرمي يستشهد في عدن واللحجي يستشهد بأبين واليافعي يستشهد بالضالع والضالعي يستشهد بحضرموت تركيبه أبهرت وأثبتت ان الجنوب يمشي على الدرب الصحيح واليوم وبعد ما قدم من التضحيات الجسام نرى شرائح الدفع المسبق وابواق بعض الجهات لمن بيدهم العقد والحل تشعل جبهة لعن الله من ايقظها .
لقد نتج عن التشتت والتمزق وصراع الكراسي وما يدور خلف الكواليس انتهاك لحقوق الشعب وهدرا" لكرامته واستباحه لدمه والسبب في كل ذلك عقول لا تفقه في الانسانية والاخلاق وحب الوطن شئ عقول تظن ان المسؤولية تشريف وليس تكليف.
وهي التي تمثل نقطة الالتقاء الذي يحمي الجنوب من شر تلك العقول عدى مسؤولي المناصب والصراع مع بعضهم البعض لا يختلف في النتيجة والهدف عن عداء الشمال وابنائه للجنوب فهي واضحة تماما" وتمشي بخطى مخطط لها . وهنا يأتي التأكيد على ان العدو الصديق اخطر بكثير على الجنوب من كل ابناء الشمال وجبهاتهم لان عداء الشمال واضح وصريح اما عداء قادة المناصب فيتخفى تحت شراع الوطنية لتمرير مصالح انانيه ضيقه ستحرق في الجنوب الاخضر واليابس وابادة شعب الجنوب لأجل اموال تملئ الجيوب والدلائل موجوده. واضحة معالمها وإلا ماذا يعني موقف الحكومة وبعض القيادات واصحاب القرار من ما يجري من عبث وتساهلهم الكامل والتام مع كل ما يجري وفرز اتخاد الخطوات الرادعة بأسلوب مناطقي مقزز واخرها موضوع الشحنة والذي بداء فتيلها بصراع فيس بوك ليصل الى اعلى المراتب المحلية والاقليمية والدولية كل ذلك يشير الى ان ما يجري من تغدية مناطقية للصراع ما هو إلا بفعل فاعل وتورط لقيادات نافذه في كل المستويات بإدارة دولية تتولى رعاية اشعال الفتنة المناطقية بين ابناء الجنوب خاصة بعد فشلهم الذريع في كسر صمود الشعب. وارضاخهم كما تعمل تلك القوى بتوفير تغطية سياسية واعلامية وامنية وعسكرية لها في ظل هذه الحقائق والمعطيات وتكالب الكل على الجنوب وشعبه ومحاولة فتح صراع مناطقي واغراق الجنوب بدم ابنائه مرة اخرى فهل ندرك مدى المؤامرات وما مثل تلك الافعال الا كناقة البسوس ينتظر العدو ايها يوقع بها الاقتتال والثأر بين الجنوبيين .
ان مشكلتنا اليوم تكمن في بعض النفوس المريضة التي تحاول ان تحول مرضها الى واقع ملموس من صراع مناطقي مقيت ووجب على جميع الاطراف التصدي لمثل تلك الآفات لان قضيتنا قضية وجود لا قضية لقمة عيش وحدود ويمكننا القول ان هذا الصراع بدأت شرارته ويجب ان يتوقف حالا" وكلا" يبدأ بنفسه فما تلك الابواق إلا مجرد جعجعه لتمرير عمل اكبر وجب التصدي لها فالصراع الحقيقي صراع وجود وهوية جنوبية لا قضية عدني يافعي ضالعي. شبواني مهري لحجي حضرمي اغلقوا تلك الجبهات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل وعودوا لرشدكم .