في صيف عام 1994م حينما شن شريك الوحدة الشمالي حربه الغادرة على الجنوب كان المجتمع الجنوبي في ذلك الوقت يمر باسوأ حالاته من التمزق والتفكك بسبب مغامرات الرفاق وطيشهم وحماقاتهم التي ادت الى تفكك وحدة المجتمع ونسيجه الاجتماعي وتم تصنيف الشعب من قبلهم الى طغمة وزمرة مما سهل مهمة الجار الشمالي في ابتلاع الجنوب الا انه تعسر عليه هضمه مثلما صرح بذلك الدكتور عبدالكريم الارياني احد الوجوه السياسية البارزة في الشمال . وبعد اعوام من الكفاح والنضال لشعبنا والجهود المخلصة للخيرين من أبنائه والتي تكللت بإطلاق مبدأ التصالح والتسامح حاول نظام المجرم عفاش ان يستجلب الماضي الجنوبي البغيض بآلامه وجروحه الغائرة وذلك ضمن إستراتيجيته المعهودة في الجنوب فرق تسد وظن المخلوع صالح وزبانيته من المتنفذين الشماليين وبعض المرتزقة الجنوبيين انهم نجحوا في ذلك ولكن تحطمت آمالهم وتبعثرت أحلامهم مع انطلاقة عاصفة الحزم المباركة صبيحة السادس والعشرين من مارس عام 2015م . لقد رأى العالم بأسره كيف توحد الشماليون لحرب الجنوبيين في عدن ولحج والضالع وابين وشبوة وحضرموت كان ابناء صعده وصنعاء وذمار والحديدة وتعز واب وحجه وريمه والبيضاء ومأرب يقاتلون جنباً الى جنب مع مليشيات الحوثي والمخلوع في الجنوب . في المقابل انصدم الشماليون بوحدة الجنوبيين عندما رأوا ابناء عدن ولحج والضالع ويافع وشبوة وابين وحضرموت والمهرة يقاتلون جنباً الى جنب كأنهم بنيان مرصوص فماذا كانت النتيجة. هزيمة ساحقة ومدوية للشماليين في المحافظات الجنوبية مما ادى الى طردهم وانسحابهم منها بشكل مهين اضطرهم الى إعادة حساباتهم والعودة مرة اخرى الى إستراتيجيتهم الخبيثة فرق بينهم لتنتصر وتسود وهذا ما يجتهدون الى فعله الان . انا هنا لا الوم الشماليين على فعلهم هذا فهم يرون في الجنوب ملكية خاصة لهم ويرون في شعب الجنوب دخلاء على هذه الارض تماماً مثلما يرى الاحتلال الصهيوني ابناء الشعب الفلسطيني دخلاء على ارض الميعاد فلسطين مثلما يدعون . ولكني هنا الوم بعض ابناء الجنوب الذين ينجرون الى هذه الفتنة بسهولة ويسر من باب التعصب القبلي والمناطقي وما يعلم هؤلاء انهم سيقعون في فخ نصبه لهم عدوهم ليسهل له إعادة ابتلاع الجنوب من جديد . ايها الجنوبيون عليكم ان تعوا ان أعداءنا يخشون من وحدتنا رغم قلة سلاحنا ولا يخشونا ان تفرقنا وان كثر سلاحنا وعتادنا ففي وحدتنا قوتنا وهزيمة لعدونا فاتركوا صغائر الامور وتنازع المناصب الزائلة فان تمكن منا العدو هذه المرة فلن تقوم لنا قائمة بعد ذلك وسيكون اضطهادنا اكبر واشد وامر من ذي قبل فهلا تعقلون .