بعد أحداث المطار يجب على الجنوبيين رفع حالة التأهب إلى درجاتها القصوى تحسّباً لأي طارئ قد يحدث، والتسلح بالحكمة والعقل وحِسنُ التصرف لإفشال أي مخطط يراد به الفتنة وإلحاق الأذى بهم، من قوى باتت معروفة ولا تخفى على أحد خصوصا على ابناء الجنوب الذين تجرعوا على أيديها شتى صنوف القهر والإذلال خلال المرحلة القريبة جداً من تاريخنا الجنوبي الحديث والتي لا تدع مجال لنسيانها بسبب حداثتها وفظاعتها وما آلت إليه أحوال الجنوبيين بعدها . ظَنَّ وتسرعَ بعض من الجنوبيين بالحكم على ان من اعطى الأوامر "لقوات الحماية الرئاسية" لمحاصرة مطار عدن الدولي وقوات الحزام الأمني التي تسيره والمتواجدة فيه والتي تخضع لإشراف مباشر من قبل دولة الامارات العربية المتحدة تحت قيادات جنوبية، هو " فخامة الرئيس الفذ عبدربه منصور هادي "، وهذا يخالف العقل والمنطق وقوانين الحساب و الفيزياء ، فكيف بفخامة الرئيس حفظه الله ان يأمر بقتل ابناء الجنوب ؟! وكيف به إن يأمر بمحاصرة قوات الحزام الأمني الجنوبية التي تعمل ليلاً نهاراً من أجل استتابة الأمن والاستقرار في عدن وتهيأت المناخ الآمن لعودة فخامته وحكومته لممارسة مهامها على الأرض ومن الداخل بدلاً من ممارستها من خارج الحدود، وإعادة الاعتبار والهيبة لفخامته التي فقدها في صنعاء وفي نفس هذا الشهر منذ عامين !؟. ما وصلنا إليه من حالة الأمن والاستقرار في العاصمة الجنوبية عدن يعود الفضل بالدرجة الأولى إلى قوات الحزام الأمني ودولة الإمارات التي ذللت بكرمها الصعاب الجمة للقوات الجنوبية لفرض حالة الامن المستقرة إلى حد بعيد والتي عشناها قبل تداعيات مطار عدن المؤسفة، فكيف يأمر فخامة الرئيس هادي بمهاجمتها ومحاصرتها ؟؟! ولا يجوز بطبيعة الحال القول إنها "أوامر طائشة من نجل الرئيس هادي" ؟! كما يحاول البعض تصويرها ، فمستحيل ان ابناً باراً للجنوب ك "ناصر" إن يُقْدِم على فعلا خطير كهذا من شأنه فتح فتنه هوجاء في الجنوب لا تنطفي وتخدم بالدرجة الاساسية نظام صنعاء وتأكد على ما قاله صالح مراراً وتكراراً بإن " الجنوبيين سيتحاربون فيما بينهم ولن يتفقوا " . لن نخوض في حيثيات هذه الاحداث عميقا لان هذا ليس في مصلحة احد، بل نوجه في خضم تداعياتها رسالتان سريعتان وقصيرتان، الأولى : لحزب الاصلاح الإخواني المنبوذ من معظم بلدان المنطقة والمصنف كمنظمة ارهابية مفادها أن اتركوا الجنوب وشأنه فللجنوب رجالا يحمونه، فاذهبوا أنتم وحرروا "تبة نهم" التي استغرقتم في محاولة السيطرة عليها زهاء عامين ولم تقدروا عليها ولن تقدروا، فما تحاولوا فعله في الجنوب اليوم شيئاً نكرة. الرسالة الثانية : للخانعين من ابناء الجنوب الذين يرون مصلحة حزبيهما المؤتمر والاصلاح فوق مصلحة الجنوب وشعبه، نقول لهم لا تكونوا خرافا يسيركم الاحمرين وصالح كيفما شاءوا، توقفوا عن ما تقوموا به فورا وعودوا لرشدكم عودوا لحضن الجنوب الدافئ، قبل ان يلعنكم التاريخ ويلعنكم شعب الجنوب العظيم والمنهك، فالوقت ثمين والفرصة سانحة لنيل حريتنا واستقلالنا ولن تتكرر كثيراً في المستقبل المنظور.