الوضع الضبابي الذي نعيشه في الجنوب يجعل البعض منا متخبط في رؤيته للاحداث ومتذبذب في قناعاته وخياراته فتارة يرى اصابة فرضية ما وتارة يرى اصابة اخرى ومما يزيد الطين بلة هو الجهاز العفاشي في الجنوب عبر وكلاء علي عبد الله صالح وادواته التي تنتشر بين شرائح المجتمع الجنوبي والتي لا تكف عن نشر اشاعات خطيرة ومغرضة لاجل زعزعة الامن في الجنوب وايضا لتحقيق هدفها الاسمى وهو "الاقتتال بين اطياف الشعب الجنوبي" سواء كان ذلك الاقتتال على اساس مناطقي او على اساس سياسي والاخير اذا حدث سيكون بين دعاة التحرير والاستقلال و السلطة الشرعية في البلاد . هذه الاشاعات والترويجات الخبيثة التي تبث في اوساط الجنوبيين وان اختلف الكثير منها لكن معظمها تتفق على اساس موحد يريدون اقناع الشعب الجنوبي به وهو "ان دول التحالف العربي تسعى لتقسيم الجنوب والقضاء على القضية الجنويية عبر الحكومة الشرعية" ومما لا شك فيه ان معظم الجنوبيين ان لم يكن كلهم قد سمعوا وتلقوا هذه الاشاعة بطريقة ما . وهي اشاعة يراد من خلفها تمرير مخططات دموية تهدف لصدم الشعب الجنوبي بالحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وايضا تحويل التحالف العربي من صديق للشعب الجنوبي الى عدو له ومن اهداف الاشاعة ايضا تشكيك الشعب الجنوبي برموزه وقياداته التي انخرطت في العمل مع الشرعية .
الشعب الجنوبي للاسف ينجر احيانا لتلك الاشاعات بحكم انها تصدر احيانا من جهات واشخاص ذات ثقة في اوساط هذا الشعب وايضا ان بعض الاحداث قد تاتي موافقة لما تقوله اشاعات الاعداء وما لا يعلمه الشعب الجنوبي ان تلك الاحداث تتم فعلا باذرع خفية تتبع الجهاز العفاشي نفسه التي تتبعه الجهات المروجة للاشاعات ولا ننسى الاشارة لامر مهم جدا هو ان تلك الاشاعات قد لا تحقق مبتغاها اذا ما ضل تداولها وتصديقها محصور بين افراد الشعب الجنوبي فالشعب الجنوبي يتبع قيادات هي من تسيره لكن المصيبة الاعظم ان تلقى الاشاعات رواجا بين القيادات العليا للجنوب والمتحكمة في الشارع الجنوبي وهذا الامر اذا حدث فعلا ستكون له اثار لا تحمد عقباها ومدمرة خصوصا ان قيادات الجنوب لا تسعى ولم تسعى بشكل حقيقي لتكوين كيان سياسي موحد للشعب الجنوبي ولو بصورة سرية ع الاقل .