كثر تناقل أخبار عاجل وهام وقالوا وكثر نسخ ولصق الأخبار دون معرفة مصدر الخبر وصحته عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبذلك يسهم جنوبيون عن غباء في الحرب النفسية والمعنوية ضد عدن والجنوب . لا يستطيع إنكار أهمية الثورة العلمية والتكنولوجية ووسائل الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي إلا جاهل , لكن نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن ايجابياتها وإنما سنركز الحديث عن سوء استخدام تلك الوسائل بحيث تتحول من نعمة إلى نقمة ومن المفيد إلى الضار ومن وسيلة تحت يدينا نتحكم فيها ونفيد أنفسنا ووطننا الجنوبي فيها ونستفيد منها أو قد نفيد ونخدم بها العدو ولو بحسن نية بحيث تصبح وبال علينا وعلى وطننا وأمنه واستقراره ونصبح وأجهزتنا الذكية أغبياء ننقل وننشر ما تروجه عصاباتصنعاء ونحقق لهم أهدافهم الشيطانية ضد أنفسنا ووطننا . حيث تقوم تلك العصابات ببث الأخبار والإشاعات وتسريبها بطرق خبيثة عبر أمنها القومي والاستخبارات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتبحث عن المروجين لتلك الإشاعات والأكاذيب والتي قد يجعلها جنوبيون تنتشر كالنار في الهشيم خلال دقائق يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتُعمم على أغلب الأصدقاء في الفيس بوك وتويتر و الواتس اب وغيرها , إلا تلاحظون معي انه بعد كل جريمة اغتيال أو تفجير في عدن يتم نشر صور لشخص على انه الفاعل أو صور بطائق شخصية وجدت في مكان الحادث , من الذي ينشر تلك الصور ابتداءً ؟ ولماذا تكثر الأخبار عن اغتيال فلان وفلان وتطلع مجرد شائعات؟ ومن ثم أليس من المفترض إن الجهات الأمنية فقط هي من تتحفظ على أي موجودات في مكان الحادث ؟ وهي المعنية دون غيرها بتولي التحقيق في الحادث وهي فقط من تعلن نتائج التحقيق للرأي العام وتحديد من الفاعل إن هي استطاعت معرفة الفاعل , لماذا يترك الأمر برمته للإشاعات والتكهنات ؟ وهل يفتقر الجنوب للكادر الأمني المتخصص والمحترف إلى هذا الحد ؟! وهل الإعلام الجنوبي هش إلى هذا الحد ؟ بحيث تصبح الحقيقة غائبة وتترك الجمهور يسبح في بحر الإشاعات المتلاطم ؟! وهل نسينا أو تناسينا إن هناك جيشاً الكترونياً شمالياً جراراً يعمل على زرع الفتنة بين الجنوبيين ونشر الفوضى ليلاً ونهاراً ... جيش عفاشي - مؤتمري وإصلاحي- أحمري وحوثي ومتحوث ... جيش ومليشيات وخلايا نائمة وخلايا سرطانية نشطة وللكذب والتزوير والفتنة مناسبة وملائمة ، كلها تعمل على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشارع ووسائل الإعلام ضد الجنوب ورأيهم ضدنا جماعي ' جيشهم ومليشياتهم الالكترونية أغلبها تعمل باسماء مستعارة هذا ضالعي وذاك شبواني وهذا أبيني وذاك عدني وهذا حضرمي وذاك يافعي وكل واحد يسب أو يشتم و يسيء أو يتهم منطقة الآخر أو القيادي من المنطقة الأخرى لإشعال الفتنة المناطقية والفرقة بيننا ، فهل ندرك ذلك ونعي ؟!!! وهنا يجب إن لا نغفل أمر هام وهو إن جميع شركات الاتصالات في البلاد تعود ملكيتها للقوى المتنفذة في صنعاء مما يجعلها تعرف محتوى كل الاتصالات والرسائل
كما إن الاطلاع على ما يتم تداوله وتناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس خاصاً بأشخاص محددين , بل يمكن للجميع معرفته وخاصة ما ينشر في الصفحات العامة . وهنا لابد من معرفة مفهوم الإشاعة وماهي أضرارها وكيفية تلافي تأثيراتها السلبية ؟! الإشاعة : الإشاعة لغةًً اشتقاق من الفعل “ أشاع ”، أما الشائعة لغةً فهي اشتقاق من الفعل ( شاع ) الشيء يشيع شيوعاً وشياعاً ومشاعاً ظهر وانتشر، وُيقال: شاع بالشيء : أذاعه.أما الإشاعة اصطلاحا فهي : المعلومات أو الأفكار والأخبار التي بتناقلها الناس، دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع ، أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة . ففي الوقت الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي أحدى الأدوات المهمة فيما يطلق علية بالإعلام الاجتماعي أو الإعلام البديل , إلا أنها نظرا لسوء استخدام البعض لها أصبحت مهددة للأمن ومضرة في وطننا الجنوبي وتخدم العدو . وبحسب كتاب سيكولوجية الشائعة " Psychology of Rumor " فإن انتشار الشائعة يساوي أهمية الموضوع المتصل بالشائعة مضروباً في مدى الغموض حوله، الأمر الذي يعني أن الشائعة تكون أكثر انتشاراً كلما كان الموضوع مهماً وكبيراً، ويشغل حيزاً من اهتمامات الجمهور. والعكس تماماً يحدث إذا ما فقد الموضوع أهميته أو كانت المعلومات حوله واضحة ، ويعرف العلماء والباحثون في علم الاجتماع "الإشاعة" بأنها خبر أو مجموعة من الأخبار الزائفة التي تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتداولها بين العامة ظناً منهم في صحتها ، وتفتقر هذه الإشاعة عادة إلى المصدر ، وتهدف هذه الأخبار إلى التأثير على الروح المعنوية والبلبلة وزرع بذور الشك , وتعرف الإشاعة أيضاً بأنها "ترويج لخبر لا أساس له من الواقع، وتعمد المبالغة أو التهويل والتشويه في سرد خبر أو التغليف عليه بأسلوب مغاير بقصد التأثير النفسي على الرأي العام لأهداف ضرب الأمن ونشر الفوضى ولها أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية وغيرها ". ويتفق علماء النفس والمختصون والباحثون في هذا المجال على أن الإشاعة تعد أحد أساليب الحرب النفسية، فقد ورد في معظم كتب الحرب النفسية أن الإشاعة أسلوب من أساليبها، أو هي وسيلة من أقوى وسائلها، مثلها في ذلك مثل الدعاية وغسل الدماغ أو افتعال الفتن والأزمات وغير ذلك من الأساليب الكثيرة . وللحديث بقية في الجزء الثاني من هذا الموضوع في كيفية التعامل مع الشائعات واحتواء تأثيراتها السلبية ؟