وردت في المعاجم العربية أصل كلمة شاع وأشاع وما نحت منهما بمعان كثيرة ، منها شاع الخبر يشيع شيعاً وشيوعاً ومشاعاً وشيوعة وشيعاناً أي ذاع وفشا. وشاع عنه كذا أي انتشر واشتهر ولم يُكْتَم منه شيء، وشاع بالشيء أذاعه وأظهره ، وشاع الشيء ظهر وانتشر ، وأشاع الخبر نشره وأذاعه، وأشاع النبأ قبل التأكد من صحته. ومن هذا الأصل جاءت كلمة شائعة وجمعها شائعات، وإشاعة وجمعها إشاعات، أي الأخبار غير الصحيحة، والأخبار المبالغ فيها. وترد في بعض هذه المعاجم كلمة شاعة أي الأخبار المنتشرة، والتي يعتقد البعض أنها غير فصيحة أو أنها عامية. وفي اليمن يقولون: فلان يعمل لنفسه شاعة، أي سمعة، ومن ذلك المثل الشعبي " الشاعة كبيرة والميت حمار" أي أن الصيت الواسع أو الكبير لازم كائنا تافها. والشائعة كمفهوم، هي خبر أو تصريح أو حكاية كاذبة، أو نشأت نتيجة تحريف وتشويه معلومات فيها، أو إضافتها إليها بصورة مقصودة، وتنطلق في وقت محدد من مصدر مجهول أو غير مجهول، وفي ظروف أو أحداث هامة ليصدقها الجمهور المتلقي لها . أي أن للشائعة مصدراً وموضوعاً وهدفاً ووسيلة وناقلاً ومتلقياً، ويكون موضوع الخبر أو الحكاية مرتبط بأهم أحداث الساعة، أو يسبق حدثاً متوقعاً، أو يعزز قناعة قائمة، وكلما كان الحدث هاما أو كبيرا وغير واضح يؤدي إلى إطلاق شائعات كثيرة وقوية أيضا. وهذا المفهوم الذي تكون لدينا يختلف قليلا عن مفهوم الشائعة أو مصطلح الشائعة التقليدي الذي وقفت عليه في المقالات والكتب التي اطلعت عليها حيث تعرف الشائعة في المفهوم التقليدي بأنها خبر غير صحيح حول قضية يتناقلها الجمهور شفاهة، وينتشر ببطء أو بسرعة، دون معرفة مصدره الذي يبقى مستترا . على أنه يمكننا إضافة ملاحظة على المفهوم التقليدي، وهي أن الشائعة ليست دائما خبرا كاذبا كله، وليس كل شائعة مجهولة المصدر أو أن الهدف منها غامض دائما، فالغموض مرتبط بالحدث وليس بالهدف، ولذلك تنشأ الشائعة وهذا الغموض مرده إلى غياب المعلومات الصحيحة، عندما لا يوجد غموض لا توجد شائعة، كما أن الشائعة بطيئة الانتشار لم يعد لها وجود في هذا العصر، كما أن هناك خبرا حقيقيا يكون مصدره معروفا ولكنه يتحول إلى شائعة مقصودة على أيدي الذين ينقلونه إلى الجمهور بصورة مختلفة بعد أن يضيفوا إليه معلومات ليست منه.