لم يكذب نزار قباني في رائعته الرائعة والواقعية حين قال هذه البلاد شقة مفروشة يملكها شخص يسمى عنترة نعم أقولها بصراحة وبمرارة نعم هذه البلاد ملك لعنترة فهي له حتى وإن حاولنا تسويف الأمر أو تزييفه وقلب حقائقه ووقائعه نعم هي ملك لعنترة . ولكن عنترة المقصود في قصيدة نزار الرائعة المروعة هذه البلاد ملك لعنترة هو شخص واحد وهو الحاكم الظالم بينما في موضوعي المعنون - هذه البلاد ملك لعنترة - أقصد فيها عنترة أنا وأنت وأنتي وأنتم وأنتن نعم عنترة موجود في كل شخص فينا على جميع أرجاء هذا الوطن المتهالك والمتشابك والذي هتكت حضارته وتاريخه بفعل فاعل ومهما طال به الزمن سيصبح مفعولآ به لامحاله شاء أو أبى لأن الله يمهل ولا يهمل فهذه حكمة الرحمن جل جلاله . عنترة دو الصورة والطلة البهية في واقعنا أضحى قبيح المنظر حقير النوايا الله يرحمك ياعنترة . نعم الصورة القبيحة لعنترة والتي صورها الشاعر الراحل ، فالرحيل يكون أحيانآ أجمل من البقاء وإن كثر السخاء ، صورة عنترة قبيحة التكوين موجودة فينا بحكم واقع آليم وماضي أكثر إيلام نتيجة لسنوات كثيرة متراكمة من سياسات وقياسات خاطئة لواقع لم يتفق الجميع على قراءته بلغة عربية فصحى ولا حتى باللغة الدارجة المكسرة ولا حتى المفحتتة زي الغريبات حق أيام زمان . أيام زمان كلها ماتت وأصبحت ذكرى وكوابيس تلاحق واقعنا يومآ بعد يوم مازلنا رغم كذبنا وزيفنا وفشلنا الذريع مازلنا نلوم الماضي وهذا دليل واضح على إخفاقات من يتخذون القرار ومن تحتهم ومن تحت تحتهم ومن بقية الشعب . الصراحة صعبة ومخيفة ولايحبذها الكثيرون من تعودوا يطرطشوا مع الموجة ويداهفوا مداهفة أهم حاجة يمشوا وزي البقية وينتعشوا ، الكل حين يجلس على أي كرسي مهما علا أو قل شأنه يتحولون الى عنترة ،،، نعم أنا عنترة .
الخلاصة ..
لم يعد في الأرض عمر لم يعد في الأرض عمر لم يعد في الأرض عمر لم يعد في الأرض عمر