كانت جامعة عدن منبرا علميا له مكانته ومشهودا لها كجامعة عريقة تخرجت منها مشاعل نور أضاءت وحلقت في سماء الجنوب في أيام خلت وظل إشراقها وإشعاعها متقدا حتى اطفأته وحدة الخديعة والفيد والاسترزاق ، فتعاقب على قيادة جامعة عدن من افقدها تلك المكانة واذهبوا عنها نورها وإشعاعها ذاك ، وحل بجامعة عدن واستوطنها بعد ذلكم النور والإشعاع ظلام فساد عظيم استشرى ونما وانتشر بين جنباتها حتى فاحت رائحته وأزكمت الأنوف بفعل عصابات الحرس القديم التي كانت تنفذ سياسة تدمير ممنهجة توحي بها وتمليها عليها عصابات صنعاء والتي انتهجتها عمدا بقصد تدمير جامعة عدن من الداخل وهذا ما تم بالفعل من خلال إتباع سياسة خاطئة في قبول الطلاب غلبت الكم على النوع وكذا التعيين العشوائي لأعضاء الهيئة التعليمية دون ضوابط ومعايير تذكر بل كانت تتم وفقا للإنتماء الحزبي والتوجه السياسي وذلك على حساب الكفاءة والأحقية وهذا سبب من أسباب عدة أدت إلى تراجع جامعة عدن وفقدانها لمكانتها وحضورها بين الجامعات العربية ، إضافة إلى اتباع سياسة التمدد الأفقي بافتتاح فروع لجامعة عدن في المدن والمديريات وهذه سياسة خاطئة ومدمرة لم تخدم التعليم الجامعي وتطويره بتاتا وانما أضعفته وافقدته أهميته ونوعيته وما مخرجات التعليم في السنوات السابقة إلا خير شاهد ودليل ، فقد كان الأجدر بدلا عن توسع الجامعة أفقيا توسعها عموديا وهي الطريقة المتبعة في كثير من جامعات العالم . المهم هكذا اراد الاحتلال اليمني ان يعاقب جامعة عدن وقد تم له ما أراد وبأيدي جنوبية في معظمها للأسف الشديد حيث كانت أدوات طيعة بيد ذاك المحتل تنفذ ما يريد خوفا على فقدان مصالحها الشخصية على حساب مكانة وسمعة جامعة عدن وتهميش لأجيال من أبناء الجنوب ، ولم يكتف هؤلاء ان يكونوا أدوات بل كانوا خشب مسندة لا حراك لها ولا حول لها ولا قوة كانوا أشبه بدمى وريبوتات حملت في يدها معاول الهدم والخراب والعبث واستمرت في عبثها واستمر معه فسادها ينخر في عضد جامعة عدن وبنيانها الشامخ حتى أوصلها إلى الحال التي هي عليه الآن . واليوم وبعد انتصار أبناء الجنوب وتحرير أرضهم وجامعتهم من عصابات المحتل اليمني فإننا ننظر بعين المراقب الحريص والمحب وننتظر من رئيس جامعة عدن د. الخضر ناصر لصور كأول رئيس لجامعة عدن بعد التحرير أن يقول لذلك الحرس القديم كفى فسادا وتدميرا لجامعة عدن ، وان يعيد لجامعة عدن مكانتها التي كانت تحظى بها أيام دولة الجنوب ، كما نريد منه ونطالبه بإحداث تغيير حقيقي في البنية الهيكلية والتعليمية للجامعة والقضاء على الفساد وتعطيل منظومة لوبي الحرس القديم وإيعادها نهائيا من مفاصل القرار في الجامعة كمنظومة ظلت ولازالت حتى اللحظة تدافع وتحمي ذلك الفساد ، فإن فعل ذلك رئيس الجامعة وهو له أهل وبه جدير وبتعاون الخيرين معه فإنه بذلك سيكتب اسمه بأحرف من نور في سجل تاريخ جامعة عدن العريق وسنظل نحن والأجيال القادمة نتذكره بهذه الأفعال والأعمال الجليلة ونذكرها له كمناقب وحسنات وخصال حميدة ويصدق فيه قول المعري: "وإني وإن كنت الأخير زمانه .. لآت بما لم تستطعه الأوائل " . ولا نريد له أبدا ان يكتفي بقول الشاعر العربي: " ما انا إلا من غزية ، فإن غوت غويت ، وإن ترشد غزية أرشد " . ولكن وللأمانة أقولها فإني اتعشم خيرا في رئيس جامعة عدن الدكتور الخضر لصور بأن يحدث تغييرا ونقلة نوعية في مسيرة جامعة عدن وهذا ما لمسته من خلال متابعاتي للرجل وسماعي وقراءتي لمقابلات معه إذ لمست من حديثه ان الرجل لديه فكر تنموي وتطويري ولديه إستراتيجية للنهوض بجامعة عدن والسعي لاستعادة مكانتها الرائدة واللائقة على المستوى الوطني والعربي ، فهو شخص تتوافر لديه كل مقومات النجاح الشخصية والذاتية والموضوعية للخروج بسفينة جامعة عدن إلى بر الأمان ومن ذلك امتلاكه الفكر والإستراتيجية والكفاءة والمقدرة الإدارية وقوة اتخاذ القرار ومن يمتلك هذه المقومات فلا شك أنه سيمتلك القدرة على الفعل والعطاء وروح المبادرة والتأثير سيما وان الدكتور الخضر لصور هو أحد أبناء هذا الصرح الشامخ "جامعة عدن" وأحد أكاديمييها المشهود له بالكفاءة العلمية والحنكة الإدارية وكاريزما القيادة التي اكتسبها منذ قيادته للقطاع الطلابي أثناء الدراسة الثانوية والجامعية وهو لا شك على دراية تامة بكل المشكلات والصعوبات وما عانت وتعاني منه جامعة عدن أمس واليوم وسيعمل على حلها ما استطاع إلى ذلك سبيلا . ولكن أقولها بصدق إن الطريق صعب وشائك وأنه سيواجه صعوبات جمة وتمترس لحرس قديم ظل لربع قرن يستشري فساده ويدمر وينهب كل مقدرات الجامعة ولكن يبقى الأمل موجود والرهان معقود ، فبالإرادة والتصميم سيحدث التحول والتغيير المنشود ، وحتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود للرجل ينبغي علينا جميعا مساعدته ومؤازرته والوقوف إلى جانبه ليس ذلك حبا في شخصه ولكن لكي نخرج جامعة عدن من النفق المظلم التي هي فيه اليوم ، لذا ينبغي قبل الحكم على الرجل سلبا أو إيجابا علينا التريث والانتظار والصبر وإعطاء الرجل فرصة ، أنا أرهن على شخص رئيس الجامعة الدكتور الخضر لصور في إحداث التغيير والطفرة وأتمنى أن لا يخيب رهاني .. فقط انتظروا إنا منتظرون .