ترجّل أبو هاني شهيدا مدافعا عن الدين والعرض والأرض في ميادين العزة والشرف بعيدا عن كاميرات التلفزة وأقلام الصحافة وهذيان مواقع التواصل الاجتماعي. لربما أن الكثير لم يكن يعلم أن أباهاني ذلك الرجل يحمل رتبة عسكرية وضابط في السلك العسكري وذلك للبساطة التي يعيشها الرجل والذي لم ألتقيه سوى مرة واحدة في حياتي وكانت بالصدفة فوجدت فيه مثالا للتواضع والبساطة وقد كان منزله البسيط خير دليل على تواضع الرجل. عقب استشهاد البطل أبوهاني صالح الصبيحي الشهير ب(زقلة) -وفي اللقب شيئ من تلك البساطة- وعند مراسم العزاء انكشفت الحياة البسيطة لذلك الرجل في مسكنه المتواضع بعد زيارة عدد من القادة لتقديم واجب العزاء والتقطت بعض العدسات صورا للبيت البسيط وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي . حينها أطلق القائد أبومشعل الكازمي مبادرة تمثلت ببناء منزل لأسرة الشهيد أبوهاني وقد تفاعل مع ذلك الإعلامي عادل اليافعي وأطلق حملة جمع التبرعات والتي هي مستمرة لإتمام العمل بشكل جيد. هذه خطوة جيدة من رموز جنوبية تمثلت بالكازمي واليافعي يستحقون الشكر عليها وتحسب في رصيدهم المتميز. تمنيت أن تأتي هذه المبادرة من الحكومة الشرعية التي قضى أبوهاني نحبه مدافعا عنها وهو يأوي إلى ذلك البيت الصغير المتواضع وممثلو تلك الحكومة في الفلل والفنادق الضخمة لكن للأسف الشديد هذه هي الحياة الأبطال يضحون والجبناء يجنون الثمار . في الأخير تذكير ولعل الذكرى تنفع المؤمنين ..ليس أبوهاني الوحيد من القيادات التي تعيش هذه الحياة البسيطة والمتمثلة بالتهميش الكثير من الأبطال يعيشون على شاكلة البطل أبوهاني. نم قرير العين أباهاني فقد نلت الشهادة التي كنت تبحث عنها وخلّد التاريخ ذكرك وضربت مثلا للبساطة والتواضع والتضحية في زمن التهميش فلا نامت أعين الجبناء.