تتذكر سلوى عبدالرحيم منزلهم المدمر بحي القطيع في عدن حيث عاشت فيه منذ 25 عام مضت قبل ان تجبرها الحرب الأخيرة على مغادرتها بعد تعرضه للقصف الذي أودى بحياة عدد من الأشخاص . ومنذ ابريل من العام 2015 باتت "سلوى" وأسرتها المكونة من 10 أشخاص يقطنون منزلا بالإيجار بحي المنصورةبعدن . منذ أشهر مضت حمل والد سلوى ملفه الصغير الذي يحوي قصاصات ورقية بينها أخبار صحف وصور فوتوغرافية تحمل صورا للمنزل المدمر إلى المسئولين في الحكومة طالبا إعادة بناء منزله المدمر . ومنذ ذلك الحين لم يستجب احد لمطالبه . تقول "سلوى عبدالرحيم" أنهم باتوا مهددين بالطرد إلى الشارع بسبب عدم قدرة أسرتها على سداد الإيجار حيث يتأخر صرف مرتب والدها منذ أشهر مضت . مئات الأسر مثل أسرة عبدالرحيم تنتظر حتى اليوم إعادة اعمار مادمرته الحرب في "عدن" لكن دون جدوى . شهدت مدينة عدن منذ ال 26 من مارس 2015 وحتى ال 17 من يوليو 2015 حرب مدمرة دمرت مئات المساكن في عدد من المديريات . ويطالب الأهالي الحكومة والهيئات الدولية بسرعة إعادة الأعمار خصوصا مع الاستقرار الكبير للأوضاع في المدينة التي تقول الحكومة اليمنية أنها باتت عاصمة مؤقتة لها . ويعد ملف إعمار عدن من الملفات الأكثر جدلاً في المدينة الى جانب ملف الخدمات والأمن . وتتجاذب الحكومة اليمنية والسلطة المحلية بالمدينة الاتهامات حول من سيمسك ملف الإعمار بالمدينة، فيما يظل السكان الخاسر الأكبر والأوحد في هذه المعمعة . وأبدت الحكومة اليمنية استعدادها للبدء بإعمار المدينة ولكن أياً من أعمال الإعمار لم تبدأ حتى الآن . وتقول الحكومة أن ستوسد أمر إعادة الإعمار وترميم المنازل والمباني المتضررة الى شركة مقاولات خاصة، وهو الأمر الذي يرفضه الكثير من المتضررين. ويتسأل بعض المتضررين الذين بادروا لإعادة ترميم منازلهم من اموالهم الخاصة أو من قروض بنكية . وكان اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن فد قال خلال مؤتمر عقده في ديوان المحافظة أن الصندوق الإجتماعي للتنمية استلم شيك بمبلغ 2 مليون دولار وسيقوم خلال الايام القادمة بترميم وبناء ما هدمته الحرب كمرحلة أولى في عدن . مؤكداً ان السلطة المحلية هي من ستشرف على ملف الإعمار بالمدينة، قبل أن يقوم بتسليم الملف لوزارة الأشغال العامة والطرق بالحكومة الشرعية . ومؤخراً أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي أن المملكة العربية السعودية قد أعلنت تخصيص 10 مليار دولار لإعادة الإعمار في اليمن . وقال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر في وقت سابق، أن البلاد تحتاج 100 مليار ريال يمني لإعادة الإعمار في اليمن . وحتى اليوم وبعد حوالي العامين من نهاية العدوان على عدن يبقى ملف الإعمار بالمدينة يراوح مكانه، في ظل الصمت الرهيب من الحكومة والسلطة المحلية .