الرئيس علي ناصر محمد قادر بأن يحقق الكثير للجنوب دون مبالغة أو انحياز، الرئيس علي ناصر محمد يمتلك قدرات في العمل السياسي قد لا تتوفر في غيره. يمتلك المناورة السياسية واقتناص الفرص في وقتها، وأعتقد هذه ميزة حصرية لا تتوفر إلا في القليل النادر من السياسيين الجنوبيين. علي ناصر محمد لديه امتداد سياسي طويل مربوط بعلاقات مصالح سياسية مع أطراف سياسية عربية ودولية ويجيد بحنكة طريقة البقاء على علاقة قوية مع كل تلك الاطراف السياسية على اختلاف توجهاتهم إلا أنه يظل على مسافة واحدة معهم جميعا ما يساعده ذلك على استمراره رمزا قياديا سياسيا فاعلا على مستوى الساحة العربية والدولية. قد يفكر البعض ان الرئيس علي ناصر صاحب انحياز سياسي الى جانب اطراف سياسية دولية او عربية، وفي اعتقادي ان هذا التفكير سطحي ولا يمتلك مقومات البناء عليه ومن خلاله تحديد توجه الرئيس علي ناصر محمد وانحصاره في زاوية سياسية معينة. الحقيقة برغم معرفتي وعلاقتي الطيبة مع كل الرموز السياسية الجنوبية السابقة واللاحقة وأحترمهم كلهم بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع بعضهم في بعض وجهات نظري المتواضعة التي قد لا ترتقي إلى مستوى تلك الرموز وتجربتها ومعرفة عمق المناورات واللعب الدولية السياسية إلا انني لا اجعل من اختلاف وجهات النظر مركز حقد وكراهية لمن أختلف معه بل أجتهد اكثر في معرفة الحقيقة حول ما تم الاختلاف عليه مع هذا او ذاك من رموز العمل السياسي . معترف في قرارة نفسي أنني لن أكون أكثر وعيا أو إدراكا من صاحب تجربة سياسية خاضها منذ نعومة أظفاره حتى بلغ هذا العمر، وآتي اليوم أنا بعد أن أجبرتني الظروف على الانشغال بعمل سياسي على كبر وأجعل من نفسي عبده الفاهم والمعلم. من السذاجة ان لا يدرك المرء مستواه في أمور سياسية صعبة ومعقدة وخيوطها مترابطة وسهلة الانقطاع ان لم يدرك كيفية التعامل معها حفاظا على عدم بترها ويصبح ضحية بسبب انه من خدع نفسه في ما لا يعلم عنه شيء غير انه واهم بأنه فاهم. أعود إلى الأخ الرئيس علي ناصر محمد.. رجل هادئ الأعصاب يتعامل مع كل الامور بهدوء وذكاء سياسي لا يظهر على ملامحه أثناء الجلوس معه غير الهدوء، وأما الذكاء فلا تلاحظ منه شيء لأنه يتعمد أن يجعلك تخرج من عنده وأنت تشعر بأنك أنت الذكي وأنت المعلم وهو كطالب العلم منك. هذه ميزة فريدة وحصرية لا توجد إلا في شخص الرئيس علي ناصر محمد، لا ينفعل اطلاقا مهما اختلفت معه، وعند إصرارك على رأيك تجده يظهر لك وكأنه اقتنع برأيك ويتركك تخرج مبسوطا من عنده، ويمر الزمن وتجد أنك طلعت أي كلام وأنك وقعت في ما سمعته من الرئيس علي ناصر في بداية حديثك معه. إلى هنا وأكتفي لأن الحديث يطول حول الرئيس علي ناصر محمد، واختصر قولي بأنه من الواجب الوطني الجنوبي أن يكون كل رموز العمل السياسي الكبار في وفاق لأن الظروف على الواقع الجنوبي تغيرت كثيرا ومن العقل والمنطق أن يلتقي عبدربه منصور وعلي ناصر والبيض والجفري والعطاس ويتجاوزون أي تباينات ويرسون بنا على بر . الفرصة متاحة اليوم مع ما تحقق من تقدم على الأرض في الجنوب لنيل حريتنا قد لا تكون غدا متاحة، فهل أنتم مستعدون للتنازلات لبعضكم بعيدا عن التعالي وأمراض العظمة والعظيم هو من قدم مصلحة شعبه على طموحه وهواجسه الذاتية. نحن نبحث عن وطن وعن حرية وأنتم لكم القيادة بس، أخرجونا من نفق القهر والظلم والاستبداد والاحتلال . العالم يريد صوتا واحدا وقيادة واحدة يتعامل معها بشان قضية شعبنا الجنوبي العادلة.. فهل أنتم فاعلون ليذكركم التاريخ بأفضل ذكرياته وتختتمون تاريخكم النضالي بأنصع الصفحات التاريخية.