واصلت مجلة " يافع " الورقية الشَّهرية الثقافية الاجتماعية الشاملة ، ألقها السَّاحِر الأَخَّاذ ، شكلاً و مضموناً ، و تميزها في إبراز فنون العمل الصحافي ، مُتَعَدِّد المَشَارِب ، بمهنية عالية و حرفية باسقة ، بقيادة رئيس تحريرها ربانها البارع الأستاذ الجامعي و الأديب و المفكر و السياسي و الشاعر الكبير الجهبذ محمد بن محمد العولقي ، يحفظه الله و يرعاه . قُرَّاء مجلة " يافع " الأوفياء ، تناولوا ، و السعادة تغمرهم كما هو ديدنهم شهرياً نسخهم الخاصة بهم ، من عددها الجديد " الثالث " المُكَرَّس لشهر أبريل " نيسان " 2017 م ، الذي صُدِرَ هذا اليوم الأربعاء ، و جرى توزيعه صباحاً في جميع أسواق مكتبات العاصمة الجنوبية عدن و محافظات و مدن الجنوب ، و في سائر أكشاك بيع الصحف و المجلات ، لِتُشْبِع نهمهم و تنهض بوعيهم الفكري إلى الأمام .
المجلة نفسها ، و بالرغم من فرادتها و اختلافها عن الصحافة النَّمَطِيَّة الرَّاهِنة ، و لأنها كذلك فهي تحتل المكانة المرموقة ، في نفوس قرائها كافة ، و في وقت قياسي ظفرت بذلك ، إلَّا أننا اليوم فوجئنا بالنبأ الصَّادِم المُتْمَثِّل في معاناتها المادية المريرة ، و وجدناها تُصَارِع من أجل البقاء في شارع الصحافة الورقية الجنوبية بصفائحها الطباعية المصقولة الرقيقة ، و أضحى شبح احتجابها عن الصدور ، يُهَدِّد مسيرتها الإصدارية المصيرية التنويرية المهمة جداً للمجتمع ، و يَقِضُّ على مضاجع مريديها المخلصون لها ، بسبب أحوال ضائقتها المالية الشديدة ، و عثراتها الكبيرة ، التي تعصف بريح هواء رياحينها الطَيِّبَة ، في هذا الصعيد حالياً ، و نتمنى هنا لإدارتها التحريرية التوفيق كله ، في تجاوزها هذا العارض المادي المؤلم ، لتظل وحدها المِنَصَّة البَرَّاقَة المتلألئة و الشَّمعة الطَّليعية المُضيئة في صحافة المجلات الثقافية العامة الجنوبية ، في هذه الأثناء ، و الألماسة الثمينة في أيادي كل من عشقها و تعلق بها و صار متيماً في غرامها ، و يشعر بفقدان شيء نفيس عليه ، إذا تعرَّضت إلى أي طارئ عاثر قسري ، يحول و يحاول بائساً دون متابعتها صدورها المرن ، غير المُتْخَيَّل حدوثه ، و لا يتقبَّله محبوها البَتَّة .
في هذا النِّطَاق ، أوضح الأستاذ محمد بن محمد ناصر العولقي ، رئيس تحرير مجلة " يافع " ل " عدن الغد " ، في تصريح صحافي مقتضب . . بقوله : (( إن إعلان الاحتجاب هو احترازي ، بسبب مصاعب مالية ، و لقد أعلناه رسمياً تَحَسُّبَاً لعدم مقدرتنا على إصدار العدد القادم ، أي الرَّابع من المجلة في شهر مايو " أيار " 2017 م ، و لكن توجد هناك جهود تُبذَل لمحاولة إنقاذ المجلة من الاحتجاب ، و ربما تُكَلَّل بالنجاح بإذن الله تعالى ، لتستمر المجلة في الصدور الشهر المقبل )) .
و إلى دوحة العدد الثالث ذاته ، من مجلة " يافع " ، نعود ، و نطوف في محتوياته الشَّائِقَة بصنوفها النوعية و فيها نصول و في عوالمها نجول ، إذ انبَلَجَت في العدد مُتَجَلِّيَة بإشراق العناوين العريضة المُنَوَّعَة التالية : (( رئيس تحرير مجلة " يافع " يوضح سبب إعلانه احتجاب المجلة عن الصدور إلى أجل غير مسمى ! ؟ )) ، و : (( مهنة البحث عن العرائس . . الخَطَّابَة . . يا بخت من نفع و استنفع ! ؟ )) ، و : (( استراحة جبل " خَنْفَر " و سورها العظيم )) ، و : (( حكاية أُمِّ الأسماء الثلاثة . . و " مُحَافِظ " لم يُخْلَق مثله في البلاد )) .
العدد الحديث عينه ، تَرَنَّمَ عازفاً أجمل السيمفونيات الفنية الغنائية ، حينما : (( نَشَرَ في كَبِد صفحاته القَيِّمَة لقاءً صحافياً فنياً مع المُطرِبَة الكبيرة : " أمل كُعدُل " ، التي رَوَت لمجلة " يافع " حكايتها مع فخامة الرئيس الجنوبي الأسبق " علي ناصر محمد " ، و الوزير الأسبق الشهيد " علي أحمد ناصر عنتر " ، و فخامة الرئيس الهندي ، و فخامة الزعيم الليبي الشهيد " مُعَمَّر القَذَّافِي " ، و كَشَفَت الفنانة " أمل كُعدُل " ، أيضاً في اللقاء ، عن سبب رُعبِهَا من الموسيقار العدني " أحمد قاسم " ، و لماذا قال لها الموسيقار " المُرشِدِي " : " دورتي الفلك على فخامة الزعيم العربي المصري الرَّاحِل " جمال عبد الناصر " ؟ ! " )) . . فيما : (( البرفيسور السَّيِّد " نزار محمد عبده غانم " ، كَتَبَ لمجلة " يافع " ، معلومات تُنْشَر لأول مرة عن خفايا العلاقة ما بين " شاعر لَحِج " الأمير الرَّاحِل " أحمد بن فضل بن علي بن محسن العبدلي " القُوْمِنْدَان " و " شاعر عَدَن " الدكتور الرَّاحِل السَّيِّد " محمد عبده غانم " )) . . و : (( الشَّاعر الرَّاحِل " عمر عبد الله نسير " و الأغنية الأبينية )) .
(( الأستاذ الدكتور علي صالح الخُلَاقِي ، من جانبه ، خَصَّ مجلة " يافع " في عددها الثالث ، بكتابته لها مادة رصينة بعنوان : " البيت اليافعي مَرَة ، و بَقَرَة ، و مَدفَن ذُرَة ! ؟ " . . " تقنية و وظيفة مدافن الحبوب في يافع " )) . . و : (( نَشَرَت مجلة " يافع " ، كذلك ، معلومات كانت مجهولة عن تأريخ مدينة " جِعَار " ، و " لجنة أبين الزِّرَاعِيَّة " ، و " هِجْرَة سَادَة الوَهْط " ، و " قبائل لَحِج الى جِعَار " )) . . و : (( يوميات صحافي عَدَنِي زار دلتا أبين في العام 1948م ، و نُشِرَت في العام نفسه )) .
و في اتجاه المنوعات المُشَوِّقَة عَرَّج العدد ، على : (( فيلم " الرِّسَالَة " للمخرج العالمي مصطفى العَقَّاد . . خفايا و أسرار و طرائف و أحداث مُدهِشَة أبطالها ملوك و رؤساء دول و شيوخ دين و ممثلون عالميون )) .
و من تأريخ الإرث الصحافي لأرشيف مجلة " يافع " الأُم العدد الثالث الصَّادِر في شهر أغسطس " آب " 1965 م : نَشَرَت المجلة (( لقاءً صحافياً رياضياً مع الكابتن " حيدرة أبو بكر البيتي " تَحَدَّث فيه إلى " منصور عطوي " عن تأسيس نادي " خَنفَر " ، و تأريخه و إنجازاته و مشاكله )) .
و في منحى نسمات الأحاسيس الوجدانية ، نَشَرَ العدد : (( أقاصيص أدبية ل : " عبد العزيز " محسن سالم بن بريك " )) ، و : (( بوح حروف ل " جميلة المطري " )) . . و ترفيهياً : (( كاريكاتير للفنان " فضل العقيلي " ، و " بَسَّام الحَرُوْرِي )) . . و : (( الكلمات المتقاطعة ل " العانتين " )) .
و وقف العدد ذاته ، شعبيَّاً ، إزاء : (( تداعيات الموقف الشعوري عند " امسعيدي " و " فتاة زنجبار " )) ، و حفل العدد ب : (( قصائد شعبية للشعراء : " ابن دلوة " ، و " علسة " ، و " الوصي " )) .
و في الصفحة الأخيرة للعدد عينه : (( شَرَحَ الدكتور " عبد الحكيم باقيس " ، معاناته مع " النَّمْل " ! ؟ )) .
العدد الثالث من مجلة " يافع " مترع بالمواد الصحافية الإبداعية الغنية و بأسماء أصحابها الذين يتقدمون المشهد الثقافي التراثي للبلد ، و ينهضون بتنميته الإنسانية ، و عدد المجلة جدير جداً باقتنائه و الاطلاع عليه من غلافه الأول إلى غلافه الأخير ، و أرشفته توثيقاً له ، و ذلك نظير أعداد المجلة السالفة ، عند إعادة إصدارها الثاني في القرن الميلادي هذا ال 21 ، عقب صدورها الأول منتصف القرن الفارط ال 20 ، لكون مجلة " يافع " ، تُشَكِّل الساعة مرجعاً وطنياً فولوكلورياً شعبياً أصيلاً ، قطعاً لن يُسْتَغنَى عنه و لن يُفَرَّط فيه .