كان المندوب المصري في الاممالمتحدة امينا مع نفسه ومع امته ومع الانسانية جمعا حين قدم التوصيف الحقبقي للحرب في سوريا - وفي حروب دول الخريف العربي بالمجمل- ففي غمرة عواصف التاييد والاستنكار لعدوان مطار الشعيرات جاء الموقف المصري ليضع النقاط على الحروف وبشكل ادهش المراقبين . ربما قرأ البعض ان من الجرأة ان تتخذ القاهرة موقفا لاينافق الادارة المتصهينة في واشنطن خاصة ان الرئيس المصري كان عائدا للتو من زيارته لترامب التي وصفت بانها حملت اعترافا اميركيا صريحا بجوهرية الدور المصري في المنطقة وتسليمه كل ممكنات التفويض لاطفاء الحرائق المشتعلة في الجوار. قالت الدبلوماسية المصرية على لسان مندوبها الاممي : " ان الصراع في سوريا سيكون ضحيته الشعب السوري فقط ، وان الحرب التي تدور هي حرب بالوكالة !! وان توقفها بيد القوى الكبرى التي اشعلتها . هكذا سكبت مصر جردلا من الماء البارد على مختلف الاطراف / الادوات لتفيق من حالة غيبوبة طويلة يغذيها كل طرف بالشعارات الجوفاء والنفيخ المزيف واتضح انه ان الاوان لإزاحة سخافة سقيفة بني ساعدة وحماية اعراض الصحابة في ضفة ما من الصراع الى دحر ادعاء الرغبة في تحقيق الديمقراطية ومقاومة المشروع الصهيوني كادعاء مرجف على ضفة اخرى من النزاع ربما تكون الخلافات بين الدول الكبرى هي سبب الصراعات الا في الحالة الراهنة لقد ثبت فعليا ان الحروب احيانا تقوم بسبب " التوافقات " !!!! وقائع المشهد تؤكد ان الحرب كحاجة استعمارية تهدف الى تغيير الخرائط وتقسيم الدول على اسس عرقية وطائفية سترتطم بكتل اجتماعية وسياسية صلبة وهنا تبرز الحاجة الى ادوات المعركة المحلية لتفتيت تلك الكتل الصلبة ..عبر ضرب الشعوب والطوائف ببعضها البعض وفي النهاية تقف تلك الادوات على جثث الضحايا لابرام التسوية الختامية . وبالاضافة الى انتعاش التبرم المصري وضهوره العلني ازاء القضية السورية متسلحا بنجاحات دبلوماسية حققتها الادارة المصرية مؤخرا فان الامر امتد ميدانيا على الارض بتجاوز الجيش المصري الخطوط الحمراء التي حددتها اتفاقية كامب ديفيد ليبسط سيطرته على كامل سيناء التي يخوض فيها حربا ضارية حقق فيها ضربة موجعة للتنظيمات الارهابية في منطقة جبل الحلال رغم ان الاتفاقية المذكورة. لاتجيز له الانتشار على كامل ارض سيناء سوى للاغراض المدنية كاطفاء الحرائق على سبيل المثال . من الواضح جدا ان الدور المصري يتمظهر بشكل يضفي عليه قدرا كبيرا من التميز والمغايرة بدء من توصيفه لطبيعة الصراع الى الغموض الايجابي الذي اربك الجميع وينذر لاشك بتواري هيمنة ايرانية سعودية اسفرت عن ملايين القتلى والجرحى والمهجرين والايتام والارامل بدعاوى مذهبية سخيفة