عدن ورغم تتابع النكبات والصراعات والحروب تعيش اليوم في وضع لا يحسد علية إطلاقا .. في عدن قوى سياسية حراكية منقسمة ، وأحزاب سياسية لا تعمل إلا في المكايدات السياسية الخبيثة والتي لا تمتلك مشروع وطني حقيقي ، وطابور طويل من المزايدين عليها وعلى قضيتها الجنوبية ، عدن يحتلها ويتخلل فيها وهم الانفصال الكبير ، عدن تنتشر فيها الشعارات المتشنجة الثورجية التي لا تجدي نفعا ، عدن يموت فيها الصوت السياسي الواعي والمدرك ، عدن يخترق مدنيتها وسلميتها العقل الريفي المجنون ، عدن تتقاسمها المليشيات المختلفة ، عدن يحاصرها الوعي المناطقي القبيح ، عدن يتسللها العجز الكبير للسلطات المحلية ، عدن دول التحالف العربي تتجاهل صمودها الفريد وعنفوانها الثوري في الكفاح والمقاومة ، عدن ترحب بالجميع من حولها لكنها لم تجد من يحتضنها بدفئ وحنان ، عدن يعذبها الماضي العريق ، عدن يعود يومها الأسود يناير على شكل عقليات عقيمة ، عدن يتربع عليها أمراء الحروب وتجار الموت ، عدن في سجن كبير من القمامة والقاذروت الفاسدة ، عدن ينتابها المرض المزمن في تردي الخدمات الأساسية والضرورية . عدن يجعل منها الشرعجيون رائدة اليمن الاتحادي الزائف ، عدن ترفض التنازل سياسيا مقابل الخدمات ، عدن محافظها محاصر بين لوبي فاسد سابق ، ولوبي مظلوم يريد الارتزاق ، وقضية جنوبية تبكي كل يوم في ضميره ، وتجاهل شرعجي متعمد ، ووعي عسكري فاشل في اي عمل اداري ناتج عن قلة الخبرة في العمل المؤسسي ، عدن لا تدري كيف تنفذ تعليمات الإماراتي المقنع خلف سياسة التوسع ، عدن لا تعرف كيف تتصرف ببساطة مع المال السعودي المزدوج ، عدن ترعبها أهداف معاشيق ، ويزعجها ضمير الجنوب ، والغيبوبة تأتيها دائما عند سماع طفل يبكي من الحر الشديد ، وشهقات دكتور جامعي لا يجد علبة الأوكسجين الصناعي نتيجة للربؤ الذي يعاني منه منذ الوحدة المشئومة ، وانين مقاوم مصاب لا يتجاوز العشرين لم يجد من يقدم له الدعم الكافي لعلاجه ، وقهر موظف عسكري او مدني يعاني العوز والحاجة نتيجة لعدم استلام راتبه ،.
عدنالمدينة التي لا تنام من لعلعة الرصاص الطائش في الإعراس والمواجهات والصدام المليشاوي ، عدن على فوهات بركان مليشاوي ، يده على الزناد .
انها عدن اليوم ، عدن حالها يشبة كثيرا الشرعية الكسيحة العاجزة التي لن تستطيع استعادة وطن ولا بناء دولة .