الحقيقة أن تغيير محافظ عدن مؤلم جداً لكل من يتوق لنصر ورفعة الجنوب لأن المترتبات الجوهرية لهذا التغيير لايكمن في تغير محافظ , ولكن في أنتزاع قوة جنوبية ضاربة في وجه العدو, وهو قرار يعطل من مشوار تأسيس جيش جنوبي , وبحق هذا انتصار إصلاحي بإمتياز يشارك في فرحته كل حوثي وعفاشي وقاعدي وبلطجي وفاسد ... في مقابلة بين الرئيس هادي ومحمد قحطان في بداية هروب علي محسن إلى السعودية عبّر هادي عن صداقته العميقة مع علي محسن , وهو صادق في ذلك لأن علي محسن رفع الكثير من الذل عن هادي ذلك الذل الذي كان يكيلة عفاش في عز جبروته , ويتجرعه هادي بكل صمت , وأهم من ذلك أن هناك ارتباطات تجارية لهادي وابنائه مع قوى النفوذ الشمالية وعلى رأسهم علي محسن في ظل سيطرة الاقتصاد الشمالي , والأمر الثالث قناعة هادي بأن بقائه في السلطة بقوة الإصلاح أجدى من نصرة قضية شعب الجنوب , والأمر الرابع أن هادي أضعف من أن يكسر الطوق الشمالي الذي وضعة جبابرة الشمال ومتنفذيهم حول عنق الجنوب الذين لهم ارتباطات على المستوى الخارجي , الكارزما الوطنية في شخصية الرئيس هادي غائبة, ولهذا الذهاب للحل الأسهل اوفر من الحل التاريخي الذي يحتاج إلى شحن ميكانيزم أكبر, وفيما يخص موقف هادي حول قضية الجنوب تتمثل حقيقتها في المكالمة الهاتفية مع أحمد مبارك التي عرض بثها الحوثي , ولهذا كان يفترض بنا أن نتوقع أن هادي سيقدم عدن للإصلاح على طبق من ذهب , والأقاليم هي فكرة إصلاحية في الأساس , وأن ظهر لك التمويه في قول أو ظهور إصلاحي , كانت الامارات متزعمة النصر في عدن وظل هادي ولازال في صراع معها محولها إلى محتل وذلك من أجل الإصلاح , وليس غريباً أن نقول أن هادي إصلاحي غير ملتحي , تؤكد كل الدلالات أن الرئيس هادي يمشي في سياسته وفق ايقاع إصلاحي , وهو يحقق أهداف الإصلاح بكل تفاني , وانتزاع عيدروس من منصبة كان ركيزة أساسية في أهداف الإصلاح فيما يخص عدن لايمكن يحققها في هذا الوضع الأمني الصعب إلا روح إصلاحية . كما ودقدقة هادي للجماعات الوطنية التي تهتم بقضية الجنوب وتناضل من أجلها التي تجتمع فيه هو نوع من الخداع وضحك على الدقون مستقل التوقان للحلم الوطني . في شي ء يجب الاشارة إلية المعاناة التي يتجرعها أبناء عدن ليس ناتجة عن عجز البته , ولكنها ناتجة عن صراع من أجل أفشال مهمة الزبيدي في موضوع الخدمات عندما حقق تقدم حول الجانب الأمني مؤامرة واضحة ضد الجنوب وشعبة قادها الإصلاح بدعم قطري ورعتها المعاشيق بحقارة ميكافيلية. رجل بمستوى الزبيدي جاء من ميادين القتال يحمل مشروع وطني جنوبي لايمكن التشكيك في نقاء وطنيته لأرضه الجنوب يكافح الأرهاب وروحه على كفة , ولهذا تغيير الزبيدي يستهدف تقليم اضافرالجنوب من وسائل القوة والردع , والتخطيط من قبل العدو إلى مابعد الحرب وبشكل أدق إلى ذهاب الدعم العسكري للتحالف في ظل احتفاظ الشمال على مستوى الانقلابيين وعلى مستوى الشرعيين محتفظين بقوتهم العسكرية والتي لاشك احتمال أعادة الكرة فراداً أو تحالفاً لغزو الجنوب , وهذا الأمر يبوح به الشرعي الشمالي قبل الانقلابي , ولهذا مشروع هادي في الجنوب لامعياري وفوضوي لايرقى إلى التضحيات التي قدمت من قبل أبناء الجنوب يحمل الكثير من المشكلات والمتاعب والمآسي والمعاناة قد تجعل عفاش خير من هادي وحبتور خير من الدغر , ويسجل التاريخ تكرار المرات للجنوب وهزيمة الوعي , ودائماً نحن الجنوبيون نهزم بالوعي كما هي هزيمة الرعيل الأول .