أحلم بالصداقات الضائعة، أحلم بالرفاق المسنين.. لقد مددت يدي الى أنواع شتى من المثقفين والفنانين وأدباء وشعراء ، ولكن لم أجد أمر من السياسيين الذين اضاعوا حلم الوطن حاضرا وماضيا ومستقبلا.. فهؤلاء كرهوا الصدق حتى مع أنفسهم . فأضاعوا البلد والعباد والمشكلة انهم تعلموا وتخرجوا م جامعات خارجية على حساب دماء أبناء هذا الشعب الصابر، وعرفوا كيف يعيش الناس مكرمين في اوطانهم ولكنهم يعودون وعصبية الشيخ والقبيلة في عرش قلوبهم انا وعصبيتي وقبيلتي وبعدي الطوقان ذلك هو شعارهم في الماضي والحاضر والمستقبل لم يتفقوا ابدا سوى على نهب الثروات وتقاسمها بالمحاصصة .. ليس لديهم رؤيا موحدة للخروج باليمن من عنق الزجاجة، أقول لنفسي سوف أرحل الى بلاد جميلة.. أجمل من مدينتي ((عدن)) التي دنسها الغاصبون والى أرض جديدة والى صداقات جديدة فأجد ((عدن)) تتبعني وفي شوارعها اهيم الى الأبد وأجد روحي تنزلق مني شبابي الى شيخوختين وفي عدن سوف ألفظ أخر انفاسي.. فأنا ان دمرت حياتي في عدن فلقد دمرت قيمة حياتي في كل مكان اخر. ليفهم الغاصبون انني كالسمكة في البحر لو خرجت من عدن اموت مهما كانت المغريات الخارجية الإنسانية كثيره فانا من ابناء عدن لذين ظلموا كثيرا وظلمت مدينتهم واختطفت بعد حرب 1994م لطمس حريتها المسالمة والمدنية واعتبارها كفرع عاد الى الاصل اي الى مسمى ((الشيخ)) والقبيلة والعشيرة وليس الى دولة عادله تهتم بالحقوق الإنسانية عبر بطاقة الهوية باسم مكون من اربعة حروف يا جبل شمسان ما يهزك ريح فانت من قممك العالية ترى الصفافير العشوائية التي بنيت بعد الوحدة في غياب دولة تحفظ للناس حقوقهم تريد ان تخرقك بعد ان اخترقت عدن في سبيل تغيير هويتها السلمية اما ابنا عدن الفعليون الذين سكنوا عدن حينما كانت تعاني من ازمه سكان وليس من ازمه سكن كما قالت الكاتبة/ غاده السمان في عدن 1973م وكانت بيوت الانجليز في خور مكسر فاضيه فأبناء عدن يحلمون فقط بقوانين وانظمة كالتي يسير عليها العالم قانون ينظم تنظيم حمل السلاح .. قانون ينظم العلاقة بين المالك والمستأجر بضمان امنهم وحفظهم في السكن الثابت.. فالأرض اساسا ملك للشعب وماقي باطنها للأجيال القادمة، ابناء عدن لم يتعودوا خرق القوانين والأنظمة ولم يتعودوا حمل لسلاح ولم يألفوا الاغتيالات في مدينتهم ..فعندما كانت الإشارة حمراء يتوقفون وعندما تتحول الى الاصفر يستعدون وعندما تكون خضراء ينطلقون بأمان الى مواقع عملهم فم يطلبون ثمنا لا طلاق المخطوفة .. ((عدن)) فهي عشقنا الاول وحبنا في الصبا ومودتنا وتراحمنا في الشيخوخة ، وياجبل شمسان ما يهزك ريح.