المهرجان المليوني الذي جرى في مدينة عدن في 5مايو وتوج ب(اعلان عدن التاريخي) كان بحسابات السياسة من أهم الأحداث التي جلبتها الأقدار هذا العام من وجهة نظري الشخصية, نظرا"للدلالة السياسية الكبيرة التي تجلت في ذلك الزخم الجماهيري المهيب الذي تقاطر الى ساحة العروض من كل ربوع الجنوب والذي بالتأكيد كان صادما"لكثير من القوى المتربصة وتفأجات بكثافة الحضور وأعلام الجنوب ترفرف في سماء عدن وهذا المشهد لم يلفت نظر "الشرعية"بل تخطئ ذلك ليقرع الانظار التي ترقبت الحدث في أرجاء المعمورة وهذا ما أكدته تغريده السفير الالماني على صفحات التواصل الاجتماعي قبيل المليونية (كل الأنظار تتجه صوب عدن) وكانت عدن على موعد وأكرم شعبنا كل الأعين وبعيدا"عن المعنى العاطفي الذي يجذب الوطنيين الجنوبيين وهم يشاهدون شعبهم تحت أشعة الشمس الحارقة ويزين زخمهم الثوري "علم الجنوب"الذي تخضب بدماء اخوانهم وابنائهم من شهداء الجنوب في كل مرحلة وهو الذي أخذ كثير من الابطال ليرتفع عاليا"في المقام الذي يليق به وبعيدا"عن وجدانية المشهد الذي استقر في قلوبنا جميعا"تبقى الدلالة السياسية لهذا الحدث العظيم اكثر أهمية وعمقا"تقودنا الى تناولها بشيء من التحليل الذي قد يلامس كبد الحقيقة او يخطئها: اولا" كانت حضرموت قد دشنت مرحلتها في النضال على طريقتها الخاصة وعقدت مؤتمرها الذي نسج حقيقة الوثب نحو المستقبل وقطع الطريق أمام قوى النفوذ ليرسم معادلة جديدة تتجه صوب الحرية والسيادة ومغادرة مربع الاذعان لصنعاء والقطيعة مع "اليمننة"لترسل رسالتها للشقيقة عدن بذكاء في بيان سياسي دبلوماسي يراعى بهذا الخصوص مفاهيم "التحالف العربي"مايعني اننا لنا مايستحق النظر الية بعيدا"عن أوهام "الشرعية "المدجنة بنفس عقلية منظومة سلطة 7/7التي أنتجت الصراعات والحروب. ثانيا"التقطت عدن رسالة الشقيقة المكلا وحانت الفرصة لإخراجها بالتزامن مع "قرارات الشرعية الاخيرة"التي تهدف الى الرد على رسالة حضرموت والجامها ووأدها في مهدها لكن عدن كانت قد فجرت قنبلة سياسية ادخلت الشرعية في موت سريري بحقيقة سياسية ان الجنوب اكثر ادراكا"لمايحاك ضد هدفه من مؤامرات تتلطخ بها أيادي "قيادات الشرعية" ثالثا"أن حضور عدنوالمكلا في هذا التوقيت هو اكبر حقيقة سياسية موجودة على الساحة اليمنية وهذه الحقيقة اكبر بكثير من ان تتجاوزه الأحداث او تمر فوق ترابه المؤامرات.. انه مسلمة غير قابلة "للأحتواء"بهذه الطريقة او تلك ..حقيقة تستدعي التأمل وإعادة النظر بل تستدعي فراسة العقل للمواجهة والاعتراف بها كضرورة وشرط موضوعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة وممرات العالم. رابعا"لاشك ان كما"كبيرا"من "الصدمة"قد أصيب بها"طفيليات الشرعية وموميات المحتل"خاصة اولئك الذي بدت ردود افعالهم مغتاظة ..امام هيبة المشهد وعظم الحدث وماشكلة (اعلان عدن التاريخي) من رمزية اعاد للثورة الجنوبية ألقها المتقد في مسرح الأحداث على الساحة واللعنة التي ترافق "التسويات السياسية"التي تتخطئ حقيقة وجودها واستحالة الحلول بدون التطرق لها وملامستها وخاصة والجميع يعلم حقيقة الإرادة التي تحملها وتدافع عنها وتضحي في سبيلها وفي تقديري الشخصي ان عجلة الزمان دارت وحلت على رؤوس الاشهاد في الخليج والعالم بالتخلي عن العدمية السياسية وبدأت تضع اوزارها بعد سنوات من التجاهل لتحضر في الوقت الراهن للتعاطي مع جذور المشكلة التي ضلت لسنوات تنسف الحلول وتعيدها الى الصفر المئوي وبالتأكيد ان الأدراك الراهن لضرورة الاحتكام للإرادة الجنوبية سيفتح آفاق للقراءة الصحيحة للقضية اليمنية بشكل عام للوصول الى حلحلة تعقيد مشهدها ورسم الطريق للوصول الى الحل الأمن والدائم المتمثل في حل الدولتين وتحريك عجلة التنمية في بلد يتقاذفه الجهل والفقر والبطالة الذي زادت وتيرة معاناته منذ قيام الوحدة اليمنية التي وفرت أرضية خصبة لنشأة الصراعات والحروب . والله من وراء القصد..! #رئيس الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب م/حالمين