كم هو جميل هذا الأسم المنمق عن شخصية حقيقية وفتاة جامعية جامحة الطموح والأحلام والملامح والمشار إليها كناية وبمنتهى العناية تحت اسم مزخرف (( زهرة الزنبق )) . فقد كان لزهرة الزنبق عينان أستمد منهما أنا الرجل ماكان ينقصني من القوة والشجاعة والبأس في ذلك الوقت ، فقد كانت لي ذلك المدد والعون والملهم حين كنت لهما أحتاج لما كانت عليه من إمتلاك رغبه غريبة في النجاح والريادة والوصول الى أعلى القمم دون ان تنسى نصيبها من السعادة الغريزية المزروعة في كل بنات جنسها على حد السواء ، صعب أن أذكرك كأسم مجرد مؤنث ثلاثي الحروف الأبجدية ، ببساطة قد كان لك الكثير من الحكمة و الإصرار والعزيمة والتي فقدها الكثير منا من ينتمون الى عالم الرجال وأولهم أنا . هداكي الله منذ الصغر ، فالخيط بالصبر يفلق الحجر ، بأنك من تحملين أدوار القيادة من تحملين بهذا الحنان كل هموم الأسرة الكبيرة والتي كان رغم سنك الصغير لك فيها حضور وكاريزما ملفته لافتة ومكانه بارزة لايستطيع أحد تجاوزها أو القفز عليها معللآ مهما علا شأنه ببساطة لأننا نخاف المرتفعات فما بالكم بحد الهاوية ، فقد كان من يفكر بمجرد الإقتراب يصل الى يقين تام بأنه سوف يدخل في المحرمات أو الخطوط الحمراء والتي تعلمنا منذ الصغر بأنه هنالك دائمآ خطوط حمراء في حياتنا اليومية . في سنوات الجامعة وأجمل مافيها أنها جامعة ، وتخصصي الإداري بصراحة وبكل وضوح لم أستفد من المنهج الدراسي المخصص والمكدس ومن كل تلك المقررات المكركرات ذلك الكثير أو الشيئ الذي أكاد أذكره سوى عبارة وحيدة واحدة لأستاذي الفاضل في علم الإدارة محمد عمر مكنون ذلك الدكتور الرائع وعبارته الشهيرة والتي لازلت أتذكر ترديدها على مسامعي بصوته الحافل بسنوات العطاء الذي لاينضب لرجل يقدم سلعته وهي التعليم بمنتهى الحب والإحساس بالمسؤلية وهو يقول : الرجل المناسب في المكان المناسب ، رحل المناسب وبقت المناصب والمكاسب والمحانب والمقاطب وطغت على السطح الطحالب . زهرة الزنبق حقآ من يحاول تعدي حدود كبريائك يبقى سخيفآ وأحمق هكذا هي القاعدة المسلمة لذا ستبقين في مخيلتي هكذا دائمآ يا زهرة الزنبق . في سنوات عمرنا والتي تمر مسرعة نقابل أشخاصآ كثر البعض يبقى والبعض يرحل الإ قلة قليلة يحفرون أسمائهم وتفاصيلهم وضحكاتهم بعناية في قلوبنا رغمآ عنا لأننا بصراحة نسلم لهم كل الدفاعات ونرشدهم بتواطئ من النفس كيف يقتحمونها ويدكونها لأننا مؤمنون بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ولم نحقق هدفآ الى يومنا هذا يكاد يذكر . ليس من العيب أن نتعلم من الأخرين ليس عيبآ إذا كان الملهم رجلآ أو إمرأة بقدر ماهو عيب أن نترك أنفسنا طافية مغيبة في غياهب الضياع والتوهان والتخبط بين أمواج أكون أو لا أكون أمواج عالية لا ترحم ورياح عاتية تشتت وتهدم كل شامخ وتردم وتدفن فينا كل رغبة في الحياة . زهرة الزنبق يبقى حاضر هذا الإسم المنمق فهو مثال لكل فتاة جامعية جديدة بأن تحذو حذو زهرة الزنبق ، الحياة من حقك أيها الأنثى كوني كما تبغين أنتي فانا صنعتك من حدودي وطموح فكري المختزل دائمآ في مشاعر أغلبها حمقاء لانتيجة منها سوى زيادة ترسيخ الأنانية الذكورية .
الخلاصة ..
تبقى تجارب الناس وحياتهم دروس لنا نستفيد منها ونتعلم ، التجارب الناجحة تبقى أفضل وأعظم من الكتب في زمن ندر فيه القارئون وكثر فيه الناقدون والمادحون والمطبلون والمهرولون والذين يرتكزون على نقصهم في إنتقاد الأخرين ، قارئي العزيز تعلم ولاتكن أنت عدو نفسك ببساطة أنت الوحيد الذي سيغرق وسيبتل بالماء الملوث .