الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين تصطاد الموضة أموال ضحاياها برضاهم..!
نشر في الجمهورية يوم 08 - 10 - 2009

تتعاقب الأيام.. ويبقى الليل مرفأ النجوم.. لكن الغريب أن ترى النجوم تتلألأ في وسط النهار ليس فلسفة أو خيالاً إنه نقاب آخر زمن!!!.. عبارة عن لون أسود كالليل إلا أنه مرصع بالنجوم والألوان الناصعة حتى إن الناظر إلى نسائنا قد يجد فيه الكثير من الزخرفة التي حولته من نقاب واجب للستر إلى لبس مزخرف مليء بالجذب والانتباه.. ولكن أليست تلك الألوان والزخارف قادرة على رفع أسعار الحجاب والنقاب إلى اللامعقول؟ بحيث إنه يصبح رداء الأغنياء فقط؟ ولماذا كل تلك الزخارف؟ هل لكسر اللون الأسود أو لجذب الانتباه؟ أم إنها شطارة تجارية وترويج بضاعة؟.. كل ذلك لن تفهموه إلا من خلال سطورنا القادمة.
الثابت تاريخياً
النقاب قبل الإسلام كان له حضور لدى بعض الأمم وفي حدود.. فقد كان النقاب ظاهرة في إيران القديمة وبين اليهود ومن المحتمل أن يكون هناك حجاب في الهند وكان النقاب لدى هذه الأمم أكثر تشديداً عما جاء في شريعة الإسلام أما لدى عرب الجاهلية فلم يكن هناك وجود للنقاب.. وقد تحقق لهذه الظاهرة وجود لدى العرب بفضل رسالة الإسلام.
والملاحظ أن مناهضي فكرة النقاب اعتبروا النقاب حيناً وليد لون من ألوان التفكير الفلسفي والنظرة العقلية للعالم وذكروا حيناً آخر الجذر السياسي والاجتماعي للنقاب وذهبوا حيناً آخر إلى اعتباره معلولاً لأسباب اقتصادية وحيناً إلى دخالة عوامل أخلاقية أو نفسية في ظهوره.. ونحن لا نريد الخوض في تلك الفلسفة لأن وجوب حجاب المرأة ونقابها أمام الرجل الأجنبي مسألة من المسائل الإسلامية الهامة فقد جاء التصريح بذلك في القرآن الكريم نفسه ومن هنا لا يمكن التشكيك باسلامية هذه المسألة ولكن الحديث يفرض نفسه عن العوامل الاقتصادية التي أدت إلى جعل النقاب بحد ذاته استهلاكاً ربحياً وتجارة شطارة؟
السلعة السوداء
إلهام الشوكاني طالبة علوم قرآن: النقاب كان في العصر القديم السلعة السوداء، رخيصة الثمن مكدسة في المخازن ليس لها أية أهمية ولكنها في الوقت الحالي أصبحت كلقمة العيش التي تطلبها النساء من أجل أن تستتر.. وهناك أشياء وأشكال باهظة الثمن تسعى الفتاة لشرائها بدون أن تكون لها أهمية ولو أنها فكرت وفكر كل من يبيع تلك السلعة لوفروا عدداً هائلاً لهؤلاء التجار أو لتلك النساء اللاتي لا تمتلك ثمناً من أجل أن تشتري رقعة سوداء تستر بذلك البدن.
قل للمليحة
وتواصل الهام: وبالنسبة للنقاب فهو من القدم يعتبر سلعة فقد كان يحكى أن هناك تاجراً تكدست البضاعة لديه خصوصاً القماش الأسود فذهب إلى شيخ عابد وأخبره أن بضاعته السوداء تكدست فقال فيها:
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بزاهدٍ متعبدِ
وهكذا أخذت الخمارات تغزو السوق التجارية وقتها وخصوصاً فلسفة الحياة والزمن تأخذ تيارها بين أمواج بحر الواقع والأشخاص الذين يحولون حياتهم إلى عبارات جميلة هم قادرون على الأخذ والعطاء مع الحياة بكل أشكالها.
منال حسن موظفة حكومية: آه آه رعا الله أيام ماكنا نلاقي النقاب هدية من الوالد علشان نستتر ووقتها كان رخيصاً جداً اليوم النقاب غالي جداً ولا تستطيع الواحدة مننا أن تستنكر سعره أو حتى ترفض شراءه.. أقل نقاب اليوم «1800» ريال وفوق هذا لو حبت الواحدة تزينه يطلع سعره فوق «2000» ريال لذلك أعتقد أن هذا جنون بحد ذاته أن تهدر فلوسها بهذا الشكل والعيب مش عند الخياط أو البائع.. العيب عند ناقصات العقل والدين.
أما سوزان طالبة جامعية: اليوم بصراحة رجعت الجيوب بعد صرفة العيد ومصاريف رمضان مجففة كما سلمها الخياط!!.
والمشكلة موسم المدارس والجامعات بدأ يطرق أبوابنا فذهبنا للسوق ويا لهول سوق البوالط والخمارات والنقابات في مثل هذا الموسم حتى البائع يتكلم من منخاره عجبك عجبك وإلا شوفي غيري وأقل تكلفة عشان تكوني مثل الناس يلزمك «10.000» ريال .
محمد عبدالله طالب جامعي: عن أي نقاب تسألي إذا كان الفتيات المنقبات صح يتعدين بالأصابع والباقيات للأسف مافي معاهن إلا عرض أزياء وألوان مافي عليها حارس ولا ضابط.. كل واحدة فاعلة لون وشكل وكأننا في سهرة ومن الطبيعي كل هذه الزخرفة لها سعرها.
أما النقاب الحقيقي لا يكلف شيئاً والموضة في النقاب تعتبر غزواً فكرياً يشترك فيه الجميع الذين يريدون للمرأة أن تكون مجرد سلعة سواء بلبسها أو تزيينها؟
المساكين المقلدون
مسكينة الحياة فيها الكثير من البشر الذين يوجهون إليها أصابع الاتهام وكأنها سبب الحزن والألم والتعاسة لهم لكن حقيقة هي الحياة جميلة لكن من يحبها ويفهمها ومسكين هو من لا يعرف فلسفة الحياة.
أم عصام أستاذة في إحدى الجمعيات المهنية الحرفية حدثتنا عن النقاب والموضة التي تطرأ عليه: بالنسبة للنقاب هو ليس متهماً بل مظلوماً فمن يقلدون الموضة أقول لهم أو بمعنى أدق أقول لهؤلاء المساكين المقلدين:
أنكم بهذا اشتركتم ليس فقط في جريمة إغضاب رب العالمين وترك الشرع الحنيف وإنما أصبحتم مشتركين في جريمة هدم ما بنته أجيال وأجيال من خلق عظيم وتعاليم سامية ودفعت بسببه دماء زكية طاهرة كثيرة على مدى أكثر من 1400 عام!! وبرأيي هذه الخسارة هي أقوى من خسارة المال لأن المال برأيي نستطيع تعويضه.
لي أسبابي
عبدالكريم يمارس مهنة خياطة البالطوهات وقد كان له رد عندما سمع حديث أم عصام حيث قال وقتها:
أنا بصراحة لدي أسرة ومع أنني خريج جامعي محاسبة لم أجد وظيفة ولأنني أعرف تفكير الفتيات فتحت محل خياطة للبالطوهات ولولا الأسماء التي اذكرها على البوالط مثل:«الفراشة الحقني» أو حتى النقابات مثل «المظلة » فأنا لي أسبابي أنا أبحث عن الرزق فلدي أسرة وعائلة أعولها والغلاء بصراحة أصبح لا يطاق لذلك كان لابد من إضفاء بعض الشطارة على مثل هذه التجارة خصوصاً أن عقول النساء مصدر رزق واف وبسبب هذه التسميات رزقي الحمد لله وافر وقد أكسب في يومي مايقارب راتب ثلاثة شهور وأعتقد أنه لا عيب في ذلك.
وخصوصاً إذا كانت المرأة كل شهر تقريباً تجدد البالطو والخمار والأفضل إتباع الحجاب المفروض الذي يستر فلا يكون ضيقاً أو مليئاً بالتطريز والاشكال اللافتة للنظر.
فوزية عمر.. مدرسة تحدثت لنا عن رأيها في أسعار الحجاب قائلة: لا أعتقد طريقتي بارتداء الحجاب هي الطريقة المثالية التي صرح بها الاسلام وهو الخمار لأن الدين الاسلامي دين الوسطية.
حشمة أنيقة
وتواصل فوزية حديثها: وأنا أحرص على أن يكون لباسي أنيقاً ويكون واسعاً ويغطي الكتفين والصدر حتى لا تظهر أي معالم لجسد المرأة ورغم أنني أشتري الزي بدون زخرفة قوية لكن أنتقي أجود أنواع الأقمشة مما يرفع في سعره لأن القماش الذي أريده غال قد يصل إلى 0009 ريال وتقريباً آخذ كل شهرين زياً ولاأجد ذلك مكلفاً لأن ربي وسع علي فلماذا أضيق على نفسي وأهمل أناقتي.
طفولة بريئة
عندما يدور الحديث عن الأطفال فإن أول ما يتبادر إلى الذهن طفولتهم البريئة وعفويتهم الصادقة وفرحهم الذي يتجسد من خلال لعبهم وألعابهم المتنوعة التي يعبرون فيها عن ذواتهم.. كان لنا لقاء مع إحدى طالبات المدارس فاطمة عدنان والتي تبلغ من العمر عشر سنوات حيث قالت: أنا ارتديت النقاب هذه السنة لقناعتي به فأنا اقتنعت بكلام والدتي عن الحجاب وقرأت قصصاً كثيرة حوله وأنا لا أريد أخذ الأنواع الغالية حتى لا أخسر والدتي فلدي ثلاث أخوات وأرى موديلات كثيرة للنقاب والفتيات يحببن الموضة وأنا فقط واثنتان من صديقاتي نلبس النقاب ودائماً الجميع يسأل لماذا أرتدي النقاب؟ لأن الجميع يؤجلن ارتداءه إلى المرحلة المتوسطة أو الجامعة وعندي أهم شيء أحافظ على وجهي حتى لايرى جمالي الناس.
الموضة فوضى
رانيا عبدالرشيد طالبة جامعية تحدثت قائلة: نحن نلبس النقاب للاحتشام والحجاب المفروض هو الحجاب الإسلامي والموضة فوضى.
سهام محمد زيد السامعي طالبة جامعية فتقول: النقاب هو نقاب للحشمة وليس لإظهار المفاتن للمرأة وجمالها فبدلاً من لبس النقاب للحشمة صارت ترتديه لغرض لفت الأنظار إليها.
اتفاق
وتواصل سهام: وإذا كانت الموضة فوضى لأنها تظهر من حين لآخر فما هي إلا نوع من السخرية بالمرأة وأسعار البالطوهات والنقابات أصبحت أسعاراً جنونية ولاتصدق وهي بالتأكيد تستنزف ميزانية الأسرة
موديلات غريبة
عندما سألنا الكثير من الفتيات بدأت عيون الذكور.. تتحين وتترقب منا لفتة حتى نسألهم وكان لنا حديث مع أنور عبدالحميد.. طالب جامعي حيث قال:
إذا كان الهدف من الحجاب أو النقاب هو التستر الديني فأنا أعتقد بأنه لن تكون هناك خسارة مادية ولكن الناظر اليوم إلى الفتيات وأنا أقول البعض.. سيرى أنهن يلبسن موديلات غريبة جداً واستغرب لماذا كل هذا التزيين مع أنها تقلل من كرامتها ونظرة الآخرين لها..
موديلات غريبة تحدث عنها أنور ولكن عبدالكريم طالب جامعي أيضاً قال لنا:
«الفتيات اليوم أصبحن يملكن أفكاراً غريبة ولاندري نحن الشباب لماذا كل هذا البذخ في المنظر فأحياناً نجد فتيات كأنهن ذاهبات لعرس والعرس هو الشارع بأكمله وبصدق هذه الأشياء مجرد تجارة من بعض النفوس المريضة للكسب المادي فلو نظرنا اليوم سنجد أن محلات البوالط ازدادت في الآونة الأخيرة في كل مكان وهذا دليل على صغر عقل فتياتنا للأسف.
الطريقة المثالية
في الحياة عدة طرق للوصول إلى الصح والخطأ ولكن الإنسان يتعلم من الخطأ أكثر من تعلم الصح والنصيحة صارت في زمننا تفهم بشكل ضيق.. وكان لنا لقاء مع طالب جامعي آخر..أبو العز هكذا حدثنا «أعتقد أولاً أن اتباع الطريقة المثالية التي تحقق هدف الدين والحشمة هو أحد متطلبات المجتمع إلا أن أشكال اللباس المحتشم وطرق لبس الحجاب اختلفت بين الفتيات وذلك باختلاف العادات والتقاليد والبيئة والمستوى الثقافي وأيضاً الوازع الديني ولو كانت الفتاة تهتم لهذه الأمور لن تأخذ البوالط أو النقابات الغالية السعر وهذا ما أراه أنا نتيجة عملي في خياطة البوالط حيث إن المزخرف والمرصع بالنقوش هو الغالي والمكلف وبالتالي لن تتخلخل ميزانية الأسرة لأن الأمر يحتاج إلى العقل فالبالطو بالنهاية هو زي للحشمة وليس للإغراء.
وشهد شاهد
عندما كنا نبحث في موضوع غلاء أسعار النقابات والبالطوهات واجهتنا الكثير من الدموع وقد كانت دموع كلمات الواقع التي تكتب بحبر الألم والجراح والآهات ليجد الإنسان نفسه أمام ألحان جريئة في هدم أسوار القوة والعزة بالفس فهكذا هي الدموع وكلماتها عندما كان لنا لقاء مع إحدى الأمهات التي سمعتنا نتحدث عن الموضوع وهي كما رأيناها امرأة تجري وراء لقمة العيش لأنها كانت تبيع بعض «الزلابيا» أمام إحدى المدارس.. فقالت لنا أم أنيس :والله هذه الأيام واحد ماعاد يفعل ب0001 ريال إلا يوم واحد هذا لصرفة غداء بسيط والمصاريف كثرت والغلاء أصبح يكسر الظهر وتصدقي معي ست بنات ثلاث بالجامعة وثلاث بالمدارس وأني أصرف للبس اللي بالجامعة مع بداية كل سنة 00002 ريال وهذه تكاليف البوالط والخمارات بس وعاد الخمارات حق هذه الأيام قماشة خفيف جداً وتتقطع بسرعة وكله لاظهري أني لأن أبوهن حق قات بس.. وصدقيني الزمن القادم عاده مؤلم جداً.. لذلك لن أخلي بناتي الباقيات يمشين إلا فاتشات ماعاد نشتي ولانقاب قد النقاب حق الأغنياء.
الظروف أقوى
تلك كانت كلمات أم أنيس التي كتبتها بدموع تدحرجت من عينيها ولكن كانت هناك دموع من نوع آخر واجهناها في سيرنا وعندما اقتربت منها وجدناها تحدثت والدمع في عينيها م. ر. و طالبة جامعية:
من أين أجيب ثمن النقاب بعدما تقطع نقابي اليوم مع أنني جلست أجمع فلوسه والله سنة كاملة واليوم تمزق علي بسبب الباب حق بيتنا آآآه آآه الظروف قوية وما يقدر عليها قادر لولا ستر الله علينا كنا خرجنا نشحت عشان النقاب مع أن سعرة المفروض يكون مقدور عليه لأنه يعتبر واجب ديني.. وهذا على الأقل النقاب يصل سعره إلى 0002 ريال والتلاعب عند بعض البائعين يخلي واحد يجنن.
أرجل حديد
وتواصل حديثها: «وحتى يحصل الواحد على السعر المناسب اللي يقدر يدفعه لازم يدور السوق كله لحد مايلاقي بائع عنده أمانة ومصداقية ورحمة ولكن بعد أيش بعدما يكون واحد قد تكسرت أرجله من البحث.. يعني تشتي لك أرجل حديد.
إذا كان المال في زمننا يشكل حجرة عثرة أمام الإنسان
فلماذا لاتصبح الحياة صديقتنا بواقعها ولأن الإنسان هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع فإن الأسرة تعتبر هي الركيزة الأساسية التي تدور عليها عجلة سير الحياة والأزواج قد تدخل عليهم المشاكل ولكن إذا كنا نعرف أن الفقر إذا دخل من الباب هربت السعادة من الشباك.. فكيف إذا دخلت المشاكل للحياة الزوجية من وقتها سيهرب من الشباك.. أبو عبدالرحمن أخبرنا عن تجربة له مع النقاب ولذلك هو الآن يتصرف بشكل حريص في حياته حيث قال: «انا صيدلاني وقد درست في إحدى الدول المجاورة وأذكر عندما رجعت أول مرة للوطن وكان بجواري أحد الجيران مع أسرته وجذبتني ابنته بجمال عينيها وعندما عرفنا طيب أصلهم وأدبهم كانت هي أول من فكرت بها..
مفاجأة عمر
ويواصل حديثه بعد ضحكة طويلة أصدرها من روحه قبل فمه «وبصراحة عندما رأيتها يوم الخطوبة تفاجأت تماماً فملامحها عكس عينيها في النقاب تماماً ولأنني كنت أبحث عن النسب الشريف لم أتراجع وهي اليوم أم اولادي وحبيبتي مع إنني أحن اليوم للزواج بامرأة جميلة جداً ولذلك فقد اتخذت موقفاً مع بناتي بعدم ارتداء النقاب أبداً وأنا كما أرى أخي لديه 7 بنات لكنه لايصرف مثلي بالذات في شراء البالطوهات خصوصاً عند بداية السنة الدراسية ومع أنني لدي بنتان فقط في الجامعة لكنني أصرف الكثير على البالطوهات وتقليعات الموضة المتجددة وليس النقاب فقط هو الغالي ولكن كل شيء أصبح يؤثر على ميزانية الأسرة ويقلبها رأساً على عقب.. مع العلم أن أخي كل بناته منقبات وللأمانة الحكاية هي حكاية تربية.. وتدليع.
لقد أصبحت الحاجة اليوم ملحة لتعهد منهج الوسطية وتنميته نظراً لما يشهده العالم من تناقضات وصراعات ولما أصبح عليه حال كثير من أبناء المسلمين من ضعف في العقيدة وتخبط واتباع للأهواء أو العقائد والمذاهب لأن التفكير الإيجابي يمثل أداة لإيجاد الإبداع والابتكار لأن الثقة بالنفس والمقدرة للقيام بأي عمل بجدارة هي واقعية لبذل الجهد والوقت من أجل تحقيق الأهداف وإنتاج عمل إبداعي متميز ولذلك كان لا بد لنا من معرفة رأي الدين عن كل ما سبق.
رأي الدين
الشيخ عبدالعزيز العسالي شيخ علم ومحاضر جامعي تحدث إلينا عن النقاب قائلاً:
المذاهب الأربعة تدل على عدم لزومه وهناك ثمانية أدلة أوردها الشيخ الألباني «حجاب المرأة المسلمة» على عدم اللزوم.. وقال في مقدمة الكتاب أنا لا أمنع الفتاة من لبس النقاب ولكن أقول لها إذا لبسته جزاك الله خيراً وإذا لم تلبسيه فلا إثم عليك والأدلة موجودة وهي:
في الكتاب «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم» فيه دلالة على أن وجه المرأة كان مكشوفاً.
حديث في صحيح البخاري أن المرأة خرجت إلى مصلى العيد سفعاء الوجه وهذا في السنة التاسعة للهجرة.
«وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب» دليل إذا كان الوجه منقباً جاز لها أن تقدم الطعام».
كان آخر ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا في البخاري أنه كان يبكر لصلاة الصبح وكانت النساء تخرج ولايعرفن من الغلس يعني أن الوجه كان مكشوفاً وهناك قول لبعض الفقهاء إذا كان المجتمع يغض البصر لا داعي للنقاب أما والمجتمع غير متأدب بآداب الاسلام فالفتوى هي العاملة بنقض القصد وهو لبس النقاب أما التي ماعندها ثمن النقاب فليس عليها ذنب ولاحرج حتى تملك ثمن النقاب وبدون تكليف ولكن إذا كان قد أصبح النقاب موضة تزيين وجمال فهو مخالف لروح الدين الحنيف.
أما بالنسبة للون فليس شرطاً أن يكون أسود المهم أن لايكون شفافاً ويكون ساتراً وليس فتاناً.
رأي البائع
وحين أخذنا رأي الزبائن فإننا كان لا بد أن نأخذ رأي البائع نفسه وكان لنا حديث مع أحد الخياطين والذي أعطانا بعض المعلومات حيث قال لنا أبو إيهاب:
إن إقبال النساء على شراء البالطوهات وتوابعها «لثام + مقرمة..إلخ» يعود لعدة أسباب فمنها متابعة الموضة وبالذات التي تدرس في الجامعة تحب أن تغير زيها مع تغيير أترام الدراسة وكذلك الاحتفالات الجامعية لها دور كبير في شراء الفتيات ونحن بشكل عام يزداد عندنا البيع في شهر رمضان ومع بداية السنة الدراسية، أما بالنسبة للقماش فإننا نستورد من الصين كوريا أندونسيا وهذه نأخذها بالطاقة.
بينما أجود الأنواع من اليابان يأتينا بالميزان وليس بالطاقة لأن الخليج تأخذ منه وتبيع الباقي بالميزان.
والأحداث تؤثر على تسمية البالطوهات والنقاب فمثلاً عندما ماتت «ديانا» خرجت بالطوهات باسم دموع ديانا وبالنسبة للأقمشة فإن بعضها يأتي مكتوباً اسمه عليه مثل قماش بساط الريح وأقمشة النقابات «شيفون» مكلفة جداً وكذلك كون الزبونة تحب أن تساير الموضة فإن النقاب يرتفع سعره طبيعياً، كلما زاد القماش المعمول به.. والزينة للخمارات بشكل ملحوظ فإنها محدودة في تعز عكس عنها في صنعاء وعدن لأن التقاليد تتحكم باللبس وسعر البالطوهات يرتفع.
القماش وجودته النقشة والتزيين كله مكلف، الموضة تلعب دوراً بسيطاً وقد نبيع بعض البالطوهات بعد سنتين من خروجها بسعر القماش فقط وبالنسبة للموضة نبتكرها نحن أو أحياناً الزبون نفسه يضع تصميماً وأغلبها نأخذها من الخليج مثل بالطوهات «الفراشة» أما بالنسبة لمن تكون لديه تخفيضات ب «0001» ريال سعر البالطو فهذا لأنه البائع نفسه تاجر قماش أما بالنسبة لي فقد يصل أدنى طقم بالطوه «0009» ريال وأحياناً قد يصل إلى «00002» ألف ريال وكله بحسب الطلب وكلفته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.