تابعت حالة النقاش وتبادل الاراء على صفحات التواصل الاجتماعي حول انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي البعض يضع اسئلة حول التسمية واخر معترض على الاسماء الواردة في بيان التاسيس واخر يدعي بعدم المساواة في التمثيل وغيرها من الاسئلة وكلها استفسارات تتشابه مع اسئلة قوم موسى حول البقرة التي تشابهت عليهم، واذا ما قسنا التجربة التي يمر بها المجلس الانتقالي الجنوبي مع غيره من المجالس الانتقالية التي انشئت في دول مرت بظروف مشابها سنجد بان المجلس الانتقالي الليبي الذي اعلن عن انشاءه في شهر مارس 2011 عقب اندلاع الثورة الشعبية في ليبيا وسيطرت الثوار على اجزاء كبيرة من المدن الليبية كان ضرورة لابد منها للأمساك بزمام الأمور في المدن التي خرجت عن سيطرة الدولة المركزية ،وتشكل المجلس من شخصيات وطنية وسياسية وعسكرية البعض خرج على النظام الليبي والاخر كان معارض للنظام و اجمع المجلس في مبادئه واهدافة على وحدة الاراضي الليبية والعمل على اسقاط نظام القدافي، ولان المجلس جاء على هوى العديد من الدول المعارضة لنظام القدافي فقد سارعت بالاعتراف بالمجلس بل واستجابت لنداء الموجه من المجلس بضرورة التدخل العسكري لحماية الثوار في زحفهم للعاصمة الليبية طرابلس، وكذلك الحال للمجلس الانتقالي السوري الذي فقد سيطرته على الارض وبات الكثير من اعضاءه خارج الدولة السورية ومع ذلك لا يزال المجتمع الدولي يتخاطب مع هذا المجلس ويعتبره طرف اساسي لحل الازمة في سورية،واذا ما اردنا اسقاط التجربة على المجلس الانتقالي الجنوبي نجد بان التجربة الجنوبية تتشابه كثيرا مع ظروف المجلسين الليبي والسوري باختلاف ان الجنوبيبن استطاعوا تحرير ارضهم بمساعدة من دول التحالف العربي واوقفوا زحف المليشيات الانقلابية المعادية لدول الاقليم وكانوا خير معين لهذه الدول في مشروعها الهادف لقطع اليد الايرانية ومن يشاركها في تنفيذ مشروعها الخبيث في المنطقة والواجب يحتم على دول التحالف وقبل ذلك الشرعية اليمنية الى النظر بعين الاعتبار للاعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي والاعتراف بهذا المجلس كمكون اساسي لحل الازمة اليمنية واعطاء الجنوبيبن الفرصة لادارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم والمساعدة في حل الازمات الخانقةالتي تعصف بسكان تلك المناطق كواجب اخلاقي واعتراف بالدور البطولي للجنوبيين الذين كانوا خير شريك لدول التحالف العربي ،لذلك فان على المجلس ان يبداء في الاتي: 1- طمئنة دول التحالف باهمية الشراكة معهم حتى يتحقق الهدف من تدخلهم في اليمن. 2- يجب على المجلس ان يوضح لعامة الناس كيفية ادارة المجلس وتوضيح المرجعية التي يستند اليها المجلس من خلال وثيقة تاسيسية تحمل المبادى و الاهداف وآلية عمل المجلس،حتى لا ينظر الى المجلس باعتباره مجلس ارتجالي وليد اللحظة الانتقامية من قرارات الشرعية الاخيرة بعزل رئيس المجلس من منصب المحافظ للعاصمة عدن . 3- على المجلس ان يثبت شرعيته من خلال النزول الميداني لكل المناطق والمدن الجنوبية لتجميع الاراء وكسب الثقة واخد الموافقة الشعبية بالاعتراف بتمثيل هذا المجلس لكل الجنوبيين ويقع العبء الاكبر على عاتق وجهاء المناطق المعينين في المجلس وشكل ذلك التواصل حتى وان كان باخد الاعتراف بتجميع التوقيعات اسوة بما قام به حزب الوفد قبل انشاءه لتمثيل كل المصريين في مفاوضات الجلاء وسحب البساط من الملك العاجز عن التفاوض مع الانجليز بسبب سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية وهو ما ادى لاندلاع ثورة 1919 الشعبية التي كانت النواة لبناء الدولة المدنية العصرية في مصر. كثيرة هي التجارب المشابهة لتجربة انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والاهم كيفية ممارستها بما يؤدي لتحقيق الاهداف المطلوبة لشعب الجنوبي.